أمانى ضرغام
أمانى ضرغام


يوميات الاخبار

السر فى التفاصيل

أماني ضرغام

السبت، 04 مارس 2023 - 07:20 م

ماسر انبهارنا بتلك المصفوفة من المنمنمات الأندلسية التى لازلنا نتغنى بجمالها حتى الآن رغم أنها فى الأول والآخر ليست سوى خطوط رسمها قلم ومسطرة وليست ريشة فنان !

الخميس :
كنت أعشق نهاية الأشياء ليس زهدا فى حياة ولا رغبة فى الانتحار ولكن منذ صغرى ليس لدى صبر لانتظار النهايات ، ربما أثر فى انفصال أبى وأمى وأنا مازلت طفلة ، ومسؤوليتى النفسية عن شقيقاى الأصغر منى فى هذه السن الصغيرة ، كان انفصالهما نهاية قصة حب كبيرة فرسخ فى ذهنى أن النهايات قريبة أكثر مما نتصور ، وأصبحت حتى   قصص الجرائم التى أعشقها والتى تكتبها بحرفية كاتبتى المفضلة أجاثا كريستى أقرأ آخر 20 صفحة قبل أن أبدأ قراءة القصة ، والحواديت أرغب فى معرفة النهايات قبل البدايات ، وعندما كبرت قليلا .. دربت نفسى على الانتظار الانتظار لآخر الحدوتة أو توقع الأحداث ، التدريب كان صعبا ولكنى صممت ..كنت أعرف أن الخوف الذى تربى فى داخلى منذ الصغر هو من وضعنى فى هذا المأزق النفسى ، الرغبة فى معرفة النهاية قبل أن أبدأ الحكاية ، حاول معى أبى كثيرا مرات ناصحا ومرات مسترشدا بطبيب صديقه منذ الطفولة ، ولكن الخوف من المستقبل كان أقوى من أى حكايات يمكن أن أسمعها ... حتى بدأت أدرس القرآن الكريم وبدأت أتجاوز فى الحفظ ماهو مقرر على كدراسة ... وبدأت أستمع إلى دروس أستاذى الكبير رحمه الله الدكتور عبد الله شحاته ، مالم ينجح فيه الطب النفسى وقراءات أبى وثقافته نجح فيه حبى لقراءة القرآن ... آيات بينات زادت من يقينى بأن الحياة ليست فيلما سينمائيا  أو مسلسلا دراميا ولا حتى  قصة بوليسية يجب أن تكون له نهاية محتومة وفق أهوائنا، ولكن الحياة ملكوت الله سبحانه وتعالى نعمل فيها مانستطيع ..
والنهاية يكتبها الله وحده سبحانه وتعالى لا أحد يتخيل وقتها ولا ساعتها ولا حتى الطريقة التى تنفذ بها، سبحان الله والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .

الجمعة :
يوم الجمعة فى منزلنا منذ تزوجت وهو يوم الأسرة والأولاد صغار كنا نسافر أسبوعا إلى كوم حمادة بمحافظة البحيرة حيث عائلتى والأسبوع الثانى إلى الإسماعيلية لزيارة أسرة زوجى وربما إلى أبو صوير لزيارة خالة زوجى رحمها الله .. ثم عندما بدأ ياسر ينشغل قلت زياراتنا وأصبح الأهل يأتون خاصة بعد وفاة بابا الله يرحمه ... وصممت أن يكون يوم الجمعة هو يوم أسرتنا الصغيرة نتجمع على الإفطار ثم أكلة سمك فى الغداء وبعد الغداء يبدأ ياسر يكتب مقاله الذى سينشر يوم الأحد وبالطبع يسبق كتابة المقال تليفونات لكثير من المسؤولين للتأكد من المعلومات والإتيان بالحديث الصحيح من مصادره ... كنت طوال سنوات أرى أن يوم الجمعة يوم الخناقات فالكتابة والاتصالات يلزمها قهوة وسجاير وأنا أصبحت مثل عسكرى الدرك الذى يشمشم فى كل شئ بحثا عن هل رجعت للتدخين تانى ولا لأ ...كنت أتنرفز وأزعل وأزعق وأتخانق لو لقيت علبة سجاير أو أثار لرائحة سجاير ... الآن بعد مرور 13 شهرا أتمنى لو عاد بى الزمن للوراء ولو ليوم جمعة واحد لا أبحث فيه عن تفاصيل ولا أتخانق ولا أزعق ولا أزعل ... وأعيش اليوم كما هو بجماله ووقته الطيب وأستمتع بحبيبى وهو يعمل ويكتب ويدقق فى كل كلمة يكتبها حتى تكون صحيحة 100 % ، ولكن للأسف الزمن لا يعود للوراء .

السبت :
أنا من عشاق التاريخ ..لو قرأت فى التاريخ طول عمرى لا أمل .. التاريخ يستهوينى ليس لأنى أكتب القصص والحكايات ولكن لأن نهايات القصص التاريخية معروفة، ومعظم التفاصيل حتى لو لم تكن واضحة ولكنها غالبا مفهومة ، المشكلة الوحيدة التى تقابلنى فى قراءة التاريخ أننى لا أصدقه كثيرا ... فهناك قصص عشقتها وأبطال كنت أموت عشقا فيهم ولكن عندما قرأت أكثر اكتشفت أن من كانوا يكتبون التاريخ لم يكونوا منصفين أو محايدين ولكن معظمهم كتب التاريخ من وجهة نظره الشخصية وربما بانطباعاته وليس بوثائق محددة ومعروفة للجميع ، الكتب التى حملت التاريخ فى معظمها تغيرت وتم تحريف بعضها وأزيلت أسماء ووضعت مكانها أسماء أخرى حتى فى التاريخ الفرعونى حدث هذا وتغيرت الكتابات التاريخية على المعابد والمسلات وتغيرت أسماء الملوك حتى ينسب لملك ما فعله غيره وتلك حكايات نعرفها ولكن لا نتحدث فيها ، فهذا هو عهدنا بالتفاصيل الملل ، يكفى أن نأخذ الحكايات كما هى حتى لو كان بداخلنا شك يصل الى حد اليقين ، منذ أربع سنوات كنت عضو لجنة تحكيم فى مهرجان الجامعات الأفريقية العربية الذى أقيم فى جامعة جنوب الوادى بأسوان ، وكانت معى فى لجنة التحكيم الفنانة الجميلة والكبيرة نشوى مصطفى ..وكان المخرج الكبيرعادل أديب عضوا بلجنة تحكيم الأفلام القصيرة ومعنا فى نفس الفندق هو وزوجته العزيزة الفنانة الكبيرة منال سلامة ، واتفقنا أن نزور بعض المعالم الأثرية فى أسوان وقد كان عندنا يوم كامل بعد المسابقات يفصلنا عن موعد الطائرة ، وذهبنا إلى معبد موجود فى بحيرة ناصر (كلابشة) من ضمن الزيارات وفوجئنا بأن لا أحد بالمعبد ... ليه؟ لأن حدث خطأ فى نقل الحجارة فى الستينات أدى للخبطة الحكايات على جدران المعبد ولم يستطع أحد إصلاح هذا الخطأ حتى الآن ، وعندما سألنا عن السبب قيل لنا إن وقت نقل حجارة جدران المعبد فى الستينات تم ترقيم الحجارة من جهات ثلاثة وليس الأربعة لذلك تاهت الحجارة ولم يستطع أحد ترتيبها ، والغريب أن يحدث ذلك فى نفس الوقت الذى نقل فيه معبد أبو سمبل بكافة تفاصيله حتى مواعيد سقوط الشمس على وجه رمسيس فى 22 فبراير، هل معقول إغلاق مثل هذا الصرح الأثرى الكبير بسبب تفاصيل لا أحد يستطيع ترتيبها ... مصر الزاخرة بعلماء الآثار ودارسى الآثار هل يظل معبد كلابشة مغلقا بسبب هذه التفاصيل غير المرتبة؟

الأحد :
أيام قليلة ويبدأ شهر رمضان الكريم ... ياااه تخرج من القلب ... هكذا تمر الأيام سريعا ... أتذكر رمضان فى قريتى الصغيرة زمان قبل 47 سنة كنت طفلة تلعب ومصرة على الصيام منذ أصبحت 7 سنوات لكنى لا أعرف لماذا توضع فى شرفة منزلنا المطلة على الشارع العام طبلية كبيرة عليها كل أصناف الطعام الموضوع بالداخل على سفرة بيتنا ... كان بابا يقول هذه لله ، وأنا لا أفهم حتى عندما يأتى البعض ويجلس ويأكل ويمشى وتخرج مساعدات أمى فى البيت لجمع الأطباق والنظافة مكان الضيوف الذين لا نعرفهم ولانراهم حتى ... كانت مصر وقتها لا تعرف موائد الرحمن ... ولكن فى كل بيت كانت هناك طبلية كالتى كانت فى شرفة بيتنا ، ومنذ عرفت مصر موائد الرحمن تغير شكل التكافل الاجتماعى بها ... صارت موائد الرحمن تستقطب أهل الخير كما تستقطب المحتاجين لوجبة طعام جيدة، وأيضا تستقطب ناس غاويين شهرة ... مش مهم المهم أن رسالة موائد الرحمن السامية تتم فى سلام وينعم المارون فى الشارع وقت الإفطار بوجبة جيدة ، ربما لا يحصل على مثلها إلا فى رمضان ... والحقيقة أن التكافل الاجتماعى فى مصر فى أبهى صورة ... لكن هذا العام هناك خوف لدى كثير من الناس بندرة التبرع لموائد الرحمن أو كراتين الخير كنت مهمومة منذ يومين تلاتة وأنا أفكر فى هذا الأمر، حتى دخلت أحد السوبر ماركت ووجدت أسرة متوسطة الحال تشترى اشياء وتوزعها على شنط وسألتهم فقالوا لى كل سنة وأنت طيبة بنعمل شنط الخير لأن الكراتين سعرها غالى وبنعمل على قدنا 10 شنط ... النموذج ده نموذج هايل من البشر لا غلاء أسعار ولا ندرة المعروض منعهم من عمل الخير ولكن كما قالت لى الأم بدلا من 20 كرتونة حنوزع 10 شنط بس فيهم حتة لحمة وفرخة على قدنا بقى ، قلت لها ياحجة د أنت نموذج للمرأة المصرية الصالحة ، لو كل واحد فينا عمل مثل هذه الأسرة لن يمر رمضان إلا وكل الناس مستورين ... تفاصيل هل كرتونة ولا كيس مش مهم المهم لا تقطع خيرا تقدمه ، وقدم قدر استطاعتك حتى لو خمس أكياس وليس  10 المهم يكون فيهم بروتين .

برج الحوت :
أنا زى عمرو دياب بالظبط بحب برج الحوت ومواليد برج الحوت ...ربما لأن والدى رحمه الله كان برج الحوت، وربما لأن ابنى باسل وهو درة قلبى مواليد برج الحوت ... وربما لأن أربعة من أبناء أشقائى مواليد برضة برج الحوت ، لكن غالبا لأن برج الحوت برج الناس الطيبين ..الأذكياء ... المخلصين ..المحبين بشكل يفوق الخيال ...هكذا أرى تفاصيل هذا البرج المحبب إلى قلبى .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة