الإثنين، 20 فبراير 2023 - 06:44 م

حملة أطلقها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي وتلاقى مشاركة كبيرة من رواد الفيس بوك .. الحملة هدفها توعية المواطنين وحثهم على التعامل بإيجابية مع التجار الجشعين من خلال المقاطعة والإمتناع عن شراء السلع التى تباع بأسعار غير عادلة ..أعتقد أن مردود هذه الحملة سيكون أكثر تأثيرا لو زاد عدد الذين يستجيبون لدعوة المقاطعة لأن عملية الاستغلال زادت عن الحد ..هناك سلع كثيرة يمكن الاستغناء عنها لفترات دون أن يكون لها أى تأثير على حياة المواطن ..ليس من الطبيعى أن يصل سعر كيلو اللحم إلى ٣٠٠ جنيه ويباع فى منافذ الحكومة بنصف السعر ..نفس الحال ينطبق على الفراخ .. الحجج وشماعات الغلاء التى يستخدمها البعض كمبررات لرفع الأسعار ومنها الأعلاف أعتقد أنها أحد أبرز أساليب الاستغلال ..كمية الأعلاف التى كانت متواجدة بمخازن التجار ومزارع الدواجن والماشية كانت أسعارها عادية جدا قبل تحريك سعر الدولار وأزمة الاستيراد ومع ذلك قام التجار برفع الأسعار وانعكست على المزارع وتحمل المستهلك وحده أعباء الغلاء ..اليوم المستهلك أصبح على دراية كاملة بمتغيرات الأوضاع وحتى لو ارتفعت أسعار السلع نتيجة لارتفاع سعر الدولار فإن نسبة الزيادة فى الأسعار أصبحت خيالية ولا تباع بالأسعار العادلة ..نظرية المقاطعة إحدى أهم نظريات ثقافة الاستهلاك ومن حق المواطن أن يغير واقع الأسعار لأنه هو سيد السوق فى جميع دول العالم.. ومن حق المواطن أيضا أن يجبر التجار على البيع بأسعار عادلة وعدم فرض ثقافة الاستغلال بحجة ندرة السلع.. أعتقد أن مشاركة المستهلك للحكومة فى اتخاذ أية إجراءات تشجع على ضبط السوق ستنعكس بصورة سريعة على الأسعار داخل السوق.. لو تمت مقاطعة السلع لفترات محددة ستعود الأسعار إلى سابق عهدها وسيتضرر التاجر المستغل.. أما التاجر الأمين فسوف يحقق مكاسب مضاعفة لأنه يحترم حق المستهلك فى الحصول على السلع بأسعار عادلة ..دعونا نبدأ تعديل ثقافة الاستهلاك وسنرى نتائج إيجابية خلال فترة قصيرة .ملحوظة. قرار الحكومة باستيراد كميات محددة من الفراخ صائب جدا لأن ترك السوق لمافيا الاحتكار ما هو الا فرض أسعار مرتفعة على المستهلك ومضاعفة مكاسب تجار الأزمات.. المرحلة القادمة ستشهد عودة الاستقرار فى الأسعار بشرط تعديل ثقافة الاستهلاك.. وتحيا مصر