الإثنين، 27 فبراير 2023 - 06:28 م

أربع دول عربية هى مصر والإمارات والأردن والبحرين بدأت بالفعل فى اتخاذ خطوات جادة لإقامة شراكة صناعية تكاملية .. فكرة الشراكة فى حد ذاتها هى خطوة جديدة على الدول العربية وكانت مطروحة منذ عشرات السنين ولكنها دائماً ما كانت تواجه العقبات ..المتغيرات التى يشهدها العالم بعد الأزمة العالمية أجبرت الدول على تعديل مفهوم التعاون الاقتصادى وأصبحت هناك ضرورة ملحة لتشكيل تكتلات إقليمية صناعية تضمن توفير المنتجات بعد أن أثبتت الأزمة العالمية أن مَن يزرع ومَن يصنع لم ولن يكون تحت رحمة سلاسل الإمداد العالمية ..الشراكة التكاملية الرباعية هدفها فى الأساس تصنيع منتجات جديدة تعتمد الدول الأربع على استيرادها من الخارج والهدف هو توفير هذه المنتجات بجودة عالية ووفرة فى الإنتاج حتى لا تتضرر المصالح وترتفع الأسعار بصور مبالغ فيها ..قد تكون فكرة التكاملية هى بداية لمرحلة عربية جديدة وتكون نواة لسوق عربية مشتركة تضمن لشعوب المنطقة مزيداً من الاستثمارات المتبادلة وفرص العمل للشباب وأيضا إتاحة الفرصة للقطاع الخاص للدخول فى مشروعات جديدة بدأت من الاعتماد على الاستيراد فقط .. الدول الصناعية كانت الفائز الأكبر من الأزمة ونجحت فى توفير احتياجات شعوبها والدول العربية كانت المتضرر الأكبر لأنها تعتمد على الاستيراد بنسبة كبيرة سواء استيراد الخامات أو السلع كاملة الصنع ..الدولة المصرية وتحديداً فى ملف الصناعة أصبحت تتحرك فى كافة الاتجاهات ..الملاحظ خلال الفترة الماضية أن الحكومة أصبحت حريصة على تشجيع رجال الصناعة وحل المشاكل التى تواجههم لتحفيزهم على زيادة خطوط الإنتاج وإقامة مشروعات صناعية جديدة ..القطاع الخاص المصري أصبح أكثر حرصاً على التفاعل مع الإجراءات التى تتخذها الحكومة لمساندة الصناعة ..نتائج تحريك ملف الصناعة ستظهر خلال عامين على الأكثر وسنجد منتجات مصرية جديدة داخل السوق المصري لأول مرة كان مصدرها الدائم هو الاستيراد ..المطلوب فى المرحلة القادمة هو توفير منتجات مصرية عالية الجودة وليست منتجات لسد الفجوة أو تقليل الواردات فقط ..دعونا نبدأ من الطريق الصحيح لتستمر عجلة الإنتاج ويشعر المواطن بجودة المنتج المحلى بدلاً من الاعتماد على الاستيراد ..وتحيا مصر