نظام سويفت
نظام سويفت


«نظام سويفت»..ضربة أوروبا الموجعة لاقتصاد روسيا

ناريمان فوزي

الأربعاء، 22 فبراير 2023 - 02:55 م

تسببت الضربة العسكرية الروسية ضد أوكرانيا في التفاف الغرب واتفاقهم على ضرورة معاقبة موسكو بإجراءات اقتصادية تلحق بها الضرر قدر الإمكان.


قيام أوروبا بفرض عقوبات لم يكن أمرا مفاجأ بل مهدت له من قبل حين توعدت روسيا في حال تنفيذ الغزو، وهو الأمر الذي بات ملحا في التنفيذ عقب قيام روسيا بشن هجومًا على أوكرانيا، حيث نفذت ضربات جوية ودخلت قوات برية من كل الجوانب إلى الأراضي الأوكرانية بما في ذلك إلى العاصمة كييف.

اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي يعلن عن إقصاء «سبيربنك» الروسي من نظام سويفت للتحويلات الدولية‎‎


ومن بين أبرز العقوبات التي لجأت إليها أوروبا، كان استبعاد روسيا من التعامل بنظام سويفت، وهو إجراء اعتبره الكثيرون سيضر بالاقتصاد الروسي وسيلحق ضررا بالغا في التعاملات المالية بين الأفراد.


بداية..ما هو نظام سويفت؟


“سويفت” اختصار لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (The Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications)‏، وهي منظمة تعاونية لا تهدف للربح تقوم بتقديم خدمة المراسلات الخاصة بالمدفوعات المالية على مستوى عالٍ من الكفاءة وبتكلفة مناسبة.


نشأت المنظمة في العاصمة البلجيكية بروكسل، في عام 1973، مع 239 بنكًا عضوًا في 15 دولة، والهدف المعلن لها هو إنشاء معيار اتصالات عالمي لمعالجة المعاملات المالية.


وُضعت قواعد المسؤولية والإجراءات التشغيلية للجمعية في وقت لاحق مع إرسال رسالة “SWIFT” الأولية في عام 1977.


لا تدير الجمعية حسابات أو تحتفظ بأموال المنظمات الأعضاء، وهي مجرد جمعية مراسلة مالية، لديها، مع المكاتب المنتشرة في جميع أنحاء العالم، أكثر من 9000 مؤسسة عضو في أكثر من 200 دولة.


وتنقل بشكل آمن وسري البيانات المالية المسجلة الملكية مثل معاملات الأسهم والمدفوعات وخطابات الاعتماد بين المؤسسات الأعضاء باستخدام شبكة “SWIFT” الخاصة بها، يستفيد منها أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية.


وتستخدم البنوك نظام “سويفت” لإرسال رسائل موحدة حول عمليات تحويل المبالغ فيما بينها، وتحويلات المبالغ للعملاء، وأوامر الشراء والبيع للأصول.


استبعاد روسيا


أعلنت الدول الغربية في إطار تشديد عقوباتها المالية على روسيا رداً على غزوها أوكرانيا، استبعاد روسيا من هذا النظام المالي العالمي وذلك تنفيذا لدعوة أوكرانية لمعاقبة موسكو.


حيث حذر وزير خارجية أوكرانيا، ديمترو كوليبا، قادة الغرب من "تلطخ أيديهم بالدماء" إذا ما فشلوا في حظر روسيا من نظام "سويفت" العالمي للمدفوعات، وهو نظام محوري من أجل تعاملات مرنة في المال حول العالم.


وقال كوليبا آنذاك في تغريدة عبر موقع تويتر: "لن أكون دبلوماسيا حول هذا الأمر، كل من يشك في ضرورة حظر روسيا من نظام سويفت يجب أن يفهم أن دماء الأبرياء من رجال ونساء وأطفال أوكرانيا ستلطخ يديه أيضا".


وانضم وزراء خارجية بريطانيا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا إلى دعوة كوليبا بوقف عمليات روسيا من خلال النظام المالي العالمي "سويفت"، ولكن دولا أوربية أخرى مترددة في القيام بالخطوة ذاتها.


ضربة موجعة للاقتصاد الروسي..ولكن 


توقعت روسيا منذ بداية أزمتها مع أوكرانيا بأنها ستتلقى ردا ليس بالضرورة عسكريا ولكن من الممكن أن يكون اقتصاديا، وهو الأمر الذي تم بالفعل.


ففي 2014، وفي أعقاب ضمها لشبه جزيرة القرم، تعرضت للعقوبات الغربية في وقت مبكر من ذلك العام، الأمر الذي دفعها لإنشاء نظام الدفع الخاص بها،SPFS ، لدى SPFS الآن حوالي 400 مستخدم، وفقًا للبنك المركزي الروسي. ويتم حاليًا 20% من التحويلات المحلية من خلاله، لكن حجم الرسائل محدود والعمليات محدودة بساعات أيام الأسبوع.


لم تكن روسيا الأولى التي تتلقى مثل هذا العقاب، فهناك سابقة لإزالة بلد من نظام سويفت، حيث تم فصل البنوك الإيرانية في عام 2012 بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها بسبب البرنامج النووي للبلاد. وقُدرت خسارة إيران حينها بما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و30٪ من التجارة الخارجية بعد إزالتها من سويفت.


وكان البنك المركزي الأوروبي قد حذّر المقرضين الذين لديهم تعامل كبير مع روسيا للاستعداد لعقوبات ضد موسكو، وفقًا لصحيفة "فاينانشيال تايمز". كما سأل مسؤولو البنك المركزي الأوروبي البنوك عن كيفية ردها على السيناريوهات بما في ذلك خطوة لمنع البنوك الروسية من الوصول إلى نظام SWIFT.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة