الأربعاء، 22 فبراير 2023 - 08:46 م

كثير ما نسمع عن بلاد الدم والنار، وهي بلاد كانت تسودها السلاح والقتل والسرقة وبعض العمليات الإجرامية الأخرى، وغالبا ما تكون هذه البلاد متاخمة لحضن الجبل، لتكون ملاذًا للعناصر الإجرامية شديدة الخطورة؛ في الاختباء والهروب من الملاحقات الأمنية، حتى يصبحون حاملين اللقب الشهر.. «المطاريد».

القضاء على البؤر الإجرامية في كل ربوع مصر، هدف تنفذه باستمرار وزارة الداخلية والتي نمت وترعرعت في فترات الانفلات الأمني البائدة، عن طريق ضبط كميات كبيرة من الأسلحة،  وملاحقة العناصر الإجرامية الخطرة، سواء بضبطها أو تصفيتها، وإحكام سيطرة الدولة على هؤلاء عاشقي الفوضى، وحدث هذا وسط ترحيب شديد من الأهالي الآمنين، للجهود المبذولة من الدولة في القضاء على العناصر الإجرامية شديدة الخطورة، وتوفير حياة آمنة وكريمة للمواطنين.

ومن بين هذه القرى التي عُرفت إعلاميًا ببلاد «الدم والنار»، قريتي حمرة الدوم وأبو حزام بنجع حمادي، والتي كان لبعض العناصر الإجرامية شديدة الخطورة هناك، وانتشار العمليات الإجرامية مثل القتل والسرقة في قنا، من بعض عناصر القريتين ممن عرفوا بلقب خط الصعيد، سببًا في اعاقة عملية التنمية داخل القريتين، بسبب خشية الوصول اليهما سواء من مسؤولين أو عاملين في القطاعات المدنية المختلفة.

على مدار أكثر من نصف قرن مضى، كانت السمعة السيئة المتمثلة في القتل والسرقة والخطف والسلاح، ملاصقة لجميع أهالي القريتين، وسط حالة من الغضب لدى البعض من الأسوياء فيهما، الذين كانوا يطالبون بضبط العناصر الإجرامية والأسلحة، حتى يعود الأمن والأمان للقريتين وتوفير حياة كريمة وآمنة.

ونجحت الأجهزة الأمنية من خلال حملات أمنية مكثفة ومتوالية؛ في ضبط قرابة 1500 قطعة سلاح منها قرابة 20 قطعة سلاح مضاد للطيران «آر بي جي»، فضلا عن أسلحة ثقيلة ومتعددة.

ومع الجهود الأمنية المبذولة، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط العديد من العناصر الإجرامية الخطرة في القريتين،  وتصفية عناصر شديدة الخطورة، بعد مداهمات أمنية، استشهد فيها ضابط شرطة، وأصيب آخرون، ولكن نجحت الأجهزة الأمنية في القضاء على ممن كان يُطلق عليهم «خط الصعيد»، والصادر ضدهم أحكام قضائية، بالإعدام والسجن، بعد ارتكابهم جرائم متنوعة مثل قتل وسرقة وخطف وسلاح وغيرها من الجرائم.

وبعد القضاء على العناصر الإجرامية، وضبط الأسلحة، بدأت الحياة تعود لطبيعتها مرة أخرى، وكرم ضيافة الأنقياء منهم بدا أكثر مما كان عليه سابقا وسط سيطرة المجرمين على البلاد.

اقرأ أيضًا | السجن سنتين لمتعاطي الشابو المخدر في قنا

مع الأهالي
التقت أخبار الحوادث بأهالي القريتين؛ فور دخولك تجد شيئًا مختلفًا لم يكن كسابق عهده،  حياة آمنة، ترحاب شديد، شباب يبادرون بالخير في كل مكان، يفعلون كل ما بوسعهم حتى يتحسن أوضاع القريتين التاريخيتين، بعيدًا عن الدم والنار، وسط مطالبات بتوفير حياة كريمة لأهالي القريتين الذين عانوا كثيرا طوال السنوات الماضية.

رحب عدد كبير من الأهالي سواء بالقريتين أو من جميع أنحاء نجع حمادي والمراكز المجاورة، بالحملات الأمنية التي نفذتها وزارة الداخلية، للقضاء على البؤر الإجرامية هناك، مطالبين بضرورة إنهاء كافة الخصومات الثأرية بين العائلات المتخاصمة، وتوفير كافة الاحتياجات الضرورية للمواطنين. ودشن اللواء أشرف الداودي محافظ قنا فعاليات مبادرة تنموية لتطوير قريتي حمرة الدوم وأبو حزام، فى مؤتمر جماهيرى حاشد بالقرية لعرض الخطة الاستراتيجية التي وضعتها المحافظة لتحقيق التنمية المستدامة بتلك القريتين وذلك للحد من انتشار الخصومات الثأرية، ونبذ العنف والتعصب القبلى من أجل التفرغ للبناء والتنمية. كما تنظم جامعة جنوب الوادي، برئاسة الدكتور يوسف الغرباوي، رئيس الجامعة، قوافل طبية وتثقيفية بشكل مستمر، لتوعية أهالي القريتين، وللحد من انتشار الموروث الثقافي المتمثل في الثأر لدى أبناء القريتين.

ومع المساعي المقدمة من الدولة، صرفت وزارة التضامن الاجتماعي، مليون جنيه لألف أسرة من القريتين، وتوزيع سلع غذائية، فضلا عن العمل من قبل الأجهزة التنفيذية على تطوير البنية التحتية، لتدخل القريتين حيز الاهتمام، خاصة مع الإعلان عن دخولهما ضمن مبادرة «حياة كريمة» التي أطلقها الرئيس، ووجه الأهالي الشكر للرئيس على دعمه للقريتين، كأول رئيس يهتم بهم وبأحوالهم.

ومن أهم ما تنفذه الدولة في القريتين، العمل على إنهاء الخصومات الثأرية، ومناقشة عمل توسعات لمحطة مياه الشرب بالشعانية، وزيادة تصرفها لخدمة أهالى القريتين وتوفير المياه على مدار اليوم، كما تم وضع خطة فورية لإنشاء بئرين فى نفس المحطة كحل سريع لحين إنهاء إجراءات ودراسات عملية التوسع للمحطة، كما تم توريد 200 مقعد مدرسى لدعم عدد من مدارس التعليم الأساسى بالقريتين، ويجرى إنشاء جناح جديد بالمدرسة الإعدادية المشتركة لإضافة 6 فصول جديدة والنزول بالكثافة الطلابية إلى 33 طالبًا وطالبة في الفصل الواحد.

كما يجرى أعمال الطرح عن طريق هيئة الأبنية التعليمية لعملية توسعات مدرسة أبو حزام الإبتدائية لإضافة 19 فصلا جديدًا بهدف النزول بالكثافة الطلابية إلى 38 طالبًا، بالإضافة إلى إدراج تأهيل وتبطين ترع أبو حزام وحمرة الدوم والمنصورية والمساقى التابعة لها، ضمن خطة المرحلة الثانية لتأهيل الترع والمساقى بالمحافظة.

وجاري تخصيص مساحة 200 م لإنشاء وحدة شئون اجتماعية لخدمة أهالي القريتين، وجاري اتخاذ الاجراءات القانونية نحو استكمال إنشاء مكتبي بريد بقريتىّ أبو حزام وحمرة دوم، والموافقة على إنشاء جمعية زراعية بقرية أبوحزام لمساحة زمامها 538 فدانًا، وتسليم كافة الأحوزة العمرانية للوحدة المحلية باستثناء عدد قليل جارى العمل على استكماله، وعزم القيادة التنفيذية بالمحافظة على إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة بالقريتين.