الألغام البحرية - صور أرشيفية
الألغام البحرية - صور أرشيفية


الألغام البحرية.. جحيم تحت الماء في الحرب الروسية الأوكرانية

سامح فواز

الإثنين، 20 فبراير 2023 - 11:41 م

بدأت الألغام البحرية التي زرعها كلا الجانبين الروسي والأوكراني في الحرب المشتعلة منذ قرابة العام بتشكيل تهديدًا للمدنيين وغيرهم في جميع أنحاء البحر الأسود، بعد تناثرها في المياه المفتوحة، مما سبب انفجار واحد على الأقل في تركيا، ومن المرجع مع استمرار الصراع، أن يتم إزاحة المزيد والمزيد من الألغام وتنجرف في البحر، وعاجلاً أم آجلاً قد يتأذى شخص ما.

وفقًا لتقرير صادر عن مجلة Popular Mechanics الأمريكية، زرعت أوكرانيا وروسيا الألغام أثناء الحرب لأسباب مختلفة على ما يبدو.

محاولات أوكرانية لتقييد روسيا

وأكرانيا ، التي ليس لديها قوة بحرية على الإطلاق، قامت باستخدام الألغام البحرية لتقييد حركة الأسطول الروسي

ورغم نفي أوكرانيا المستمر إلا ان الجانب الروسي أصر على فكرة إن البحرية الأوكرانية زرعت نحو 420 لغما بالقرب من ميناء أوديسا شمال البحر الأسود، وأن العاصفة كسرت الكابلات التي تربطها بالمرساة وأن الرياح ساعدتهم على الانجراف إلى الساحل الغربي للبحر الأسود.

وتقول التقارير الروسية إن بعض هذه الألغام كانت سوفيتية الصنع في النصف الأول من القرن العشرين ووضعتها أوكرانيا في بداية الحرب في 24 فبراير 2022.

كان وزن اللغم البحري المسماة YM  172 كجم، و لغم "YRM" يصل وزنه 30 كجم، مدفون على عمق متر إلى مترين وينفجر عند التلامس.

في بداية الحرب ، كانت هناك مخاوف من قيام مشاة البحرية الروسية بمحاولة إنزال برمائي في أوديسا، الذي يعد الميناء الرئيسي لأوكرانيا، لكن الهجوم لم يتحقق.

حصار بحري روسي لأوكرانيا

قامت القوات الروسية بزرع الألغام البحرية في الموانئ الأوكرانية كجزء من حصار بحري يهدف إلى الحد من الصادرات الزراعية ، وخاصة الحبوب، وشل اقتصاد البلاد.

وكانت روسيا قد وافقت على رفع الحصار بحلول عام 2023، إلا أنها لم تقم بعد بعمليات تنظيف تذكر للألغام.

تهديد حوض البحر الأسود 

نظرًا للتهديد الوشيك بحدوث عواصف رعدية هائلة في البحر الأسود، يعتقد الخبراء أن جميع البلدان الساحلية المطلة على حوض البحر الأسود، يجب أن تعمل معًا لمعالجة قضة الألغام البحرية، لما لها من خطر على الصناعة البحريةن وتهديد مباشر لسواحلها.

أدت مجموعة من العواصف الموسمية والإزاحة بالمياه المالحة إلى إطلاق الألغام من أماكنها لبعض الوقت وانتشرت عبر البحر الأسود.

في أواخر فبراير من العام الماضي، بعد يومين من بدء الحرب ، رصدت كاسحات ألغام تابعة للبحرية التركية لغمًا في مضيق البوسفور المزدحم وفجرته قبل أن تهدد الشحنات القريبة.

في أبريل ، تم العثور على ثلاثة ألغام في المياه التركية، ووصل واحد إلى مضيق البوسفور.

خلال الحرب التي استمرت عامًا كاملا، احتاج الجيش التركي إلى 6747 ساعة إبحار و 1496 ساعة طيران في سياق تحديد الألغام البحرية في البحر الأسود، وتشارك القوة التركية المضادة للغواصات في عمليات إزالة الألغام إلا انها نجحت في إزالة أربعة ألغام فقط منذ 28 مارس 2022.

في سبتمبر ، اصطدمت سفينة صيد تابعة للبحرية الرومانية بلغم مجهول على بعد 25 ميلاً بحريًا شمال شرق مدينة كونستانتا الساحلية أثناء محاولتها إبطال مفعولها. انفجر اللغم ، لكن لم يصب أي من أفراد الطاقم البالغ عددهم 75.

وقال التقرير إنه في سبتمبر 2022 ، تم تدمير 28 لغما قبالة ساحل البلاد على الجانب الغربي من البحر الأسود.

في شهر يناير الماضي، نفذت البحرية البلغارية تفجيرًا محكمًا لغم من طراز MYaM يزن كل منها 142 رطلاً بالإضافة إلى مرساة تزن 99 رطلاً وتحمل 45 رطلاً من المتفجرات.

تم تصميم اللغم ليثبت في مكانه وينفجر على الفور عند  كسر أي جسم متحرك للفتيل.

الحل بيد الروس والأوكران

وبحسب مجلة Popular Mechanics الأمريكية إن الروس والأوكرانيين يعرفون بالتأكيد عدد الألغام الموجودة في البحر الأسود وهم مشغولون بالقتال لحل المشكلة.

ووفقا للمجلة، لا أحد غير طرفا النزاع يعلم عدد هذه الألغام التي تجوب البحر الأسود الآن، وكلما طال عدم جمعها، زادت فعاليتها، ومن المحتمل أن تتآكل الألغام المعرضة لمياه البحر وعناصرها وتصبح أكثر خطورة ولا يمكن التنبؤ بها بمرور الوقت.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة