محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: صلاح صدق حلمك !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 06 مارس 2023 - 06:33 م

لمن ضاقت به الدنيا، لمن عاندته الظروف، لمن أصيب بيأس من ظلم تعرض له، أو شاهد من هو دونه يرتقى على أكتافه، ولمن شعر بقرب حلمه وفجأة يتسرب من بين يديه، لمن عركته الدنيا وحاولت فرمه بين عجلاتها التى لا تتوقف، لمن سقط مرة خلال رحلته واعتقد أنها نهاية المطاف، لمن هاجمه سفيه بسبب وبدون، لكل هؤلاء أناشدهم التوقف لحظة تأمل أمام الأسطورة العالمية، فخر مصر والعرب، محمد صلاح، عندها سيدركون أنهم الجناة وهم أنفسهم الضحية!!

صلاح الذى لم يكتف بالوصول للقمة ساعيا لمزيد من النجاح والتميز ليذهب بقمته لمكان يصعب على غيره بلوغه، لم يكن كل هذا اعتباطا أو مصادفة، لكنه الحلم والإصرار والعمل على تحقيقه مهما كانت الظروف معاكسة، الحلم الذى بدأ يراوده منذ نعومة أظافره أن يصبح فقط لاعب كرة محلى، لكن بدأ حلمه يكبر معه، وقد كان وجوده بقرية صغيرة بمحافظة الغربية كفيل أن يغتال حلمه فى مهده، لكنه صبر وثابر وبدأ المشوار، تحمل فى تلك السن المبكرة مشقة ومعاناة الخروج يوميا من منزله السادسة صباحا والسفر للقاهرة والعودة العاشرة مساء متنقلا بين عدة مواصلات، أو يضطر للمبيت خلسة على كرتون أسفل مدرجات النادى، مكتفيا من مطاعم القاهرة بالكشرى توفيرا للنفقات

وبعد تألقه مع نادى المقاولون واقتراب حلمه كثيرا بالإلتحاق بالزمالك ليجد نفسه مرفوضا من القلعة البيضاء، كان هذا أيضا كفيلا بقتل حلمه من جديد والاكتفاء بالجبل الأصفر، لكنه ليس هذا المستسلم، فحمل رحاله إلى أوروبا بادئا ببازل السويسرى، متحملا صعوبة الحياة هناك، ثم تشيلسي الإنجليزي حيث لم تكن تجربة ناجحة، ولأنه لا يعرف اليأس، وبالإصرار والثقة بالله والنفس غادر الدورى الإنجليزى إلى إيطاليا ليعود منها ملكا متوجا من جديد على عرش الكرة الإنجليزية.

لم يلعن صلاح يوما الظروف، ولم تخلق داخله أية غصة على وطنه وقريته وأهله وناسه، بل العكس تماما، حمل للجميع كل الخير فى نفسه الصافية الهادئة، لنجد أياديه البيضاء تمتد بأعمال الخير بأرقام فلكية من القاهرة للغربية والدلتا وغيرها، هذا ما نعرفه فما بالنا بما هو مستتر، ومثل كل رمز مصرى لم يسلم من المغيبين وضعاف النفوس بمهاجمته لأسباب تافهة مثلهم، فعنًفه حنجورية الوطنية المزيفة لتعزيته فى ملكة بريطانيا وحاول أشياعهم النيل من تدينه ووطنيته، ولم يروا بحقدهم أن صلاح خير سفير لوطنه وأمته ودينه، ولم يحترموا حياته الخاصة النموذجية منتقدين أسرته أيضا لأسباب تافهة، والأروع فى مو أنه لم يتوقف لحظة أمام الرعاع، وواصل رحلة حلمه وعطائه، ولم تتغير ابتسامته والتى تؤكد ما هو معروف من تواضعه وأدبه، ليثبت صلاح أن ريفنا الطيب يحتضن بين ترابه وطينه عباقرة، لو صدًقوا حلمهم لكان لدينا الكثير مثله بكل مجال.

صلاح، كمل حلمك فأنت ابننا ورمزنا وفخرنا وسراجا ندعو الله أن يسير على هديه أبناؤنا، حماك الله يا ولدى من كل شر ودمت ذخرا لكل المصريين والعرب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة