الإثنين، 20 فبراير 2023 - 01:59 م

يرتبط المصريون ارتباطًا نفسيًا، واجتماعيًا، وفنيا بالقهوة، إذ يحظى «فنجان القهوة» بأهمية كبيرة، فنجد كلمات متداولة مثل «أحلى فنجان قهوة»، و«دلق القهوة خير»، بالإضافة إلى ضمها لقائمة الممتلكات الشخصية مثل «القهوة بتاعتي»، أو «البن بتاعي».

أما الارتباط الفني بالقهوة فكثيرة هي الأغاني، التي تعبرعن ذلك على سبيل المثال أغنية الفنان أسمهان:«يا مين يقول لي اهوى، واسقيه بايدي قهوه».

ولخص مصطفى رزق  عشق القهوة حين غنى «افتح عنيا بشفطة بن وأقفلها على الشفطة التانية»، وسبقه الفنان الراحل أحمد منيب بـ«طب القهوة ومشربهاش، جبنا القهوة وهو مجاش»، كل ذلك كان ضمن احتفاء المصريين بالقهوة.

«عشان نفوق» كلمة يبدأ بها المصريون روتينهم اليومي، فكل شيء قبل فنجان القهوة مؤجل، كما تبدأ اللقاءات والاجتماعات بكلمة سرية فك المصريون شفرتها بعبارة «تعالى نشرب قهوة»، «ونتقابل على القهوة»، أوعند الزواج يطلب أهل العريس أن يأتوا ليشربوا القهوة مع والد العروس.

«أما وش القهوة»، فهو متعة العاشقين، ودليل على جودة فنجان القهوة، يقول كريم الشربيني لـ«بوابة أخبار اليوم»: «إن حبوب الأرابيكا، تتحكم في ثقل الفنجان وكثافته، والوش المميز، ويتم خلطها بحبوب الروبوستا، الذي تتميز بالطعم والمرارة، وهذه الخلطة سر التحويجة للبن».

تختلف أنواع القهوة، وعلاقتها بالسكر، فتتنوع بين الزيادة، والسادة، وعلى الريحة، والمظبوط، والمانو، والإسكتو، ويرتبط ذلك بمزاج الشخص نفسه، وعلى كل شكل ولون، تجد البن الفاتح، والمظبوط، والغامق.

وعن مشتقات البن قال:«القهوة التركي تتكون من نسبة من روبوستا والأرابيكا، ويتم تحميص القهوة على حسب المذاق، إلى جانب القهوة الخضراء التي يلجأ إليها الأشخاص الراغبون في إنقاص الوزن».

قهوة الأطعمة «الفليفر»، كانت الحل الأمثل للذين لا يحبون مرارة القهوة، فيختارون أطعمة، البندق، والكريمة، والفراولة.

«على نار هادئة»، يقول «الشربيني»: «أفضل فنجان قهوة على الإطلاق هو الذي يتم تسويته على نار هادئة، أو ما يعرفه المصريون بـ(الإسبرتاية)».

وكما يعرف عشاق القهوة فإن التحويجة لا تقل أهمية عن مذاق الهقوة، فحرص التجار على تنوعها، ويبقى الحبهان هو الأساس فيها، بالإضافة إلى تقديم تحويجة العريس.

خدعة يلجأ إليها التجار لزيادة كمية البن والأرباح معًا يقول كريم الشربيني: «إن بعض التجار يضيفون قمح إلى البن، والزبون لا يرى ولا يعرف أن مضاف إليه أي شيء، والنصيحة الذي يقدمها هو أن يتم طحن البن أمام الزبون.

وبحسب الإحصائيات تستورد مصر قرابة 70 ألف طن سنويا من البن، وهي خامس الدول العربية من حيث استهلاك القهوة.