هشام مبارك
هشام مبارك


احم احم !

شريف رياض.. الحاضر الحاضر !

هشام مبارك

الأربعاء، 22 فبراير 2023 - 08:38 م

 

اعتدنا أن نصف شخصا عزيزا غير موجود معنا لأى سبب بأنه الغائب الحاضر بينما نصف شخصا قد يتواجد معنا ولا نشعر به بأنه الحاضر الغائب أى أن وجوده مثل عدمه.

أما فى حالة الزميل والأستاذ شريف رياض مدير تحرير الأخبار والكاتب الصحفى الكبير فلن تجد له وصفا غير أنه دائما الحاضر الحاضر الذى يتواجد بكل ركن من أركان الجريدة وفى كل الأوقات.

تندهش من تلك القدرات العجيبة لشريف رياض الذى منذ أن عرفته وقد كان محررا برلمانياً مرموقاً فى منتصف الثمانينيات وهو على نفس الحماس والرغبة والإقبال على العمل كما لو كان صحفياً تحت التمرين يريد أن يثبت وجوده لينال ثقة رؤسائه.

كان شريف رياض ولا يزال بيننا بنفس حماس الشباب.كثير من أبناء جيلى يشعر أنه شاخ فى هذه المهنة ولم يعد لديه ما يقدمه لها، بينما يظل شريف رياض حالة متفردة من العطاء.

لا يمنعه عمله الصحفى عن دوره الانسانى والاجتماعى معنا كتلاميذ له وأصدقاء وزملاء.

يكون ربما فى مجلس الشعب صباحا يغطى جلسة مهمة ويعود بعد الظهر ليحتل كرسيه بين كتيبة الديسك فى صالة التحرير والتى تتولى صياغة كل الأخبار والموضوعات والتحقيقات الصحفية التى يقرأها القارئ فى اليوم التالى.

كنت ولا زلت أحب أن اتابعه وهو يمسك بالورقة والقلم يكتب بخطه المنمق الأنيق مقدمة متميزة لتحقيق أو عناوين جاذبة فاتحة لشهية القارئ.

أما عن انسانية شريف وتواجده الدائم وسط مشكلات الزملاء مواسياً ومتدخلاً عند من يكون عنده الحل لمشكلة أى زميل فحدث ولا حرج.أتحداك إذا كنت زميلاً لنا فى الأخبار أن تسبق شريف رياض فى أداء أى واجب.لو زرت مريضاً بمستشفى لوجدته هناك أو على أقل تقدير قيل لك:شريف لسه ماشى من هنا.

وإذا أردت أن تبادر بالاتصال بأى زميل وقع فى أزمة أياً كان سببها فحتماً ستجد تليفونه مشغولاً لفترة طويلة وبدون أن تسأله مع من كنت مشغولاً كل هذا الوقت ستعرف أن شريف كان يتحدث معه عارضا خدماته الفورية ولو ذهبت لمواساة أحد فى عزاء لوجدته واقفاً مع الزميل يتلقى العزاء.

اعترف أننى أحياناً لا أتحمس مثلاً للعزاء فى زميل رحل عن دنيانا وأنا لا أعرف زوجته أو أولاده.لكن شريف رياض يرى أن من حق الزميل أن نقف فى عزائه حتى لو لم نكن نعرف أحداً من أهله.
أشعر أحياناً أن يوم شريف رياض ليس مثل يومنا العادى المكون من 24 ساعة.

فى ظنى أن يوم ذلك الرجل 24 مليون ساعة يقضيها فى خدمة مهنته وزملائه.

إخلاصه وصدقه فى حبه للناس وجريدته تجعل وقته مباركاً فيه، من البرلمان للديسك للعيادات والمستشفيات وسرادقات الأفراح والعزاء.كل تلك الدور يمر عليها شريف يوميا دون كلل أو ملل. حتى عندما انتشرت وسائل التواصل الاجتماعى لم يمنع ذلك شريف من التواجد وسط الناس.

لا يبخل على صغير أو كبير نشر مقالاً أو بوستاً بالتعليق والتوجيه والاعجاب.وفى غمرة انشغال شريف رياض بالناس ينسى همومه الشخصية لدرجة أننى قرأت نبأ تجهيزه لعملية جراحية من بوست لأحد الزملاء على الفيس بوك فى نفس الوقت الذى كان شريف رياض اون لاين على الفيس نفسه يكتب تعليقاً على أحد مقالاتى!!

وإذا كان الناس عادة يستعدون قبيل اجراء أى عملية جراحية بتجهيز الأشياء التى يحتاجونها فى المستشفى فأنا على يقين بأن شريف الآن يجهز قائمة بأسماء الناس الذين سيتصل بهم قبل وأثناء وبعد العملية لا ليطمئنهم عليه، بل ليطمئن هوعليهم ويقوم معهم بالواجب، فكل دعواتنا القلبية لك بالسلامة دائما يا استاذ الانسانية يا أبو الواجب، لتظل دائماً بإذن الله الحاضر الحاضر.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة