صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


تقرير | «سلة غذاء العالم جائعة».. لماذا يضرب الجوع قارة أفريقيا؟

سامح فواز

الثلاثاء، 21 فبراير 2023 - 08:20 م

يقع حوالي 800 مليون أفريقي، فريسة لخطر انعدام الأمن الغذائي، مما يمثل واحدًا من كل خمسة أفارقة ينام جائعًا بسبب مشاكل الجفاف والجوع، مع وضع هذه الأرقام في الاعتبار، يبرز على الساحة تساؤل عن ما الذي يمنع القارة السمراء، التي تضم أكثر من 60٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، من تأمين احتياجات سكانها من الغذاء ومواجهة أزمات انعدام الأمن الغذائي ؟

يعود خطر ارتفاع انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا لعدة أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، والتغيرات المناخية التي نتج عنها موجات جفاف وفيضانات ضربت أجزاء واسعة من القارة، وأسباب أخرى متعلقة بلوجستيات النقل في القارة السمراء، والنمو السكاني المتسارع، وفشل السياسات الحكومية في مجابهة تلك الأزمة.

التغير المناخي يلتهم القارة الجائعة

تعتبر أزمة التغير المناخي وحش مفترس يلتهم القارة التي تعاني من موجات الجوع والجفاف في الأصل، مما أدى إلى تفاقم مشكلة الأمن الغذائي في إفريقيا.

نتج عن التغير المناخي والظواهر الطبيعية المصاحبة له، تراجع الإنتاج الزراعي في أفريقيا بنحو20% خلال العامين الماضيين، في حين ضربت ظواهر طبيعية قاسية  القارة السمراء عاما 2021 و2022، مما كشف عن الوجه القبيح الذي يخفيه وحش التغير المناخي لأفريقيا.

حسب تقرير حديث لمنظمة "أوكسفام"، فإن معظم بلدان شرق إفريقيا تعيش حاليا أوسع موجة جفاف منذ عام 1980، كان أبز معالمها هو موجة اصابت أكثر من %90 من مساحة الصومال، وأجزاء واسعة من إثيوبيا وكينيا والسودان، في شرق إفريقيا، إضافة إلى النيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا في غرب أفريقيا.

في المقابل، تعرضت بلدان مثل نيجيريا وغانا وجنوب إفريقيا، لفيضانات مدمرة خلال عام 2022.

حرب روسيا وأوكرانيا والخاسر أفريقيا

أدى اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إلى توجيه أنظار العالم إلى القارة الجائعة، فمع ارتفاع تكاليف الحبوب والوقود والأسمدة نتيجة للحرب، نمت مشكلة الأمن الغذائي في أفريقيا مما نتج عنها أزمة جوع متنامية في العديد من القارة السمراء.

تواجه العديد من المجتمعات في أفريقيا الآن أسوأ أزمة غذائية منذ 40 عامًا حيث يعاني مئات الملايين من المجاعات.

على الرغم من أن أزمة الغذاء بحد ذاتها هي مشكلة طويلة الأمد في القارة، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى تسريع وتدهور قضية الغذاء.

تعد كل من أوكرانيا وروسيا مصدرين رئيسيين للحبوب وزيت عباد الشمس والمنتجات الزراعية الأخرى في جميع أنحاء العالم، حيث يمثلون معًا 53 ٪ من حصة التجارة العالمية في زيت عباد الشمس والبذور و 27 ٪ من حصة التجارة العالمية في القمح، كما أن روسيا هي المصدر الأول للأسمدة في العالم.

استوردت أفريقيا 32٪ من إجمالي وارداتها من القمح من روسيا و12٪ أخرى من أوكرانيا خلال عامي 2018 و 2020.

وهكذا، تعتمد إفريقيا بشكل كبير على واردات الغذاء من كلا البلدين، وتسبب الزيادات الحادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية في حدوث موجات مدمرة في العديد من البلدان الأفريقية، ولا سيما البلدان الأقل نموا، والأكثر فقرا.

على الرغم من أن النسبة المئوية الإجمالية لواردات الحبوب والبذور والنفط إلى أفريقيا شديدة قد تبدو منخفضة، إلا أن بلدانًا أفريقية محددة تعتمد في كثير من الحالات على مثل هذه الواردات من روسيا وأوكرانيا أكثر مما تظهره النسب المئوية الإجمالية.

على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر باعتماد الدول الأفريقية الأقل نموًا على القمح على روسيا وأوكرانيا معًا، تختلف الأرقام من أكثر من 30٪ في إريتريا وجنوب أفريقيا وتصل إلى 100٪ في الصومال.

بشكل عام، وصلت النسب إلى أكثر من 50٪ في أوغندا وتونس وجامبيا وبوركينا فاسو ، وقد تصل إلى 80٪ في بنين.

فشل حكومي

على الرغم من أن أفريقيا تسيطر على أكثر من 60٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، إلا أن تزايد انعدام الأمن الغذائي يؤكد فشل السياسات الزراعية في معظم بلدان القارة، ومن أبرز علامات فشل الحكومة، هو عدم استغلال الإمكانات الزراعية والطبيعية الهائلة للعديد من البلدان في القارة الأفريقية استغلالاً كاملاً، مما يوضح أوجه القصور في سياسة الإنتاج الزراعي بصورة كبيرة.

تدهور الإنتاج الزراعي في العديد من دول القارة بشكل خطير بسبب نقص سياسات التمويل والاهتمام بإدخال التقنيات الحديثة، مما يجعل الهكتار في أفريقيا أقل إنتاجية من الهكتار في أوروبا أو أمريكا بنسبة 40٪.

وحش النمو السكاني

يعد الانفجار السكاني أحد أكبر التحديات التي تواجه الأمن الغذائي في إفريقيا، وهذا يمثل تحديًا آخر للحكومات الأفريقية، مما يستنزف فواتير الدعم بنحو 260 مليار دولار سنويًا.

أفريقيا هي واحدة من أسرع القارات نموا في العالم، بمعدل 3٪ في السنة، حيث بحلول نهاية عام 2022، سيعيش 1.2 مليار شخص في القارة الأفريقية.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة