أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

رب ضارة نافعة

أسامة عجاج

الثلاثاء، 21 فبراير 2023 - 09:15 م

للسياسة قواعد قد نختلف عليها، ولكنْ للإنسانية أحكام ملزمة، أقول ذلك على خلفية مواقف الدول من توابع زلزالى تركيا وسوريا، والأخيرة تعانى من عقوبات أمريكية مفروضة، وفق قانون قيصر تم إقراره فى ديسمبر ٢٠١٩، وهناك مواقف دولية وإقليمية، قد يكون لها تحفظات على إدارة الحكومة السورية لأزمتها، التى تدخل عامها الثالث عشر، ولكن بحكم منطق الإنسانية كان من الطبيعى أن يتراجع ذلك كله، مع شواهد الدمار الذى حاق بالشمال السورى، والضحايا والمشردين والباحثين عن قوت يومهم، ومأوى يقيهم درجات الحرارة المنخفضة، الكارثة إضافة إلى المأساة التى تعيشها سوريا من الأصل، فالأرقام تكشف عن وجود قرابة ٢ مليون نازح، يعيشون فى مخيمات عشوائية أو نظامية، وقرابة ٩٠ بالمائة من السوريين تحت خط الفقر، وأكثر من ١٢ مليونا يعانون بشكل أو بآخر من صعوبات فى تأمين الغذاء. توابع الزلزال كشفت عن الوجه القبيح للعديد من دول العالم فى الغرب، والتى سعت لفرض شروط، وتلكؤ فى إدخال المساعدات والسعى إلى الحصول على مقابل سياسى، على خلفية خلافات سياسية مع النظام السورى، ورب ضارة نافعة، فقد شهدت الأيام الماضية تحركات غير مسبوقة قد تنهى عزلة سوريا على الأقل على الصعيد العربى، حيث رفعت شعار (الإنسانية أولًا)، وضعت السياسة جانبًا، سارعت إلى نجدة الأشقاء فى سوريا، وفى مقدمتهم مصر، التى سيرت جسرا جويا، بل زاد على ذلك، أن المأساة، كانت وراء الاتصال الأول بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس بشار الأسد، وكذلك ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ناهيك عن زيارة وزيرى خارجية كلٍ من الأردن والإمارات لدمشق، وإعلان الرئيس التونسى قيس سعيد عن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى بين البلدين، ووصول أول وفد وزارى لبنانى إلى دمشق منذ مارس ٢٠١١، بعد أن اتبعت الحكومات السابقة (سياسة النأى عن النفس)، ومن المفيد هنا قراءة وتحليل التصريح الخاص بوزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان، على هامش منتدى ميونيخ للأمن، بأن (الحوار مع سوريا مطلوب، ولا جدوى من حصارها) مما يمثل خطوة متقدمة فى إمكانية عودة العلاقات مع سوريا إلى طبيعتها، كما كان عليها الحال قبل مارس ٢٠١١، فهل تنتهز سوريا الفرصة للبناء عليها؟، هذا ما أتمناه.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة