كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: متى يتوقف الجحيم ؟

كرم جبر

الإثنين، 06 مارس 2023 - 07:04 م

 

«كل ساعة تمضي مثل الجحيم، وحقق العدو «يقصد روسيا» نجاحات في الشمال والشرق ولكن خطر المواجهة يستقر بسبب عملنا الجاد».
هذا التصريح الصادر من نائب قائد الحرس الوطني لأوكرانيا يؤكد أن الحرب التي دخلت عامها الثاني لا توجد أدنى بادرة لوقفها.

وكل طرف يرى أنه على حق:
روسيا تدافع عن كبريائها العسكري، بعد اقتراب الناتو من حدودها عبر أوكرانيا، ولم يفهم الغرب معنى الحشد العسكري الروسي الهائل قبل اندلاع الحرب، وظنوا أنه مجرد «اختبار قوة»، رغم حالة التأهب القصوى، مع أن موسكو أعلنت على الملأ تفاصيل الغزو القادم قبل حدوثه، ابتداءً من الحرب الالكترونية حتى الهجوم بالصواريخ.

ولا يصدق الغرب حتى الآن، احتمالات الخيار النووي رغم تصريحات وزير الخارجية الروسي سابقاً «سيرجي لافروف» بأن بلاده ستواجه الوضع إذا نشرت أسلحة نووية.. وإذا حدث ذلك فعلى الدنيا السلام.

والكارثة الكبرى هي سوء تقدير الموقف المتمثل في خطورة وضع قوات الردع النووي الروسية على أهبة الاستعداد، رغم تأكيدات كل الأطراف بما فيها الرئيس بوتين نفسه بأن اللجوء إلى هذا الخيار مستبعد تماماً.

وأدرك الرئيس الأوكراني أن وعود الغرب، بالتدخل العسكري لصالحه لن تحدث أبداً، وأن المساعدة ستقتصر على الأسلحة والصواريخ، التي لن يكون لها تأثير حاسم في ميزان القوى مع موسكو، وتتساقط المناطق الأوكرانية واحدة تلو الأخرى.

والمشاهد المؤثرة التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية للمهاجرين الأوكرانيين لم تعد تثير التعاطف الشديد وكأنها شيء مألوف.. شعب راقٍ وشيك ويرتدي ملابس نظيفة، وأطفال أبرياء يحملون القطط والكلاب والعرائس، في صورة مختلفة تماماً عن المهاجرين البؤساء للشرق الأوسط.

أما نحن في منطقة الشرق الأوسط فحائرون كالعادة بين العقل والقلب والضمير، وكل إنسان يتعاطف حسب نظراته الشخصية وميوله وأحاسيسه ومشاهدته للموقف من شاشات التلفاز ومتابعة الأخبار.

والأزمة بالفعل تجلب كل أصناف الحيرة.
فروسيا دولة صديقة وكذلك أوكرانيا وكانا قبل تفكك الاتحاد السوفيتي شيئاً واحداً، والعلاقات بينهما وبين الشعوب العربية جيدة ولا تشوبها شائبة، في ظل المصالح المشتركة، ومن الصعوبة مساندة طرف إنسانياً على حساب الطرف الآخر.

ولكن معايير العدالة تقول أوقفوا الحرب وأرفعوا رايات العدل والسلام.

إسكات المدافع والطائرات والصواريخ هو طوق الإنقاذ للبشرية، والعودة إلى غرف التفاوض، لتجنب أهوال قادمة، إذا - لا قدر الله - ضرب صاروخ بطريق الخطأ - وهذا وارد - إحدى المحطات النووية أو لجأت موسكو إلى الخيار النووي.

كان يمكن إيقاف الحرب « لو» لجأت الأطراف الفاعلة إلى العقل واحتكمت إلى الاتفاقات السابقة التي تحدد الخطوط الحمراء والخضراء للأمن القومي للدول الواقعة في هذه المنطقة الملتهبة ولكن يبدو أنها حرب سوف تبقى طويلاً.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة