كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: سيناء .. أين كنا ؟

كرم جبر

الإثنين، 27 فبراير 2023 - 06:26 م

كان مدبرا لسيناء أن تكون ساحة حرب لكل الجماعات الإرهابية فى العالم، لتعمل تحت سيطرة أجهزة مخابرات أجنبية، تحركها من وراء الستار لممارسة عملياتها الإرهابية ضد الدول الخارجية المستهدفة.

ولهذا السبب جرى تكديسها بالأسلحة والمعدات وأجهزة الاتصال الحديثة، ودس عناصر من عتاة الإرهاب فيها من كل دول العالم، للقيام بعمليات التخطيط والتدريب والتنفيذ، ولم يحدث ذلك بعد 2011 فقط، بل قبلها بسنوات.

وكان مخططاً لسيناء نزعها من السيادة المصرية وتبنت الجماعة الإرهابية أثناء حكمها مشروعاً استثمارياً، بمليارات الدولارات من جهات خارجية، وإنشاء منطقة حرة تشمل غزة وجنوب العريش بـ 100 كيلو متر، وتكون وفق القوانين الدولية وليس القانون المصري، واقتصرت الاتفاقيات الموقعة فى هذا الشأن أن تقوم مصر فقط بدور مقاول من الباطن لتنفيذ المشروعات تحت السيطرة الخارجية الكاملة.

وكان مدبرا لسيناء أن تكون الميدان الخفى الذى تنطلق منه العمليات الإرهابية لسائر المناطق فى مصر، بامتلاك أسلحة ومعدات وسيارات ومدافع هاون ومتفجرات هائلة وحديث رئيس الجماعة الإرهابية عن الخاطفين والمختطفين، وحماية الإرهابيين قبل ضباطنا وجنودنا.

ولا ننسى العملية الإرهابية الكبرى لاحتلال رفح فى أوائل يوليو 2017، عندما انطلقت مجموعة إرهابية بالمئات والسيارات والمدافع وكاميرات البث المباشر على الهواء، لاحتلال المدينة ورفع أعلام داعش على مبانيها تمهيداً للحصول على تأييد دول من الجهات المعادية، لإضفاء الحماية الدولية على الجماعات الإرهابية.

وبعد ساعات من الفوضى، جاءت قوات الدعم العسكرية لتدك سياراتهم وتناثرت جثثهم فى كل مكان، ليعرفوا أن من يدخل سيناء غازياً لن يخرج منها سالماً، وسيدفن فى أراضيها.
ولا ننسى حالة الذعر والخوف والاغتيالات المتكررة ضد رجال الجيش والشرطة والمدنيين، لإشاعة حالة من الخوف والذعر بين السكان وإحباط الروح المعنوية للمصريين، وجنازات الشهداء وهم يصرخون «لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله».

ويوم الأحد الماضى 26 فبراير 2023 كانت الصورة مختلفة تماماً.
فقد تطهرت سيناء من دنس الإرهاب والإرهابيين بتضحيات كبيرة، وروت دماء الشهداء أراضيها الطاهرة، وآن الأوان لريها بالمياه والخضرة والنماء والحياة بدلاً من الدماء.
واستعرض الرئيس المعدات التى ستشارك فى تعمير سيناء، وكان حريصاً أن يطلب من وزير الدفاع الاطمئنان تماماً على تطهير كل شبر سيتم تنميته من الألغام والمتفجرات التى يمكن أن تؤدى لسقوط ضحايا.

حرص الدولة المصرية على عدم إراقة الدماء، كان السبب فى تأخير عملية تحرير سيناء من الإرهاب، ضماناً لحماية المدنيين الذين جعلهم الإرهابيين دروعاً بشرية، فكان ضرورياً التأكد من سلامتهم قبل أى إجراء.

مرحباً سيناء أرض الخير والمحبة والسلام، بعد أن عادت إلى أحضان مصر متعافية من الاحتلال والإرهاب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة