عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

أيام بين الكتب

عمرو الديب

الأحد، 26 فبراير 2023 - 09:17 م

ليس هناك أمتع من تلك الأوقات التى تنفرد فيها بنفسك والكتب التى أجاد أمير شعراء العربية فى شتى العصور «أبو الطيب المتنبى» فى وصفها حين قال: وخير جليس فى الزمان كتاب، فما أروع أن تختلس سويعات فى أحضانها ترتشف رحيقها، وتستنشق عطرها، وتعانق بهاء المعرفة على فراشها، وتستلذ بدفء نفوذها، وبريق حضورها، لذا لا يمكننى أن أبطئ عن وصالها أو أسلو متعة الغوص فى أعماقها، وما إن تبدو منها أية لمحة لدعوة لقاء حتى أهرع إلى أمكنتها ومكامنها وأوطانها، ولايعنى لدى انقضاء أيام وليالى معرض القاهرة الدولى للكتاب أن موسمها قد وَلَّى، فالكُتب فى حياتى حاضرة دائمًا، وموسمها عندى هو كل الأيام على مر الأعوام، قد تبرز فى مواعيد وصالها أوقات ذروة معرض القاهرة الدولى للكتاب، ولكن لقاءاتى الحميمة بها، وعناقى الحار لها مستمر طوال العام على مدى كل الأيام، لا يفتر حماسى أبدًا لجلساتها الدافئة، وعناقها الأثيرى وهى كالمعشوقة التى تلقاك فى كل ليلة بحكاية مختلفة مثل شهرزاد «ألف ليلة وليلة».. قاهرة الاعتياد..

وطاردة الملل، وكالمحبوبة المتجددة حتى لا يتسلل إلى فراشكما السأم تتبدى الكتب لك فى كل خلوة بشكل مختلف، وهيئة جذابة جديدة، فالليلة يمكنك أن تختلف إلى كتاب فى الفيزياء الفلكية التى تحملك على أجنحة المُتعة المحققة إذا ما صبرت على طبيعتها الجامحة حقًا، وغدًا متاح لك أن تختلف إلى معشوقة أخرى تحلق بك فى أفلاك الشعر الشاهقة، وتتراقص كما يحلو لك مع المتنبى أو البحترى أو أبى نواس أو «نزار قباني»، أو «أحمد شوقي»، أو «أحمد عبد المعطى حجازي»، أو «صلاح عبد الصبور»، أو« أمل دنقل»، أو «حسن طلب»، أو أى من تلك الأسماء التى منحت شعرنا العربى مجده وبهاءه وروعته، وفى استطاعتك بعد الغد أن تأوى إلى عش الرواية مُحلقًا مع« نجيب محفوظ»، أو ألف ليلة أو «يوسف إدريس»، أو «توفيق الحكيم»، أو رحلة «ابن بطوطة»، أو أعبر إلى الضفاف الأخرى، وتمدد على شواطئ السرد المُذهلة فى صحبة «تشيكوف» أو «موباسان» أو «هاينريش» بل أو «فوكنر» أو «دوماس» أو «تولستوى» أو «هيمنجواى» أو «ديكنز» أو «سومرست موم» أو «جوجول» أو «جوركى» أو «زولا» أو «ناتالى ساروت» إلى آخر حشود الأسماء المُبدعة التى أهدت الإنسانية رونق حياتها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة