صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


حكايات| «العائدة من الموت» تكشف عن تفاصيل 6 سنوات بـ«البدلة الحمراء»

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 28 فبراير 2023 - 03:03 م

كتب - وائل مُنجي

«حبر وورقة كانا بابًا نحو عودة من الموت لـ كريمة السيد عبد الحميد يوسف بعدما ألغي قرار إعدامها من قبل محكمة النقض ومنحها البراءة على خلفية اتهامها من قبل بقتل زوجها».

لم تكن قضية كريمة السيد عبد الحميد من الدقهلية، هي قضية ليلة وضحاها بل امتدت أحداثها لستة سنوات ماضية قضتها حبيسة القضبان بعدما أصدرت محكمة جنايات المنصورة قرارًا بإعدامها شنقًا لإتهامها بقتل زوجها لتمر بسنوات صعبة مرتدية البدلة الحمراء قبل أن تحصل على البراءة من قبل محكمة النقض في 17 يناير الماضي لتعود لعائلتها في 14 فبراير الماضي.

«بوابة أخبار اليوم» تواصلت مع كريمة التي تحدثت عن ذكرياتها الصعبة خلف القضبان، كاشفة عن الكثير من التفاصيل والأيام بل الدقائق التي مرت عليها دون معرفة مصيرها سوى بدلة حمراء ترتديها في انتظار لحظة تنفيذ الحكم.

 

«كابوس طال 6 سنوات».. هكذا بدأت كريمة حديثها لـ«بوابة أخبار اليوم» عن ذكرياتها داخل القضبان بعد الحكم عليها بالإعدام، مشيرة إلى أنها ارتدت البدلة الحمراء الخاصة بالإعدام بعد قرار محكمة الجنايات، موضحة أنها انتظرت تنفيذ الحكم في أية لحظة.

تقول كريمة: «اتهمت بقتل زوجي على الرغم من أنني كنت أحبه وحاربت أسرتي من أجل الزواج منه، وعقب صدور حكم الإعدام كان لديّ يقين من الله أنني لن أعدم لأنني بريئة وكنت أثق في كرم وعدل الله وهو ما تحقق بحكم البراءة في النقض».

كل ثانية بمثابة حكم إعدام

وتروي كريمة كيف مرت الـ6 سنوات وكيف كانت تعيش على أمل البراءة في النقض، وماذا طلبت من مأمور السجن، موضحة: "كل ثانية قضيتها داخل السجن كنت أنتظر حكم الإعدام، نفسيتي تدمرت والخوف والهلع كانا سمة حياتي خوفًا من لحظة التنفيذ، وفي لحظاتي الأخيرة طلبت من مأمور السجن أن أكون في غرفة بمفردي لأكون وحيدة وأتقرب أكثر من الله".

وأشارت إلى أن تلك الأزمة لم تمر مرور الكرام بل تأثرت نفسيًا طيلة 6 سنوات مضت من عمرها خلف القضبان، مؤكدة: "هذه الأزمة جعلتني متأثرة صحيًا وتمت معالجتي نفسيًا من نوبات الخوف والهلع".

وعن البدلة الحمراء، قالت: "كنت مع مجموعة من السجينات حيث كنا نخشى يوميًا من تنفيذ حكم الإعدام علينا، وتعرضت لعدة أزمات صحية خلال تلك الفترة، وأتمنى أن ينظر المسؤولون لحالتي".

تساؤل

ووجهت كريمة تساؤلا بشأن ما حدث لزوجها، قائلة: "أرغب في معرفة لماذا مات زوجي؟ هل هو انتحر؟ أم هناك من قتله؟.. حسبي الله ونعم الوكيل فيمن جعلني في السجن 6 سنوات من عمري".

ليلة الزفاف الحقيقية

وقالت إن يوم حصولها على البراءة هو بمثابة يوم الزفاف الحقيقي لها، موضحة: "يوم زفافي هو يوم وصولي إلى مسقط رأس بمدينة محل الدمنة في محافظة الدقهلية بعد حكم البراءة، رفعت رأسي ورأس أسرتي، ووجدت احتفالا من أهالي بلدتي بشكل لم أشاهده من قبل، وأقيم شادر كبير ضم 60 باكية، وعقيقة حضرها الجميع احتفالا.

وتضيف: «حكم محكمة النقض كان بمثابة إشارة من الله بتقبل دعائي، وثقتي به كانت كبيرة جدا، بعد أن ضاعت حياتي وحياة أقاربي، خاصة أخي الذي باع كل ما يملك حتى يستطيع توكيل محامي لقضيتي، كما أنه انفصل عن زوجته بسببي وبسبب صدور قرار الإعدام، لكن الحمد لله لم اترك الدعاء إلى الله خلال فترة أزمتي بأن يرفع الله الغمة ويكشف الحق، لأنه هو الحكم العدل، وكنت انتظر هذا اليوم يوم براءتي ليمد الله يد العون».

وأشارت كريمة إلى أنها اتجهت داخل السجن لحضور دروس للقرآن الكريم على يد عدد من الشيوخ الذين كانوا يحضرون للسجن، حيث بدأت في حفظ القرآن الكريم».

حكم النقض

كما سردت كريمة عن كواليس سماع حكم النقض، حيث أشارت إلى أن شقيقها زارها وأخبرها بما حدث، قائلة: "جاء شقيقي لزيارتي وهو يبتسم وقلت له ماذا حدث؟ وأنا ارتدي البدلة الحمراء ونظر إليّ وابتسم، وقالي زغرتي يا كريمة، واحتفل من حولي بالبراءة".

وتحدثت عن أبنائها، مشيرة إلى أن لديها صابرين في الصف الثالث الإعدادي وياسمين في الصف الثالث الثانوي، واصفة ما حدث لهما قائلة: "اتبهدلوا.. تنقلا في كل منزل لفترة، حتى وضعهن مأمور مركز شرطة محل الدمنة في دار رعاية للحفاظ عليهن، وفي أول لقاء بيننا قالا كنا بندعي ربنا يظهر الحق وتخرجي، لأنهن عرفن طبيعة علاقتي مع والدهن".

كما وجهت مناشدة للمسؤولين بمساعدتها في علاجها وتدبير مصدر رزق لها ولشقيقها الذي يساعدها على أعباء المعيشة، خاصة أنه ليس لديها منزلا، كما طلبت السفر إلى أداء مناسك الحج أو أداء مناسك العمرة".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة