معتقل جوانتانامو
معتقل جوانتانامو


نقل أخطر إرهابي القاعدة «ماجد خان» إلى دولة هندوراس

بعد غلق معتقل «جوانتانامو».. واشنطن تبحث عن دول لاستقبال باقي السجناء

دينا جلال

الخميس، 02 مارس 2023 - 04:48 م

في الوقت الذي ينشغل فيه الأمريكيون بقضايا الأجسام الطائرة والمنطاد الصيني التي تثير الكثير من الغموض والتكهنات حول ما إذا كانت اجسام ذات أغراض تجارية أو أدوات مخصصة للتجسس وغيره، وجه الإعلام الأمريكي والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الأنظار نحو قضية أخرى شديدة الاهمية إستعادت سيرة معتقل جونتانامو الشهير بسوء سمعته ليوصم الولايات المتحدة الأمريكية بانتهاك حقوق الانسان الصادم على مدار سنين طويلة.

وصف الإعلام الأمريكي عملية إطلاق سراح معتقل جوانتانامو الشهير بإرهابي القاعدة ماجد خان، 42 عاما، بالعملية الهادئة حيث تم إطلاق سراحه ونقله إلى دولة بلييز أو هندوراس سابقا بأمريكا الوسطى، واختارت الولايات المتحدة توقيت العملية بعد 16 سنة من احتجازه تحت سيطرة وكالة المخابرات المركزية في خليج جوانتانامو. 

تكليفات إرهابية
منذ اسابيع قليلة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية تحرير ونقل ماجد خان لتشير أنه كان مساعد وحليف شخصي وثيق لأحد اهم قيادات تنظيم القاعدة خالد شيخ محمد، وساعد في نقل وتسليم الأموال وكان يخطط لتفجير محطات الوقود وخزانات المياه الأمريكية بناءً على تعليمات قيادات القاعدة، كما تولى مهمة نقل مسؤولين كبار آخرين داخل التنظيم قبل الهجوم الإرهابي على فندق ماريوت في جاكرتا بأندونيسيا في عام 2003 الذي انتهى بمصرع عشرة أشخاص في الانفجار. 

مثل خان امام القضاء الامريكي واعترف في عام 2012 بالتآمر لارتكاب جرائم قتل وتجسس وتقديم دعم مادي للإرهاب، وبعد عشر سنوات وتحديدًا في مارس 2022 انتهت مدة عقوبة المتهم ومنذ ذلك الوقت ظلت السلطات الأمريكية تبحث عن أى دولة مستعدة لاستقبال سجينها قبل إطلاق سراحه، بالرغم من استقراره في الولايات المتحدة الامريكية هو وعائلته، امتثالا للقانون الفيدرالي حيث لا يسمح لمعتقلي قاعدة خليج جوانتانامو بعودتهم أو استقرارهم في أمريكا مرة أخرى.

اقرأ أيضًا | مذكرة تكشف تهرب الرئيس الأمريكي الأسبق من مسؤولية أحداث 11سبتمبر

لجوء أمريكي
يثير ملف الإفراج عن ماجد خان العديد من التساؤلات حول كيفية انضمامه إلى تنظيم القاعدة بالرغم من كونه مواطن أمريكي، أما القضية الثانية وهى كيفية تعامله في سجن سيئ السمعة لا يمتثل لقوانين حقوق الانسان وهو ما اكده السجين الإرهابي وغيره بالرغم من اعترافه بالتهم، حصل ماجد خان على حق اللجوء إلى امريكا أثناء التحاقه بالمدرسة الثانوية في عام 1998، وأثناء عمله لدى مقاول اتصالات كان يدير نظم الاتصالات للبنتاجون في وقت هجمات 11 سبتمبر 2001 وهو الامر الذي دفعه للتطرف  حسب اعترافاته، عاد إلى باكستان في عام 2002 وهناك أعلن انضمامه إلى القاعدة واصبح تابعًا لخالد شيخ محمد  كبير مخططي العمليات في المنظمة الإرهابية والمهندس الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر الذي كلفه بنقل الاموال وحماية ونقل مسئولي القاعدة؛ لتنفيذ هجوم مميت على فندق ماريوت في جاكرتا باندونيسيا، وكان ينوي تدريبه على مهاجمة محطات الوقود وخزانات المياه الأمريكية، وعقب الهجوم على الفندق الاندونيسي ألقت السلطات الأمريكية القبض على ماجد خان في كراتشي في مارس 2003 وتم اقتياده إلى السجون أو المواقع السوداء التابعة لوكالة المخابرات المركزية حيث تعرض للتعذيب، وفي عام 2006 اعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن نقله إلى قاعدة جوانتانامو حيث مقر السجن الامريكي سيئ السمعة واخيرًا أقر بذنبه بالتآمر لارتكاب جرائم قتل وتجسس وتقديم دعم مادي للإرهاب وحكم عليه بالسجن 10 سنوات انتهت في مارس العام الماضي وتم تنفيذ إطلاق سراحه في 2 فبراير العام الجاري.

معتقل التعذيب
تبادل المسئولون الأمريكيون الاتهامات مع السجين خان؛ هم يؤكدون مدى خطورته كإرهابي خدم في القاعدة مباشرة تحت اشراف زعيمها، اما خان فكان احد من كشفوا للعالم مدى بشاعة معتقل التعذيب الامريكي، عرض تفاصيل تعذيبه أمام لجنة عسكرية أمريكية لإصدار الأحكام في عام 2021، سرد تفاصيل عمليات التعذيب التي تلقاها في الموقع التابع للمخابرات المركزية لمدة 3 سنوات، كشف عن تعرضه للضرب والإيهام بالغرق والاعتداء عليه، كشف تجريده من ملابسه وضربه طوال الوقت؛ حيث قضى فترات طويلة من الوقت مقيد بالسلاسل ملتصق بالجدار او مثبت مثل الكلب أو مقيد وذراعيه فوق رأسه، وحين وافق على التعاون مع سلطات المعتقل بالاعتراف بتفاصيل اتهاماته؛ ازدادت الامور سوءًا بتعذيبه وسوء معاملته حيث كان يتم إغراقه عمدًا في ماء بارد مثلج في أحواض ويقوم محقق وكالة الاستخبارات المركزية بالعد تنازليًا ليصب الماء في أنفه وفمه بالإضافة إلى حرمانه من النوم ليعاني من الهلوسة والتخيلات بوجود زواحف وحيوانات في زنزانته محاولا الابتعاد عنهم وهو مقيد بالسلاسل أما الاسوأ من ذلك فهو إجباره على الطعام القسري وقت إضرابه عن الطعام والشراب ليعاني من امراض مزمنة،  ووصفت رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ ديان فينشتاين العلاج بالتعذيب.

40 سجينًا
على مدار السنوات القليلة الماضية تسعى أمريكا جاهدة للتخلص من وصمة العار بإغلاق معتقل جونتانامو تماما خاصة بعد انتهاء عقوبة اغلب السجناء، ويعد خان أول معتقل في جوانتانامو يطلق سراحه منذ أكتوبر الماضي، تاركا 34 معتقلا في المنشأة من اصل 660 سجينا تعرضوا للتعذيب والسجن القصري، وبدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحوالي 40 سجينا ليعرب عن امله فى غلق السجن سيئ السمعة إلى الابد إلا انه يجري البحث عن دول أخرى لاستقبال السجناء تبعًا للقانون الفيدرالي الذي يرفض تمامًا نقل السجناء إلى سجون أمريكية أو تحريرهم بالولايات الأمريكية.

تحمل الاسابيع القادمة المزيد من البراءات؛ ليشير المحللون إلى إطلاق معتقلي جوانتانامو واعتبارهم قنابل إرهابية موقوتة تم نشرها فى انحاء مختلفة من العالم تبعا للدول التي تستضيف المعتقلين بعد الإفراج عنهم، ومن المنتظر إطلاق سراح الأخوين محمد أحمد غلام ربان، وعبد الرحيم غلام ربان، وعمل الاخ الاكبر مباشرة لصالح قائد القاعدة خالد شيخ محمد منذ عام 1999 وحتى اعتقاله في سبتمبر 2002 بعد تجنيد شقيقه له والسفر إلى افغانستان ومنها إلى باكستان وتولى مهمة توفير منازل آمنة لافراد القاعدة ونقلهم من افغانستان الى باكستان بالإضافة إلى نقل الاموال والاسلحة والوثائق السرية، وتقرر الإفراج عنهما في مايو 2021 بقرار من هيئة المراجعة الدورية لخليج جوانتانامو التي توصلت إلى أن استمرار قانون الاعتقال لم يعد ضروريا للحماية من تهديد أمن الولايات المتحدة، وكان الشقيقان ضمن 17 معتقلا تعرضوا للتعذيب في المواقع السوداء للسجون الأمريكية السرية دون موافقة وكالة المخابرات المركزية، ووصف احدهما كم الالم الذي تعرض له أثناء تقييده ويداه فوق رأسه لدرجة أنه حاول بتر يده ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز كلماته قائلا: التعذيب يجعلك تصاب بالجنون وخاصة التعذيب الجراحي من الاطباء في محاولة البحث عن المعادن داخل جسده دون العثور على شيء؛ ليصاب بأمراض مزمنة دون تحسن، اشار آندي ورثينجتون مؤسس حملة إغلاق جوانتانامو إلى قضاء المعتقلين المفرج عنهم سنوات في مركز الاحتجاز إلى أن تجد واشنطن دول أخرى لاستقبالهم مؤكدًا أن ازمة معتقل جوانتانامو تتعلق بعدم تطبيق القانون من الأساس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة