صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تقرير | سيناريوهات الحرب.. ماذا بعد عام من الصراع الروسي الأوكراني؟

آية سمير

الجمعة، 24 فبراير 2023 - 04:35 م

عام كامل مر على الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في مقتل واصابة ونزوح المئات من الاوكرانيين، بالإضافة لما سببته من مشكلات في الطاقة والاقتصاد والغذاء أثرت على العالم أجمع.

وعلى الرغم من تدخل عدد كبير من الأطراف ودعوات الأمم المتحدة لوقف الصراع إلا إن المحاولات حتى الآن يبدو أنها تبوء بالفشل، لتستمر العملية كما هي منذ أن بدأت في 24 فبراير 2022، ويتمسك كل طرف بموقفه، ليس فقط روسيا وأوكرانيا كأطراف مباشرة في النزاع، ولكن دول أوروبا وأمريكا التي تدعم أوكرانيا في أزمتها، والدول التي تدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتدافع عن عمليته العسكرية.

اقرأ ايضًا: بين روسيا والغرب.. أوكرانيا «البلد الحائر» وسط القوى العظمى  

ولا يملك العالم سوى أن يتحضر لمزيد من الأعوام في الحرب وتأثيراتها السلبية، وبالنظر إلى تطور الأوضاع يعتقد الكثيرون أن الصراع العسكري سيدوم قليلا خلال الفترة القادمة، ولكن كيف سيتطور هذا النزاع؟

نشرت صحيفة theconversation تقريرًا مطولا تحدثت فيه عن آثار الحرب وسيناريوهاتها المتوقعة، مرجحة أن الوضع الحالي قد يتطور ليأخذ 3 أشكال محتملة:

السيناريو الأول: فشل روسيا

في السيناريو الأول، يتوقع الخبراء أن تفشل روسيا في الاستمرار بحملاتها العسكرية، أن تشن مزيدًا من الهجمات على كييف والمدن الأوكرانية، إلا إن الجيش الأوكراني ينجح في هذا السيناريو بصد هجمات روسيا بمساعدات أسلحة الغرب.

ومع بوادر الإرهاق التي تظهر حاليًا على القوات الروسية، يمكن أن يتطور ذلك في الصالح الأوكراني، ثم تبدأ روسيا تدريجيا في خسارة المقاطعات الأربعة التي ضمتها روسيا سابقًا بشكل تدريجي حتى تستعديها أوكرانيا بشكل كامل.

اقرأ ايضًا: «مخاوف الوقوع في الأيدي الخاطئة».. أسلحة أوكرانيا للدعم أم الإرهاب؟

ورهن التقرير نجاح هذا السيناريو بعد عوامل داخلية وخارجية، من بينها:

أولا- على الجبهة الروسية الداخلية: يصبح حشد القوات أكثر صعوبة، مع فرار الأفراد المؤهلين بشكل جماعي مع استمرار العقوبات الغربية في التأثير على الجيش الروسي، بينما تنتشر الأزمات بين الدوائر الحاكمة.

ثانيًا- إذا استمرت مقاومة أوكرانيا لاستنزاف الحرب، وتمتعت باستقرار سياسي قبل الانتخابات البرلمانية في خريف 2023، مع استمرار تدفق المساعدات العسكرية الأوروبية والأمريكية بشكل مطرد، بالإضافة لتمكن الجيش الأوكراني من الاحتفاظ بعدة جبهات في وقت واحد.

ثالثا- على الصعيد الدولي: يفترض هذا السيناريو أن روسيا ستفقد مكانتها الدولية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، مما سيضغط على عملائها لكي تجد مصادر بديلة.

وعلى المدى الطويل، سيمهد هذا السيناريو الطريق لوقف إطلاق النار وفي النهاية سيتم عقد مفاوضات سلام حقيقية لا تعني انتصار طرفًا على حساب الآخر.

ومع ذلك، يحذر التقرير من إنه إذا كانت الهزيمة الروسية شديدة في هذا السيناريو، فإن الاضطراب السياسي الداخلي يمكن أن يخلق الفوضى في موسكو، مما يحرم البلاد من القدرة على الانخراط حقًا في المفاوضات. سيتعين على روسيا اعتبار الحرب خاسرة.

السيناريو الثاني: انتصار روسيا

على العكس تمامًا من السيناريو الأول، تصبح أوكرانيا هي الطرف المُرهق والمُستنزف من الحرب، بعد أن تنجح روسيا في استمرار استحواذها على المدن الأوكرانية بمساندة الدول التي تدعمها وعلى رأسها بيلاروسيا، التي تتدخل لتهديد كييف بشكل مباشر.

اقرأ ايضًا:  «فلاديمير زيلينسكي».. من شاب يحلم بالسلام لزعيم حرب | تقرير

ويتطلب تحقيق هذا السيناريو من الجانب الروسي أن يصحح وضعه في عدة اتجاهات في أقرب وقت ممكن، على رأسها تدريب القوات التي تم حشدها منذ 2022 ونشرها تكتيكيًا بشكل فعال. 

كما يجب على روسيا ان تتعلم كيف ترد هجمات أوكرانيا المضادة، ووضع المراكز اللوجستية الروسية بعيدًا عن متناول الأسلحة الصاروخية والدفاعية أمريكية الصنع.

تستمر روسيا في ضم مقاطعات جديدة مع افتقار أوكرانيا على الوحدة السياسية الضرورية من أجل التماسك في هذه الحرب.

بالنسبة لأوكرانيا، يمكن أن يتحقق هذا السيناريو إذا حدثت عدة تطورات. أولاً، وقبل كل شيء، إذا انهارت القوات المسلحة الأوكرانية بشدة مع مواجهتها لمشكلات تتعلق بالإمداد بالسلاح. 
وإذا تعرض الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي لضغوطات أدت لانهياره سياسيًا كأن تواجهه مشكلات داخلية وحزبية.

على الصعيد الدولي، يفترض هذا السيناريو استمرار صادرات الطاقة الروسية مع وضع استراتيجية تسعير قوية الغاز. 

يأتي ذلك بالإضافة لاستغلال موسكو لشبكاتها الدبلوماسية بالكامل، وتمتعها بدعم قوي من الصين في مواجهة النفوذ الأمريكي. وفي الوقت نفسه، يبدأ تأثير الحكومات الموالية لأوكرانيا في بولندا ودول شمال أوروبا في الاتحاد الأوروبي يتضاءل، أو أن تظهر أزمة تستحوذ على الاهتمام الأمريكي كأن يتطور الوضع في تايوان على سبيل المثال.

السيناريو الثالث: حرب مطولة

قد تؤدي النتيجة الثالثة لهذا الصراع إلى عدم قدرة كلا الطرفين على السيطرة على الآخر على مدى عدة سنوات.

ويمكن أن يظهر ذلك في حالة محافظة الطرفين على استقرار خطوطهما الأولى واستمرار المعارك في المدن الرئيسية.

ولحدوث هذا السيناريو، سيتوقف ذلك على عدد من العوامل: أولا- استمرار تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا حتى يصبح لديها مخزون يكفي للحرب المطولة، بالإضافة لعدم حدوث أية تأثيرات جديدة أو انتصارات لأي من الطرفين.

على الجانب الروسي، يجب المحافظة على الصلابة التكتيكية وتعويض اللوجستيات الناقصة، وتعزيز الجبهات وسلاسل التوريد، ومعالجة محدودية الموارد البشرية والحرض على عدم وقوع أزمات سياسية.

استمرار الحرب يعني أن شعب كلا البلدين يشعر بأن لديه فرصة للفوز والتفاوض، وأنه لا طرف مجبر على الدخول في مفاوضات على أساس «ميزان القوى».

سيكون الدخول في مفاوضات في هذه المرحلة بالنسبة لروسيا بمثابة اعتراف بفشلها وسيضعها في خطر لذلك فهو لن يحدث، أما بالنسبة لزيلينسكي، فإن الموافقة على المحادثات ستكون بمثابة تنازل من شأنه أن يتسبب في فقدانه للدعم الواسع للغاية الذي يتمتع به حاليًا على الصعيدين الداخلي والخارجي.

مما سيؤدي في النهاية لاستمرار الحرب مع تمسك كلا الطرفين بالمكاسب التي تمكن من تحقيقها دون أن يشعر طرف بالفشل أو يضطر الآخر للتنازل.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة