الإثنين، 27 فبراير 2023 - 08:09 م

قدمت الشاشة الفضية في عصرها الذهبي، الكثير من الأعمال السينمائية التي ظلت محفورة في أذهان المشاهدين واحتفظت إلى يومنا هذا بمكانها ومكناتها الفنية جمهوراً وتواجدًا.

فشهدت الكثير من الأفلام السينمائية التي قُدمت في العصر الذهبي للسينما، الكثير من حالات الاقتباس من صناع الدراما وسينما العصر الحديث، فمنهم من اقتبس الفكرة كاملة، ومنهم من استوحى، ومنهم من استغل عناوين الأعمال القديمة وألّف عليها وقدمها بقصص درامية مختلفة.

وعلى ذكر تشابه أسماء الأعمال، نبرز لكم تفاصيل فيلم لم يعرض منذ سنوات طويلة، وهو بعنوان "المال والبنون"، والذي تم استغلال نفس العنوان في مسلسل درامي ضخم شارك في بطولته العديد من نجوم الدرما حينها، وحقق نجاح كبير غير مسبوق لدى الجمهور.

من منا لا يعرف اسم الحاج سلامة فراويلة وصديقه المخلص الحاج عباس الضو، أسماء حفرت في أذهان المشاهدين، فحينما يذكر أسماء تلك الشخصيتين الدراميتين، نجد أنفسنا تلقائيا نتذكر المسلسل الدرامي الضخم "المال والبنون" والذي تم عرض أول أجزائه في عام ١٩٩٣، واستطاع أن يشهد نجاحا لم يشهده مسلسله مثله.

وفي هذا التقرير تبرز لكم بوابة أخبار اليوم تفاصيل فيلم المال والبنون، انتاج عام ١٩٥٤.

 قام ببطولة الفيلم في عام ١٩٥٤ كل من محسن سرحان وعقيلة راتب، ومحمود المليجي، ووداد حمدى وشكوكو وزهرة العلا.

وتدور أحداثه حول صديقين متزوجين وسعيدين للغاية مع زوجاتهم، ولكل منهما أفكاره وطريقته الحياتية الخاصة به، الأول يرى أن عليه تحديد النسل وعدم الإفراط في عدد الأطفال، ويرى أن طفلته الوحيدة تكفي، ويحاول أن يجبر زوجته على تعاطي دواء حتى لا تنجب مجددًا.

أما الصديق الثاني، فهو كثير الإنجاب، تموت ابنة الصديق الأول الوحيدة، وتتحسن أحواله المادية، ويصبح رجلا ثريًا ويرى أن فى إمكانه إنجاب أطفال، وبالفعل يتزوج وينجب دون علم زوجته الأولى وتتوالى الأحداث، والفيلم من تأليف محمد مصطفى سامى، وإخراج إبراهيم عمارة.

قصة فيلم "المال والبنون":
صلاح "محسن سرحان"، عامل بسيط في مصنع للنسيج متزوج من وداد ابنة عمه ولديه ابنة صغيرة اسمها سعاد تحمل زوجته ولعدم قدرته على الإنفاق على طفل جديد يلجأ للداية أم حفيظة فتعطيه دواء لإسقاط الجنين فتصاب زوجته بنزيف حاد مما يدعو جراح المستشفى لإبلاغ النيابة عن واقعة الإجهاض ومن التحقيقات علم عمه بالحقيقة ونصحه بأن الأولاد هبة من الله وعليه رزقهم.

وكان صلاح يتعجب دائما من أمر صديقه علبة المستكاوي "شكوكو" الذي أنجب من زوجته بديعة سبعة من الأبناء رغم فقره ولكنه سعيد بهم. 

واجتهد صلاح فأصبح صاحب مصنع كبير وأراد الإنجاب فأخبره الطبيب باستحالة حمل زوجته مرة أخرى لتعاطيها أدوية إجهاض سابقاًً.

تذكر صلاح الظرف الذي سلمه له حامد فذهب به إلى المرج بعد أن زاده إلى مائة جنيه وهناك قابل زوجة حامد سعاد وأخته، عطف عليهم وأكثر من تردده عليهم وفي إحدى زياراته أخبرته سعاد أن حامد تزوجها غصب عنها لأن أخته كانت زوجة أبيها وأن حامد لم يدخل بها لدخوله السجن وأن زوجة أبيها تحاول المتاجرة بشرفها وطلبت منه إنقاذها فرفع لها قضية طلاق ثم تزوجها سراً وأنجب منها طفلة أسماها سعاد ثم ماتت زوجته بعد عدة أشهر فأخذ الطفلة وذهب بها إلى وداد زوجته وادعى أنه وجدها في الطريق وطلب من وداد أن تقوم بتربيتها فوافقت وفرحت بها. 

مرت السنوات وكبرت سعاد وبدأت تغار منها وداد لأنها تجهل أنها ابنة صلاح بعد أن تاهت في صغرها وفقدو الأمل في العثور عليها. 

وخرج حامد من السجن وأراد الانتقام من صلاح بالزواج من وداد وحاول الاعتداء عليها فقاومته ونشب بالبيت حريق، كانت سعاد تراقب حامد من بعيد منذ أن خطف وداد وحينما وصل بها إلى بيته أسرعت إلى علبه وزوجته بديعة وذهبت بهم إلى بيت حامد وحضر صلاح ومعه البوليس وتمكنا من إنقاذ وداد واحترق حامد ومات.

صناع فيلم "المال والبنون":

فيلم المال والبنون مجموعة كبيرة من رواد الصناعة في عام ١٩٥٤، حيث قام بإخراج الفيلم إبراهيم عمارة وعمل أخيره الفنان محمد عمارة، وهو من تأليف وسيناريو وحوار محمد مصطفى سامى.

وقام بالتصوير كلا من "امبرتو لانزورتو،  مسعود عيسى، مونتاج "تركيب نيجاتيف" مانوش - كمال أبو العلا، وقام بأعمال الماكياج: ميتشو.

وكان عبد الله بركات مدير إنتاج لشركة لوتس التي قامت بإنتاج فيلم.

تم تصوير الفيلم في ستوديو ناصيبيان، تحت إشراف نجيب خورى (تنسيق المناظر) و هاجوب اصلانيان (تنفيذ المناظر)، مهندسين صوت هاليبيان - كارل مهندس الصوت،  ريجيسير وإلى السيد.

وهناك خلاف كبير بين قصة الفيلم والمسلسل الذين اجتمعوا على نفس الإسم "المال والبنون"، حيث أن الفيلم جاء يناقش فكرة "الرضا" والصبر والمثابرة، بينما جاءت فكرة المسلسل الذي تم تقديمه في ١٩٩٣ يناقش فكرة الكسب الحرام والحلال، وكيف يقع الأبناء أحياناً ضحايا لأخطاء الآباء الذين استحلو الكسب المادي الغير مشروع.

يذكر أن، مسلسل المال والبنون مسلسل مصري من جزئين أنتج وعرض في بداية تسعينيات القرن العشرين، حيث عرض الجزء الأول في عام 1993 والثاني في عام 1995، كتب المسلسل محمد جلال عبد القوي وأخرجه مجدي أبو عميرة، ويعتبر من أهم مسلسلات فترة التسعينات وحصل على جائزة إدارة الإذاعة والتليفزيون المصرية عام 1998 وتم تكريم مخرجه مجدي أبو عميرة.