جهاد إبراهيم خلال حوارها مع «الأخبار»
جهاد إبراهيم خلال حوارها مع «الأخبار»


«الأخبار» تحاور جهاد إبراهيم..

صاحبة «مبادرة الحب حياة»: ظللت أزحف 8 سنوات لعدم القدرة على شراء كرسي متحرك

حسني ميلاد

الأربعاء، 22 فبراير 2023 - 08:04 م

 

بالأمل أصبحت نائبة فى البرلمان وبطلة مصر فى السباحة وأستاذة جامعية

شعارى «الأمل قضية أمن قومى» وفلسفتى فى الحياة «احلم واكسر المستحيل»

هي عضو بالبرلمان السابق، مدرسة فى الجامعة، وبطلة مصر فى السباحة البارالمبية ومدربة حياة.. الاسم والفعل «جهاد» لأنها أخذت نصيبا من اسمها فهى ملهمة ومصدر للحب، شعارها «الحب حياة»، تعرضت لمضايقات وتنمر أصابها بالإحباط فى طفولتها بسبب عجزها عن الحركة لإصابتها بشلل أطفال، تمنت الموت لنفسها أكثر من مرة، لكنها طلبت من الله أن تصبح أمًا فقط ومع ذلك تفوقت على نفسها وأصبحت أستاذة جامعية وحصلت على أفضل شخصية محفزة على مستوى الوطن العربى وفازت بلقب بطل مصر فى السباحة البارالمبية وأخيرا تم اختيارها أمينا عاما لذوى الهمم فى حزب مصر أكتوبرعلى مستوى الجمهورية وترى أن الكرسى المتحرك الذى تجلس عليه بمثابة كرسى العرش وأن الأمل قضية أمن قومى لا يقل عن الدفاع عن الحدود.

 من جهاد عن قرب؟
تقول: اسمى جهاد إبراهيم ولدت فى مدينة القرين بأعماق الريف فى الشرقية وأصبت بشلل الأطفال منذ أن كان عمرى سنة، وعشت فى فقر مدقع، وتنمر، وكانوا يلقبوننى بـ»المشلولة والمعاقة والعاجزة» ولضيق ذات اليد لم تتمكن عائلتى من شراء كرسى متحرك لي، وكانت أمى تحملنى على كتفها وتنقلنى من مكان إلى مكان حتى صار عمرى ٨ سنوات وكنت أتألم عندما أسمع نهجان قلبها وأحاول أن أتعلم المشى قدر استطاعتى لأخفف عنها وبعد إقتنائى أول كرسى متحرك شعرت أننى امتلكت العالم، وساعدنى الكرسى أن التحق بالمدرسة، والتى لم يكن الذهاب إليها ممكنا بدونه.
تفوقت جدا ودخلت الجامعة، والتحقت بكلية البنات جامعة عين شمس. لم أُقبل فى كلية التربية لأنى على كرسى متحرك، ودخلت بدلا منها كلية الآداب قسم علم اجتماع وعلم نفس. وكنت الأولى على دفعتى وتم تعيينى معيدة ثم مدرس مساعد، وحصلت على الماجستير والدكتوراه، والآن أنا مدرس فى الجامعة.
نقطة التحول
 ما  أعظم حلم عندك ونقطة التحول؟
كان أعظم حلم عندى أن أكون أمًا، وأعيش حياة طبيعية وأُكوّن أسرة، لكن المجتمع كان شايف إن مين هيرضى ببنت معاقة وفضلت أبحث عن ذاتى وعن نفسي، حتى تبدلت حياتى تماما من قمة الحزن واليأس والإحباط والوحدة لعكس كل ذلك، بعد ما تعرفت على علوم التنمية الذاتية وتطوير الذات تعلمت على أيد لايف كوتش أو معلم حياة الدكتور بسام الخورى وهو سورى الأصل من احد خبراء التنمية البشرية فى العالم غيّر حياتى ١٨٠ درجة، وسأظل مدينة له طوال عمرى.
 كيف تعامل معك؟
رغم ما حققته من نجاحات كنت وما زلت غير راضية عن نفسى ولدى أحلام لم يتحقق منها شىء وهى أن أصبح أمًا وظننت أن الله ما زال يقسو علىّ، التقيت الدكتور بسام فى أحد مؤتمرات التنمية البشرية عام 2013 وكنت ضيفة متحدثة، عندما استمع لى قرأ ما بداخلى وقال أرى الحزن يملأ قلبك فقلت له أحلم أن أكون أمًا قال لى ليس مهما أن تكونى أما فقط فأنت لديك الكثير مما وهبك الله من جمال حقيقى خال من الشهوة والنزوات والرغبة تستطيعين أن تكونى سبب طاقة وإلهام لمن حولك وثقى أن الله يحقق لك كل ما تطلبين، واستطاع أن يعيد تدوير المشاعر السلبية ويحولها إلى مشاعر إيجابية ويغير حياتى بالكامل لأصبح صانعة أمل لكل من حولى وبدأ فى كسر المعتقدات والمفاهيم الخاطئة لدى وعلمنى إدراك المفاهيم بشكل صحيح مثل الثقة والشجاعة والتسامح والمرونة بالتعريف الحقيقى والأصلى الذى يجعل الانسان يتعامل مع نفسه واستخرج كل الطاقات الموجودة بداخلى وهو يعمل ذلك مع كل انسان يتعامل معه.
وحقق الله لى كل أمنياتى لأصبح أما وأستاذة جامعية وبطلة مصر فى السباحة لذوى الإعاقة والأهم مصدر إلهام لمن حولى أنشر الحب والتفاؤل بين كل من أقابلهم وعلى صفحتى فى مواقع التواصل الاجتماعى وأعد لإطلاق مبادرة «الحب حياة».
ابنتى كارما 
 ماذا حدث بعدها؟
بعد البحث والدراسة فى هذا العلم، زادت ثقتى بنفسى، وأدركت أنى أحب وأتقبل ذاتى كما أنا، والحمدلله ربنا أكرمنى وعشت الحب، ورزقنى الله بأعظم طفلة وأعظم هدية فى حياتى، ابنتى كارما، والتى أخبرتها بأنها ستكون فخورة بى، وستُعرفين العالم بأن مامى لم تكن قعيدة على كرسى متحرك، ولكنها ملكة متوجة على كرسى العرش.
 ما  علاقتك بابنتك كارما؟
كارما ابنتى عمرها الآن 6 سنوات هى اعظم هدية من الله معها شبعانة حتى الثمالة هى صديقة وانيس والخير كل يوم أعيشه معها أنشر الأمل والسلام والخير ومع أنها طفلة إلا أنها تسبق عمرها، أصبحت تؤمن بالاختلاف وترد على زملائها عندما يقولون لها ان امها مصابة بشلل اطفال او اعاقة فتقول لهم ان الله خلقنا مختلفين وان كرسى مامى خط أحمر لأنه هو رجلين مامى، لأنها عندما بدأت الكلام وسألتني، «ليه يامامى ربنا خلقك على كرسى متحرك؟» أجبتها لأننا مختلفين، وفى اختلافاتنا حكمة وجمال ولولا ثقتى فى نفسى ما كانت الصورة تنتقل إليها بهذا الشكل وصارت تفتخر بى فى أى مكان.
 ما  حكاية مبادرة «الحب حياة»؟
ولدت الفكرة فى صالون الدكتورة إقبال السمالوطى لأنى أؤمن بأن الحب هو سر الحياة ولا حياة بدون حب فعندما تحب نفسك وجارك ومن قبلها الله تستطيع أن تصنع المستحيل وارى ان العالم يحتاج الى الحب حتى نغير الواقع وعندما اعلنت عن المبادرة تفضل الصديق هانى عزيز رئيس جمعية محبى مصر السلام بتبنيها واطلاقها فى حفل عيد الحب خلال شهر فبراير الذى تقيمه الجمعية.
 وما علاقتك بالرياضة؟
وجدت ان الرياضة تحقق توازنا فى حياتى وخاصة السباحة فحينما أنزل المياه أشعر أننى حرة طليقة بدون قيود وأصبحت بطلة مصر فى السباحة لذوى الهمم، واستاذة فى الجامعة، ومتحدثة تحفيزية (لايف كوتش تحفيزى)، والحمدلله تم اختيارى افضل شخصية محفزة على مستوى الوطن العربي، وحصلت على عدة تكريمات، آخرها كان اختيارى كشخصية العام ٢٠٢١ من اتحاد رواد الأعمال العرب.
أعلم طلابى فى الجامعة حب الحياة وأنا أم ناجحة، بل «أم وأب» فى نفس الوقت لأن بابا بنتى روحه عند ربنا فى الجنة ورسالتى فى الحياة هى نشر السلام والامل، حتى حظيت بلقب باعثة الأمل للملايين.
 تقولين ان شعارك فى الحياة «الأمل قضية أمن قومى» ماذا تقصدين؟
فعلا أرى ان الأمل هو قضية أمن قومى انطلاقا من قول الشاعر لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس والامل يصاحبه وعى وهى القضية التى نركز عليها فى التنمية البشرية وافضل مثال على ذلك ان جميع من فازوا بجوائز نوبل 2022 قالوا «بوعيك تشكل واقعك» فإذا فكرت بشكل ايجابى تعيش واقعا ايجابيا واذا فكرت بشكل سلبى تخلق واقعا سلبيا وفى النهاية باقول: اوعى تيأس أو تحبط .. كمل وعافر.. اذا وقعت .. قم .. الحياة لسه فيها حاجات حلوة .. ابحث عنها وكلك ثقة فى الله .. لانه من رحم الألم يولد الأمل.
تجربة وحلم عظيم
 تجربتك مع البرلمان المصرى؟
لقد مررت بتجربة وحلم عظيم، وكان لى الشرف انى اكون نائبة بالبرلمان المصري، أُمثل ذوى الهمم والمرأة والشباب فى البرلمان خلال الأعوام ٢٠١٥-٢٠٢٠، وكنت طوال الوقت أتكلم عن الوعى وعن الأمل، وكنت أول من تحدث تحت قبة البرلمان ان الأمل قضية امن قومى مثل الدفاع عن الحدود. وعُرفت بين أعضاء البرلمان بنائبة الأمل و الطاقة الإيجابية.
 ما هو شعورك الآن؟
اشعر بالفخر وبالسعادة وأشعر بالعزة لأنه من سبع سنين لغاية دلوقتى لم أتلوث وأستغل منصبى وأتربح مليما حراما كنت ومازلت ورقة بيضاء ناصعة البياض ولم أتلوث واتكبر واتعالى على الناس فكنت ومازلت وسأظل البسيطة التلقائية اللى حركت وجدان ملايين من الشباب ببساطتها وتلقائيتها وحبها للحياة.
النوايا الطيبة 
 اذا انت شخصية متصالحة مع نفسك؟
انا لا أصلح للعداوات، ولا أتقن الخصام، ولا أطيق الأماكن المشحونة بالعداء.. إذا آذيتنى سأسامحك حتى لو لم أخبرك بذلك، سأسامحك لأجلى لا لأجلك، وسوف أمسحك بعدها من الذاكرة وإذا تصالحنا سأنسى سبب الخصام تماماً كأنه سقط من ذاكرتى، لكنى على أى حال سأحافظ على الجسر الذى يصل بيننا ولن أحرقه بالحماقات.. انا إما أحبك وأهتم لأمرك اهتمامى لأمر هذا العالم ، أو انك لا تعنينى مطلقاً!. لم أعرف يومًا كيف اكره الناس ولا طاقة لى بذلك وأحافظ على جودة يومى بالكثير من النوايا الطيبة وأربأ بنفسى من استخدام الكلمات لبث الأذى.
 كيف تستقبلين يومك؟
بداية استقبالى لليوم مهمة جدا بالنسبة لى ولكل شخص فممكن تبدأ اليوم بدعاء وصلاة وطاقة وشكروبلاش تفكر فى المشاكل بتاعة امبارح لانك لو فكرت فى المشاكل هتخلق يوم مليان عكوسات ومشاكل.. وتستكمل: خلى بداية اليوم فى الحاجات الحلوة خليها شكر لربنا وللناس اللى بيحبوك هتلاقى معجزات حصلت فى حياتك بس مش تنسى وقتها تدعيلى، التفاؤل مش رفاهية، التفاؤل بيخلق واقعك وحياتك تفاءلوا بالخير تجدوه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة