الثلاثاء، 21 فبراير 2023 - 12:32 ص

احتفلت الأوساط الأدبية بصدور المجموعة القصصية الأولى للشاعر السيد حسن المدير العام للبرامج الثقافية بإذاعة البرنامج العام، وأمين صندوق النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر .

تحمل المجموعة اسم  " فيما يرى الفاهم " وهى تحتوى على عشر قصص، تمزج الإنسانى بالوطنى والخاص بالعام فى لغة تزاوج بين الدرامية والشاعرية، وتمثل حالة خاصة من حالات التأمل القصصي الذي يعنى بتشريح النفس الإنسانية، وتحليل طبيعة العلاقات الاجتماعية فى المجتمع المصرى، كما تحمل قصة خاصة تدور فى أجواء الحياة المصرية فى الحقبة الفرعونية، وخاصة السنوات التى تلت مغامرة إخناتون ونفرتيتي فى التحول بمصر إلى عبادة الإله الواحد، وثورة كهنة آمون على هذا التوجه.

كما يسرى فى بعض قصص المجموعة نفس رومانسي بين خاصة فى قصة عهد التى تتناول طرفا من أحوال الصوفية ومقاماتها.

من قصص المجموعة: سلطان الدومينو، عهد، سيول من النافذة، ثلاث عشرة خطوة، الطرحة، الكاشف، ام وحيد، الطبلية، فيما يرى الفاهم، مريت.

من المعروف أن الشاعر السيد حسن قد أصدر من قبل سبعة دواوين شعرية، وعدنا من المؤلفات النقدية والنثرية ومسرحية شعرية واحدة، إلا أن هذه المجموعة تعد الأولى فى ميدان كتابة القصة.

فى القصة التى تحمل المجموعة عنوانها يقول : 

رَأيتُ فِيمَا يَرَى الفَاهِمُ خُيُولاً تَمرَحُ فِي العَينَينِ السَّودَاوَينِ، وَتُوشِكُ أَن تَدهَمَنِي، وَلَولا أَنَّي حَوَّلتُ عَينَيَّ بَعِيدَاً، متنحياً عَن طَرِيقِهَا فِي الَّلحظَةِ الأَخِيرَةِ، لَكُنتُ الآَنَ صَرِيعَ الخُيُولِ، قَتِيلَ العَيُونِ، شَهِيدَ الغَفلَةِ. 

بِي غَرَامٌ قَدِيمٌ بِالعُيُونِ وَحَدِيثِهَا وَبَوحِهَا وَتَحلِيقِهَا وَدَعوَتِهَا لِلتَّحلِيقِ، لا أَعرِفُ هَل مَا عشتُ أَقرَؤهُ فِي تِلكَ العُيُونِ كَانَ مَكتُوبَاً فِيهَا بِالفِعلِ، أَم أَنَّنِي أَنَا الَّذِي كُنتُ أََسكُبُهُ فِيهَا مِن ذَاتِي المُجَنَّحَةِ، وَمِن خَيَالِيَ الهَائِمِ، وَمِنْ شَوقِيَ الدَّفِينِ إِلَى الجَمَال: 

أَحَادِيثُ وَحِكَايَاتٌ، قَصَائِدُ وَأُغنِيَاتٌ، مَخَاوِفُ وَآَمَالٌ وَأُمنِيَاتٌ، أَشوَاقٌ خَفِيَّةٌ سَاطِعَةٌ، وَمَشاعِرُ رَاحِلَةٌ ضَائِعَةٌ، فِرَارٌ لَذِيذٌ، واقتِرَابٌ مُرِيبٌ، بَسَاتِينُ خُضرَةٍ نَدِيَّةٌ مُنتَشِيَةٌ، وَمُحِيطَاتُ زُرقَةٍ دَاعِيَةٌ للغَوصِ أَو الإِبحَارِ، لَيلٌ هَامِسُ البَوحِ، وَبَرِيقٌ جَائِرُ الضَّوءِ، وَحَيَاةٌ تَغبِطُهَا الحَيَاةُ. 

العُيُونُ أَسرَارٌ خَفِيَّةٌ تُغرِي بِالاستِكشَافِ، وَوعُودٌ مُؤَجَّلَةُ تَحُضُّ عَلَى الانتِظَارِ، وَمُوسِيقَى إِلَهِيَّةٌ تَحمِلُكَ عَلَى الإِنصَاتِ، وَعُطُورٌ مُنطَلِقَةٌ تُحِيطُ بِكَ مِن كُلِّ اتِّجَاهٍ. 

العُيُونُ تَارِيخٌ عَرِيقٌ مَجِيدٌ يَتلُو عَلَيكَ وَقَائِعَهُ وَغَرَائِبَهُ وَحَكَايَاهُ، وَهِيَ مُستَقبَلٌ غَامِضٌ تَلُوحُ نَهَارَاتُهُ وَتَخفَى، وَتَبُوحُ لَيَالِيهِ وَتُخفِي، هِيَ مَمَالِكُ مَحجُوبَةٌ مُنذُ الأَزَلِ، وَسَمَاوَاتٌ مُنفَتِحَةٌ عَلَى الأَبَدِ.