نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف
نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف


مسئول روسي: بلادنا قد تتخذ إجراءات مضادة تبعًا لخطوات واشنطن وحلفائها

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 22 فبراير 2023 - 12:19 م

قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، اليوم الأربعاء 22 فبراير، إنه بإمكان موسكو، إذا لزم الأمر، اتخاذ إجراءات مضادة استنادًا إلى تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها.

وجاء ذلك في تصريحات ريابكوف للصحفيين، حيث تابع: "بالتأكيد، سنراقب عن كثب تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، بما يتبع ذلك من اتخاذ مزيد من الإجراءات المضادة إذا لزم الأمر".

اقرأ أيضًا: ريابكوف: روسيا قادرة على مراقبة الإمكانات النووية الأمريكية

وكانت الولايات المتحدة قد نفت تقارير إعلامية تفيد بأن روسيا قامت باختبار صواريخ باليستية عابرة للقارات خلال زيارة بايدن إلى كييف، حيث ذكرت شبكة CNN في وقت سابق، نقلًا عن مصادر، أن هذه الاختبارات "انتهت بالفشل"، ولكن مسئول أمريكي، لم يذكر اسمه قال لشبكة CNN إن الاختبار تم قبل وصول بايدن إلى كييف يوم الاثنين الماضي، ووفقًا لمصدر آخر يُزعم أن الاختبارات أجريت يوم الاثنين.

وأكد المسئول الأمريكي: أنه "لم تقم روسيا باختبار صواريخ باليستية عابرة للقارات بينما كان بايدن في كييف"، وأوضح أن روسيا أخطرت الولايات المتحدة الأمريكية بموجب معاهدة "ستارت" بشأن خطط اختبار الصاروخ قبل أن تعرف بزيارة بايدن إلى كييف، ووفقًا للمسئول الأمريكي، فإن مثل هذه الاختبارات شائعة، ولم تمكن مفاجأة لواشنطن.

وافادت وكالة  الأنباء الدولية "بلومبرج"، عن المسئول بأن "الولايات المتحدة لا تعتبر هذا الاختبار تهديدا لها أو لحلفائها".

وتابع نائب وزير الخارجية الروسي، أنه "لا داعي لتصديق البيانات المزعومة لشبكة CNN"، واعتبر تقارير الشبكة الخاصة بـ "تجربة غير ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي" ليست سؤالًا يستحق التعليق عليه، وأكد على أن المعلومات التي تستحق التغطية هي المعلومات التي يتم توفيرها من خلال قنوات وزارة الدفاع.

وعلي صعيد متصل، أشار ريابكوف، إلى أنه "ظهر في الآونة الأخيرة كثير من المواقف ذات الطبيعة الاستفزازية في الأوساط العامة، والتي قد تبدو معقولة ظاهريًا، لكن لا علاقة لها بالواقع، وتهدف فقط إلى التحقق من رد فعل الدوائر الرسمية للدولة، الروسية في هذه الحالة".

وأوضح المسئول الروسي، أنه "من غير الممكن الوثوق بكل ما يظهر في وسائل الإعلام، خاصة إذا كان المصدر هو CNN، التي فقدت مصداقيتها تماما في السنوات الأخيرة، ووضعت نفسها بالكامل في خدمة مصالح مجموعات معينة، وجزء معين من السياسة الأمريكية. النخبة".

ومن جانبه لم يعلق المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على تقارير إطلاق الصواريخ الباليستية "سارمات"، حيث قال: إنه "لا يمكنني الإجابة، فهذا ضمن اختصاص وزارة الدفاع".

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة