خالد رزق
خالد رزق


مشوار

لماذا أحب الجزائر؟

خالد رزق

الأحد، 26 فبراير 2023 - 07:32 م

بعيداً عن هوس كرة القدم هذه اللعبة سيئة السمعة بتعصب أكثر جماهيرها الأعمى الذى لا يشف غير عن ضعف العقول، أقف كما الملايين من المصريين حباً للجزائر هذا البلد العربى الإفريقى الشقيق وشعبه صاحب الحضارة والتاريخ النضالى الطويل الممتد الحافل بالعطاء الوطنى على طريق التحرر والنهوض والانخراط المؤثر بقضايا الأمة.


ربما ينظر كثير من العرب والمصريين سيما شبابهم الذين لا يملكون المعرفة بحقائق التاريخ عن بلاد هى جد شقيقة فى عروبتها بإعجاب إلى موقف الجزائر الرسمى الأخير فى الاتحاد الإفريقى الذى حرم مندوب الدولة الصهيونية القائم بشأنها موقف إفريقى تأسيسى مبدئى جامع بدعم الحقوق الفلسطينية واعتبارها كيان احتلال من حضور اجتماعات الاتحاد بصفة مراقب وهى الصفة التى كانت الجزائر وجنوب إفريقيا ومصر رفضوها وجرى تعليقها العام الماضى بعدما منحها لها من دون إجماع ولا حتى تشاور مع أعضاء الاتحاد، «التشادى» موسى فقى رئيس المفوضية الإفريقية.
وربما ينظر كثير من الآدميين سكان هذا الكوكب معتل الضمير باحترام لإنسانية التحرك الجزائرى السريع المستمر لإغاثة ضحايا الزلزال الذى ضرب سورية و تركيا، و لكن الحقيقة أننا نحن المصريين، سيما أبناء جيل غرس ونشأ وتربى فى تربة خصبتها أرواح رجال حق آمنوا بالحرية وكتبوا بدايات فصول النضال والتحرر الوطنى العالمى، لا ننظر للجزائر ولمواقفها مثلهم، ذلك بأننا ووبساطة نضمنها ضمان العارفين فنحن نعرفها، نعرف جوهر شعبها ومؤسساتها نطمئن لها ونراهن على مواقفها الوطنية والإنسانية تلك.


والجزائر التى شاركت مصر شعبها فى ثورته التحررية العظمى على الاستعمار، هو البلد الأكبر مساهمة مع مصر فى معاركها وحروبها ضد العدو الصهيونى ما بعد 1967 وحتى انتصار أكتوبر 1973 رجالاً ومالآً وعتاداً، وليس فقط كلام نعلم أنه لم يكن سيرتقى أبداً إلى الفعل رأينا منها الرئيس هوارى بومدين وهو يرسل من عتاد جيشه فيالق مدرعة وأسراب طائرات ومدفعية إلى ميدان المعركة، وسمعناه وهو يوصى أسود بلاده بالنصر أو الشهادة على الجبهة المصرية.
على كل ذلك لم تقف الجزائر الرسمية ولا شعبها الذى قدم الدماء يوماً معايرين لمصر، وإنما كان حديثهم الدائم هو حديث إخوة ينطق بالواجبات الوطنية والعروبية والتحررية الإنسانية التى تفرضها مبادئ شعب واع متحضر ومن هذا تنطلق كل مواقفها الوطنية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة