كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

سمير عطا الله «عاشق مصر»

كرم جبر

الجمعة، 24 فبراير 2023 - 08:24 م

ومن لا يعرف كيف يحب مصر، فليستمع الى هذا الكاتب اللبنانى الكبير .. سمير عطالله «82 سنة»، عاشق مصر وتاريخها وحضارتها وثقافتها وفنونها وام كلثوم و«انت عمرى» ونجيب محفوظ.

بمجرد ان علمت انه موجود فى الرياض لحضور منتدى الاعلام السعودى طلبت مقابلته، وكنت محظوظا وانا اتبادل معه الحوار لساعة كاملة، وطلبت منه ان يقبل الدعوة ليحل ضيفا كريما على مصر التى يدافع عنها بضراوة، لنقول له 

« شكرا صديقنا العريز».

رأيه الذى لا يحيد عنه هو ان مصر هى الميزان الذى يضبط ايقاع العرب واذا اختلت اختل العرب .. مصر منبع للأفكار وعندما قامت الثورة امتدت شرارتها الى المنطقةً، وكانت ميدانا للاشتراكية فى الوطن العربى .

وحتى عندما ظهر الإخوان المسلمون فى مصر تغلغلوا فى البلاد العربية، وتحت عباءتهم نشأت التيارات الدينية المتطرفة والجماعات الارهابية، فأى خلل يحدث فى مصر ينتقل الى الجميع.

وكان الخطأ الذى نعيش تداعياته حتى الآن هو مقاطعة العرب لمصر بعد كامب ديفيد، وسارعت الدول العربية لإخراج مصر من العالم العربى تحت غطاء القومية، لكن الحقيقة أن صدام حسين كان يريد الجلوس على مقعد الزعامة بدلا من مصر، ونقلوا جامعة الدول العربية الى تونس.

فماذا حدث ؟ سأل الاستاذ واجاب : منذ ذلك الحين ابتعدت مصر عن العالم العربى وظل مقعدها شاغرا ولم يستطع احد ان يشغله، وعندما عادت مصر الى العرب او عاد العرب اليها، كان قد تغير كل شىء.

وقعت حرب الكويت وجريمة احتلالها، بعد استنزاف امكانيات العراق وقدراته فى الحرب مع ايران، وكانت طعنة نافذة فى قلب القومية العربية، فلم يحافظ صدام على بلده ولم يجلس على مقعد مصر وأحداث أخرى كبرى، فلم يعد العالم العربى كما كان ولا مصر كما كانت.
 لم أسأل حتى لا اقطع سلاسة الحديث ويكفينى ان استمع ويستمر الاستاذ :

مصر هى البلد التى أعشقها .. أم كلثوم ما زالت مطربتى المفضلة فى كل الاوقات و«انت عمرى» لحن الزمن الجميل الذى نسافر اليه.. ونجيب محفوظ وعبد الحليم عبد الله وأمين غراب والعقاد وطه حسين وغيرهم من حملة مشاعل التنوير، والتاريخ المصرى هو أعرق وأعمق تاريخ، انها مصر لمن لا يعرف قدر مصر.

وعاد سمير عطالله يؤكد :

 رئيس مصر عبدالفتاح السيسى كان مبعوث العناية الالهية لانقاذ مصر من الضياع، وعمل بكل قوة وجرأة للنهوض ببلده ليس فقط على مستوى المشروعات، وانما ايضا عى صعيد السياق الفكرى للحفاظ على لحمة المصريين، وفعل مع الاقباط ما لم يجرؤ حاكم ان يفعل مثله على مر التاريخ، فى ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، واسس لعلاقات متوازنة ومتساوية مع الاقباط الذين شهدوا ازهى عصورهم فى عهده .

ومن كان يقدر على مواجهة الاخوان غير عبدالفتاح السيسى ؟، يقول : بعد ان فعلوا بمصر ما لم يفعله اسوأ المستعمرين، واوقف فتنة كبرى لادخال مصر ضمن «حزام النار» الذى احرق دولا وشعوبا فى المنطقة .

وتحدث عطالله عن اللبنانيين الذين جاءوا الى مصر فاحتضنتهم وصنعت منهم نجوما بارزة، ولو ظلوا فى لبنان ما حققوا من المجد والشهرة: فاطمة اليوسف وفريد الاطرش وصباح وجورجى زيدان وبشاره وسليم تقلا وغيرهم، ومن فكر منهم فى الرجوع الى لبنان عاد حاملا روائح الوعى والتنوير .

 قلت له فى الختام : من لا يعرف كيف يحب مصر فليستمع لسمير عطالله.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة