الأزمة الروسية الأوكرانية
الأزمة الروسية الأوكرانية


خاص| الأزمة الروسية الأوكرانية.. لا خير في الحرب إلا نهايتها |صور وفيديو

أحمد الشريف

الجمعة، 24 فبراير 2023 - 04:24 م

◄| رئيس المركز الثقافي الروسي العربي لـ «بوابة أخبار اليوم»: روسيا تصدت وصمدت أمام تحالف دولي من 50 دولة


◄| رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم لـ «بوابة أخبار اليوم»: إذا كانت روسيا تستطيع أن تضغط زر «النووي» فهناك غيرها يستطيع ذلك أيضا

 

ربما تقوم الحروب كي يبقى البشر ويموت الشر، ولكن يبقى الشر ويموت البشر بانتهازية شديدة، والحقيقة أنه ليس هناك طريقة مشرفة للقتل ولا طريقة لطيفة للتدمير ولا خير في الحروب إلا نهايتها، واليوم الموافق 24 من فبراير، تمر علينا الذكرى الأولى للعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، لنبدأ عام جديد وفصل آخر من الأزمة مازالت تستمر فيه المعارك الدامية بين البلدين، مخلفة في زيلها خسائر بالجملة على رأسها الأزمة الإنسانية التي تلتهم لحوم البشر.

براثن الجوع
ولأن الغايات التي تشن الحروب من أجلها لا تستحق ما يُبذل في سبيلها من تضحيات، أدت تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية إلى مقتل أكثر من 300 ألف عسكري ومدني من الجانبين، بخلاف نقص إمدادات القمح والأسمدة التي أدت إلى ارتفاع الأسعار وزيادة فواتير الواردات الغذائية مما يعرض 1.7 مليار شخص إلى خطر الوقوع في براثن الجوع في 62 دولة.

 

كما جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية على رأس أسباب خطر انعدام الأمن الغذائي الذي يداهم نحو 800 مليون شخص في إفريقيا، في حين ضرب الجوع فعليا أكثر من 270 مليونا، مما يعني أن واحدا من كل 5 أفارقة يأوي إلى فراشه جائعا.

صمود روسي
الدكتور مسلم شعيتو، رئيس المركز الثقافي الروسي العربي، صرح بأن الأزمة الروسية الأوكرانية وبعد مرور عام على العملية العسكرية الروسية المحدودة، أنتجت تداعيات مختلفة على كافة الأصعدة، على رأسها العسكرية والاقتصادية والسياسية وأيضا الحضارية، مضيفا أنه بالنسبة للعسكرية فقد أثبتت روسيا أنها تستطيع أن تتصدى لتحالف دولي واسع إذا قارنا بالأرقام 50 دولة عدد سكانهم ما يقارب من المليار شخص، مقابل دولة واحدة عدد سكانها 145 مليون شخص، كما أن الموازنة العسكرية لهذه الدول يعادل ألف مليار دولار مقابل 60 مليار لروسيا، كما أنه اقتصاديا هذه الدول أقوى 20 مرة من روسيا، وأيضا القدرات الإعلامية لهذا التحالف الدولي في ظل أنه متحكم بـ 90% من الإعلام العالمي مقابل 10% لروسيا، مشددا على أنه أمام كل هذا الخلل في التوازن، حققت روسيا إنجازا بأنها استطاعت أن تتصدى لهم جميعا وأن تحقق انتصارات عسكرية.

 

وقال رئيس المركز الثقافي الروسي العربي، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»، عبر الهاتف من سان بطرسبرج الروسية، إن الغرب نجح بالفعل في اقناع الأوكران بأن روسيا عدو، رغم أنهم روس في الأساس وقسم منهم لا يتحدث الأوكرانية، ونجحوا أيضا في إقناعهم بأن الانقلاب الدموي الفاشي الذي تحتمي به المنظمات الفاشية قد يأتي لهم بالخير ويدخلهم إلى جنة أوروبا، واقتنعوا أن أوروبا هي الخلاص من همومهم ومشاكلهم ولم يعرفوا أن كل أوروبا الشرقية مازالت تعاني نفس المشاكل التي كانت تعاني منها سابقا وأكثر، حتى في أوروبا الغربية الأزمة الاقتصادية انعكست أكثر مما هي انعكست على روسيا رغم كل تخطيطهم ورغم الـ 13 ألف عقوبة التي تم اتخاذها ضد روسيا، واقتصاديا اثبتت إدارة روسيا للحرب نجاحها فلم تنعكس على السوق الداخلية وحياة المواطنين، ولم يحدث نقص في السلع الاستهلاكية أو الخدمات، بل بالعكس أصبح هناك سلع بديلة عما كان يستورد من أوروبا، والخدمات إن لم تكن أفضل فهي ليست أدنى مما كانت عليه.

 

الفقراء والخنازير
وأوضح أن هناك انعكاس واضح للأزمة على الغذاء العالمي، حيث أن روسيا وأوكرانيا وكازخستان يصدرون كميات ضخمة من القمح، ولكن أوكرانيا لا يتجاوز تصديرها من القمح 7% من الاستهلاك العالمي، ولكن الإعلام العالمي قام بصناعة كارثة إنسانية في ظل أنهم سرقوا هذا القمح، وتبين بعد الاتفاق الذي وقع في إسطنبول بين تركيا والأمم المتحدة لدعم الدول الفقيرة بالقمح، أن القمح ذهب إلى إسبانيا وأطعم إلى الخنازير، ولكن على الجانب الأخر قامت روسيا بإرسال بعض الشاحنات التي سمحت لها بالانتقال إلى لبنان وبعض الدول الأفريقية، كما أن روسيا مستعدة أن توزع القمح مجانا للدول التي تحتاجها، بالإضافة إلى أن روسيا تسعى جاهدة مع مصر لأن تكون مركزا للتوزيع، ليس في القمح فقط بل في الطاقة أيضا.

 

وعن اتجاه الأزمة بعد دخولها عامها الثاني، أكد أنه واضح تماما عسكريا حيث يسير نحو التصعيد، وأنه لا يمكن لروسيا التوقف قبل تحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن تلك الأهداف هي لصالح أوكرانيا كما هي لصالح روسيا، موضحا أن أبقرز تلك الأهداف؛ أولا ألا تكون أوكرانيا عضوا في حلف الناتو، ثانيا ألا تمتلك أسلحة دمار شامل وأن تفكك المختبرات البيولوجية والكيمائية الـ 33 الأمريكية بالإضافة إلى أحد المختبرات الإسرائيلية الموجود في إحدى الجذر التي تسمى جذر الثعابين، ثالثا أن تحترم المكون الروسي الموجود في أوكرانيا وهو من أغلبية الشعب الأوكراني بثقافته وقيمه وتقاليده ولغته، رابعا أن تكون دولة حيادية وألا تكون منتمية للأحلاف العسكرية وخاصة الناتو.

 

ولفت رئيس المركز الثقافي الروسي العربي، إلى أنه إذا لم تتحقق هذه الأهداف فسيكون التصعيد العسكري هو الخيار، مستبعدا التصعيد النووي، ولكن في ذات الوقت إذا كان ولابد وفي حال التصعيد الأوروبي لن يكون الرد في أوكرانيا، بل سيكون على مراكز اتخاذ القرار، وهذا ما أعلنته موسكو سابقا وتعلنه القيادة الروسية دائما، وما انسحاب روسيا من اتفاق الحد من الأسلحة الاستراتيجية إلا ردا على سلوكهم وأسلوبهم بالتعاطي مع الأزمة.

نزوح 6 ملايين أوكراني
وعن الرواية الأوكرانية، قال الكاتب والباحث السياسي محمد العروقي رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم، إن الجميع يعلم أنه في 24 فبراير من العام الماضي شنت روسيا ما اسمته بالعملية العسكرية، والتي كانت حربا بكل معاني الكلمة تقابل بها الجيشان الروسي والأوكراني وهذا كان له تداعيات محلية وعالمية، حيث تأثرنا هنا في أوكرانيا جراء تلك الحرب التي أدىت إلى عمليات نزوح داخلي كبير، ونزوح حوالي 6 ملايين أوكراني إلى أوروبا، وكان هناك تأثر بالوضع النفسي والأمني والسيكولوجي والاقتصادي ناهيك عن آلاف القتلى من الجانبين بسبب هذه الحرب، وعلى الصعيد الدولي أدت الحرب إلى تفاقم الخلاف والعناد وتطور الموقف بين المعسكر الغربي والمعسكر الروسي، ومازال هذا العناد هو سيد الموقف ومرشح للازدياد ويعطي مؤشرات أن أمد الحرب مازال طويلا.

 

وذكر رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة الأوكرانية كييف، أن هناك قطاعات كثيرة في دول العالم تأثرت جراء الحرب سواء في قطاع الطاقة أو الغذاء والحبوب، وكان هناك تأثر كبير بأسعار النفط والمحروقات، ولكن اعتقد أن أوكرانيا وأوروبا على وجه التحديد استطاعوا الصمود خلال فصل الشتاء، حتى أن روسيا أرادت بأن تكون الأوضاع أكثر تفاقما بقصف البنى التحتية ومنشآت الطاقة الأوكرانية، وبالتالي كانت هذه مؤشرات سلبية جدا، ولكن استطاعت أوكرانيا الصمود، لكن على الصعيد العالمي هناك تأثر كبير وخاصة في أوروبا التي تحاول البحث عن أسواق أخرى للطاقة حتى لا تلجأ إلى روسيا مرة أخرى.

ضبابية المشهد
وعن اتجاه الأزمة الروسية الأوكرانية، أكد أن المشهد ضبابي الآن في ظل أن العناد الآن سيد الموقف، وروسيا مازالت مستمرة في عمليتها العسكرية وتقول إنها تريد تحقيق أهدافها، وهناك دعم غربي كبير لأوكرانيا، للصمود أمام روسيا وعدم التنازل الأوكراني بل إن الطموحات الأوكرانية أكبر مما كان يتوقعه الجميع وهو تحرير أراضيها، بل ووصلت الطموحات لتحرير جزيرة القرم التي احتلها روسيا في العام 2014، لذلك من الصعب التكهن متى تنتهي هذه الحرب، لافتا إلى أنه قد تكون لها مسارات جديدة وساحات وميادين أخرى مثل أن تمتد هذه الحرب إلى جزيرة القرم، وأن يكون هناك صدام بين الغرب وروسيا وأن تصل الحرب إلى مولدوفا أو في جزر البلطيق أو بولندا، فلا نستطيع الجزم كيف سينتهي هذا السيناريو.

 

وأشار رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم، إلى أن الخيار النووي يبقى خيارا صعبا، مستبعدا أن تلجأ إليه روسيا، مبينا أنه إذا كانت روسيا تستطيع أن تضغط على الزر فهناك غيرها يستطيع ذلك أيضا، مضيفا أنه إذا نفذت روسيا ضربات نووية على أوكرانيا فقد لا تقابل بسلاح تقليدي غربي يدفع نحو حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية، فبالتالي أن من الصعب أن تستخدم روسيا هذا الملف ومن الصعب أن يجد الرئيس الروسي بوتين مؤيدين له لاستخدام هذه الورقة، ولكن موسكو تروج لهذه المصطلحات حينما يحتد الجدال بينها وبين الغرب.


 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة