كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

تحية لأهالى سيناء

كرم جبر

الأحد، 26 فبراير 2023 - 07:09 م

فى أوقات الأزمة يظهر معدن الرجال، وهذا ما عهدناه من قبائل وعواقل سيناء.. كانوا سندًا ودعمًا وعونًا للقضايا الوطنية، ووقفوا خلف قواتنا المسلحة بعد حرب 1967، وتصدوا للمؤامرة الإسرائيلية الكبرى لتدويل سيناء، وأصروا على الحفاظ على هويتها المصرية، وأفشلوا المخططات التآمرية.
هكذا عهدناهم، وكان شيوخ قبائل سيناء وعواقلها رجالًا لا يتنازلون ولا يفرطون ولا يتآمرون على وطنهم، فى الشدائد والأزمات، وساعدوا جنودنا وضباطنا بعد النكسة فى العودة إلى غرب القناة، وشكلوا ساترًا لحمايتهم من بطش القوات الإسرائيلية التى كانت تبحث عنهم فى الصحراء.


وفى حرب أكتوبر المجيدة، كانوا فى ظهر جيشنا العظيم فى ملحمة العبور، فرحين رافعين أعلام النصر، إيذانا بعودة سيناء إلى الأبد لأحضان الوطن بعد أن قاسوا مرارة الاحتلال، وأكدوا أن أحضان الوطن لا يضاهيها شىء فى الدنيا، وأن الحياة تحت راية الاستقلال هى البقاء والخلود.
هكذا عهدناهم.. أوفياء وشجعانًا وبرز دورهم الكبير فى الحرب المقدسة التى تقودها مصر ضد الإرهاب، وتطهير تراب الوطن من أسوأ غزاة فى التاريخ، جاءوا للأرض الطيبة من مستنقعات الدم والنار، رافعين رايات الإرهاب السوداء، طامعين فى أن يجعلوا أرض الفيروز، ساحة للقتل والاغتيال تدعمهم جماعة الإخوان الإرهابية، التى وفرت للإرهابين كل صفوف الدعم فى عام حكمهم الأسود.


هكذا عهدناهم.. أهالى سيناء، الذين ضحوا كثيرا فى حرب البقاء والمصير بعد أن تعطلت مصالحهم، وتضررت أحوالهم المعيشية، وسقط منهم شهداء بجوار إخوتهم رجال الشرطة والجيش، فالمعركة هى معركة الوطن كله وكذلك أهالى سيناء ، فالأرض أرضهم والوطن وطنهم والإرهاب كان يستهدفهم قبل أى شىء، ويريد أن يزرع أرضهم بالقنابل والمتفجرات، بدلًا من أعواد القمح وأغصان الزيتون، واشتدت المواجهة بين صناع الحياة ومحترفى الموت.
هكذا عهدناهم.. رجالًا فى ظهر وطنهم، رغم أن المؤامرة كانت كبيرة وحاولت قوى الشر استقطاب عدد من شبابهم بعد أن ملأوا رءوسهم بأفكار ارهابية، ولكن المخلصين خاضوا حربًا شجاعة، ضد عدو جبان، لا يعرف شيئًا عن شرف القتال، ويختبئ فى الحجور كالفئران، ولا يجيد شيئًا إلا التسلل والهجوم ثم الفرار فى الشقوق والكهوف والحبال.
وظل أهالى سيناء أوفياء لتلك المهمة الوطنية، وكانوا عينًا كاشفة ترفع الغطاء عن فلول الإرهابيين الفارين فى الجبال. أبطالنا العظام يواجهون عدوًا خسيسًا فى سيناء، وإرهابيين يتسلحون بالخفاء، ويعيشون فى نفس المناطق ويسكنون فى نفس المنازل، ويجلسون على نفس المقاهى، ويتحدثون نفس اللهجة.. هم كذلك بالنهار، ويتخفون أثناء الليل لارتكاب جرائمهم الإرهابية.
أهالى سيناء كانوا عونًا فى كشف المختبئين فى الخنادق والأنفاق، ودنسوا الأرض الطيبة بالقنابل والمتفجرات، وكان مستحيلًا وجود عصابات إرهابية تنشر الموت، فى مواجهة صنّاع الحياة .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة