المتهم
المتهم


قاتل شقيقته في الوراق: «بتعمل فيديوهات رقص وجبتلنا العار»

أخبار الحوادث

الجمعة، 24 فبراير 2023 - 01:01 م

أمال فؤاد

 نحن أمام جريمة قتل بشعة بكل المقاييس مهما كانت الأسباب، واقعة مأساوية؛ حيث أقدم عامل "مبلط سراميك" على قتل شقيقته، تملك منه شيطانه، وسيطر على كل  تفكيره وحثه على قتل شقيقته، بعد أن  انهال عليها بالضرب المبرح في كل أنحاء جسدها،عقب عودتها إلى المنزل بعد تغيبها  لمدة شهر لم يعطها حق الدفاع عن نفسها، وفي نهاية المطاف، خنقها بالإيشارب حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه، ما هي الأسباب التي جعلته يرتكب هذا الجرم في حق شقيقته؟، وما هي أصل الحدوتة وكواليس الواقعة؟!،وما الدافع الذي جعله ينصب نفسه الحاكم والجلاد في الوقت ذاته لارتكاب هذه الجريمة؟!، دون أن تأخذه أي رحمة أو يهتز له رمش أمام  توسلاتها اليه، أو مراعاة أي ضوابط مجتمعية أو أخلاقية بدعوى الدفاع عن الشرف؟!،نحن نعيش داخل مجتمع تحكمه ضوابط وقوانين، لا داخل غابة يحكمها الوحوش ينهش بعضها البعض لحم الآخر دون مراعاة قرابة أو صلة بسبب الزعم بسوء سلوك البعض بواسطة أصحاب النفوس الضعيفة والمدمنين والبلطجية، تفاصيل أكثر إثارة ترويها السطور التالية.

 واقعة مثل التي بين أيدينا كان من الضروري أن نذهب الى مسرح أحداثها؛ حيث  دارت أحداثها في شارع زمزم من  ترعة السواحل بالوراق محافظة الجيزة، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، فهذه الجريمة تختلف أحداثها عن أي جريمة أخرى حيث تحمل الكثير من المفاجآت الغريبة والمرعبة، خاصة بعد أن تجسدت كل معاني الغدر والغضب من قبل « الجاني» دون أي محاولة منه للسيطرة على أعصابه والتفكير ولو ثواني معدودة، بأن التي تقف أمام عينيه شقيقته، وحقيقة الروايات المختلفة التي رواها بعض شهود عيان الواقعة للوقوف على ملابسات الحادث  التي دفعت الأخ أن يقدم على قتل  شقيقته خنقًا بالإيشارب الذي ترتديه.

بداية الحكاية

تلقى قسم شرطة الوراق بلاغًا من أحد الأشخاص، يتهم شقيقه بقتل شقيقته وبجواره يقف «الجاني» يصرخ بصوت مرتفع ويعترف على نفسه عبر الهاتف، بأنه من قتل شقيقته بسبب سوء سلوكها وهروبها من المنزل لأكثر من شهر، كما أن زوجة المتهم كانت تصرخ  وتستغيث برجال الامن بسبب ضرب المتهم لها عقب محاولتها ابعاده عن شقيقته ومنعه من  التعدي عليها  قبل حنقنه لها، وفور ذلك انتقل فريق من رجال المباحث الجنائية إلى مكان البلاغ ، وفور وصولهم تبين صحة الحادث، وخلال ثواني معدودة، انتشر رجال المباحث في كل مكان بالمنطقة محل البلاغ وانقسم فريق المباحث إلى فريقين فريق يرفع مسرح الجريمة محل البلاغ وفريق يتولى سؤال شهود عيان الواقعة وتفريغ الكاميرات المحيطة محل الحادث.

وعقب إجراء فريق البحث المعاينة التي كشفت عن فتاة في العقد الثاني من عمرها  تدعى «نورهان. س» جثة ترتدي كافة ملابسها ملقاة على الأرض داخل الشقة محل البلاغ وعلى رقبتها آثار خنق واضحة، وبجوار جثتها يقف شقيقها الأصغر والجاني شقيقها الأوسط وزوجة الجاني في حالة يرثي لها، وعلامات الغضب على وجوههم جميعا، ويقر الجاني بأنه هو من قتل شقيقته، وفور ذلك ألقى رجال المباحث القبض على المتهم  وبمواجهته اعترف بقتلها، نتيجة خلافات اسرية قديمة بسبب تصرفاتها الغريبة، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المتهم وتحرر محضر بالواقعة.

أسرار الجريمة

كيف تمت الجريمة؟، كيف كانت الشرارة الأولى؟!

في نهار يوم الواقعة رن جرس الباب منزل «الجاني» توجه لفتحه واستطلاع الأمر، فوجئ  بشقيقته المجني عليها «نورهان» امامه التي تغيبت عن البيت منذ شهر وحرر محضرًا بتغيبها، حيث انه علي علم بالمشكلات الأسرية المحتدمة بينهم، بدأ يسألها  في حالة من الغضب الشديد تملكته، اين كنتِ؟، واحتدم الخلاف وتطور من مشادة كلامية إلى ضرب وصراخ وارتفعت أصوات الصراخ إلى مسامع الجيران، بعدها اختفى صوت المشادة وأيضا الصراخ، وعقب ذلك دارت مشادة بين الجاني وشقيقه الأصغر يلومه على ما فعله في حق شقيقته وتطورت المشادة إلى الاشتباك بالأيدي بينهما، وفور ذلك علا الصراخ مرة أخرى لكن هذه المرة بواسطة زوجة المتهم تستغيث بالجيران؛ فأسرعوا إلى شقة الأسرة التي ينطلق منها الصراخ، فوجدوا شقيقته ملقاة أرضا داخل صالة الشقة وبجوارها المتهم وزوجته وشقيقه الذي أبلغ الشرطة عنه وتبين آثار خنق حول رقبتها؛ حيث قتل المتهم المجني عليها شقيقته خنقًا بالإيشارب حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه.

شهود العيان

ما الذي رواه الشهود؟!، جاء في أقوال زوجة»المتهم»؛ أن شقيقته تركت المنزل منذ شهر وبدأ الأهالي والجيران يلاحظون عدم تواجدها وتغيبها عن المنزل بسبب أقاويل وصلت إلى آذان شقيقته بسوء سلوكها، وأن الجيران يتحدثون عن فيديوهات رأوها خاصة وأن زوجها وعائلته أصولهم «صعيدية»، وانه كان يقول لها إن الجيران نظراتهم اليه تقتله ألف مرة وعيونهم تحكي ما لم ينطق به اللسان.

كما ذكر أحد شهود العيان «محمد.ن»؛ أن عقب التحريات حول الواقعة اختلفت الروايات والاقاويل من شهود عيان الواقعة والاهل والجيران بالمنطقة، رواية تقول إن الأهالي استيقظوا بالمنطقة على صراخ وحالة من الهلع بدون مقدمات فهرولوا نحو شقة المتهم مصدر الصراخ تجمعوا ووجدوا الفتاة المجني عليها مقتولة ذبحًا، ورواية أخرى انها مخنوقة بالايشارب، وتضاربت الروايات  في أحداث هذه الواقعة ولكن الجميع اتفق على أن الفتاة تصرفاتها غربية وأنها كانت باستمرار في شجار مستمر مع عائلتها، وانهم سكان جدد على المنطقة رغم الفترة التي لم تتعد شهورا قليلة، إلا أن الاقاويل ترددت حول سيرتها وعلى صفحات الإنترنت دون أن يراها أحد.

وأضاف شاهد عيان ثالث؛ أنهم ثلاثة أشقاء والفتاة «المجني عليها» وزوجة المتهم يعيشون جميعا في نفس الشقة محل البلاع وهم باستمرار في حالة شجار لأسباب لا أحد يعلم عنها شيئًا الى أن فوجئوا يوم الواقعة بكل ما فعله الجاني مع شقيقته وجريمة القتل التي حدثت.

اعترافات المتهم

أحيل المتهم إلى النيابة للتحقيق ووجهت له تهمة القتل العمد لشقيقته، في بداية اعترافاته زعم أن شقيقته المجني عليها سلوكها سيئ وأنها جلبت له «العار»ولأسرته وأنه  من أصل «صعيدي»، وأضاف في أقواله؛ أنه قبل عامين قتل شقيقه الأكبر أحد الأشخاص لأنه تحدث عنها بسوء، والنتيجة أنه يقضي احلى سنوات عمره خلف القضبان، لانه لم يتحمل ما كان يسمع من أقاويل ونظرات الناس اليه عن سوء خلق شقيقته، كما جاء في اعترافات المتهم أيضا؛ أنه يدعى «عماد» 43 عاما وأنه هو من قتل شقيقته لشكه في سلوكها، والجيران كانوا يتحدثون عنها، وسبق أن هربت من المنزل أكثر من مرة، وفي آخر مرة تغيبت عنه منذ شهر وسبق وأن لفت نظرها مرات بعدم نشر أي فيديوهات خاصة بها على الإنترنت لكنها لم تصغ إلى كلامه وكانت  تقوم بتصوير نفسها وهي ترقص وتنشرها على صفحات التيك توك، وانه لم يجد أي فائدة من الحديث معها، ولم يهمها شقيقها الذي يقضي عمره خلف القضبان بسبب افعالها المشينة، وقبل الواقعة بشهر هربت من المنزل ولم يعرف أين ذهبت والجميع كان يتحدث عن هروبها، وعقب عودتها لم تبرر أين كانت تبيت كل هذه الفترة، ومع احتدام الخلاف في هذه اللحظة، سيطر عليه الغضب فانهال عليها ضربا وخنقا حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وعقب ذلك اصطحب فريق من النيابة المتهم إلى مكان الحادث لتمثيل الجريمة، حيث قررت نيابة شمال الجيزة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات واتهامه بقتل شقيقته، كما أمرت بنقل الجثة الى المشرحة لإجراء الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة وسرعة تحريات المباحث في الواقعة، كما استمعت النيابة الى أقوال بعض شهود عيان الواقعة وأسرة الضحية ولا تزال التحقيقات مستمرة.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ٢٣/٢/٢٠٢٢

أقرأ أيضأ : اليوم.. استكمال محاكمة المتهم بقتل شقيقه ووالدته بالهرم


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة