المدرب محمد الحلو والأسد سلطان
المدرب محمد الحلو والأسد سلطان


القاتل الوفي| أكل يديه بعد قتل صاحبه.. «حكاية» ندم من نوع فريد

منى ماهر

الثلاثاء، 21 فبراير 2023 - 11:42 ص

نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع الزمن، قصة مؤثرة كتبها أسد بوفائه لصاحبه، وسطرها بدموعه وإضرابه عن الطعام، ووضع عليها ختم الدم بعد انتقامه من نفسه ثأرا لصاحبه، ليخلد قصة ندم من نوع فريد، ندَم حيوان أعجم ومَلِك نبيل من ملوك الغاب عرف معنى الـوفـاء وأصاب منه حظًا لا يصيبه الآدميون.

 القصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين في السيرك القومي في فترة الثمانينيات، حيث حدث صراع بين الأسدين "سلطان وجبار" على أنثى الأسد بالسيرك القومي فقام المدرب محمد الحلو بالفصل بينهما، مما ترك أثرا   سيئا في نفسية "سلطان"، واعتقد أن الحلو يضطهده لصالح منافسه "جبار".

وفي لحظة خاطفة أثناء استعراض مشترك بين المدرب محمد الحلو والأسد سلطان، قفز الأسد سلطان على كتف مدربه محمد الحلو من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه في ظهره، حينما استدار محمد الحلو ليتلَقَى تصفيق وتشجيع الجمهور بعد نمرة ناجحة مع الأسد سلطان، وفي لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه في ظهره.

 

 

 

توقف الاستعراض بأمر القدر، وبدأ نزف دماء المدرب يحتل مسرح السيرك، بعد وقوع المدرّب على الأرض بأمر الأسد الهائج، واندفع الحُرّاس حاملين الكراسي، وهجم ابن الحلو على الأسد ليخلص والده من مخالب الأسد، ولكن بعد فوات الأوان.

               محمد الحلو

كتبت تلك الأحداث القاسية نهاية مدرب الأسود الأشهر محمد الحلو، ولكن نهاية الأسد سلطان  كانت أشد قسوة وغرابة، بعد تعرضه لاكتئاب شديد ورفَضه الطعام، مما اضطر مدير السيرك لنقله إلى حديقة الحيوان باعتباره أسدًا شرِسًا لا يصلح للتدريب.

          

انتقل مسرح الأحداث إلى حديقة الحيوان، والتي شهدت مشهدا مأساويا لم نره حتى في أكثر الأفلام رعبا ودموية، فقد استمر سلطان على إضرابه عن الطعام  فقدموا له أنثى لتسري عنه فضربها بقسوة، وطردها وعاود انطوائه وعزلته واكتئابه.

محمد الحلو

حالة جنون كتبت نهاية الأسد بعدما أصابته، فبدأ يعضّ جسده ، وانقض  على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين، ثم راح يعض ذراعه، التي اغتال بها مدرّبه، وأكل منها بوحشيّة كأنه ينتقم منها، وظل يأكل من لحمها حتى نزف ومات واضعًا بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد.

محمد الحلو

"أوصيكوا ما حدش يقتل سلطان .. وصية أمانة ما حدش يقتله"، كانت تلك الكلمات آخر ما نطق بها المدرب محمد الحلو، فهل سمع الأسد صاحبه؟ أم كتبت نفسه اللوامة نهايته؟ وحكمت عليه بتلك الطريقة القاسية في الانتحار!؟

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة