أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

النازيون الجدد

أسامة عجاج

الثلاثاء، 07 مارس 2023 - 05:47 م

«ما أشبه الليلة بالبارحة»، عانى اليهود فى ثلاثينيات القرن الماضى من اضطهاد النازيين، ومازالت ذاكرتهم عالقة بـ (ليلة البلور)، وهو مصطلح يتم استخدامه للإشارة إلى عمليات نفذها النازيون فى ألمانيا، ضد بيوت ومصالح يهودية نوفمبر من عام ١٩٣٨، سقط فيها عشرات الضحايا، وتم القبض على الآلاف، وذهبوا بهم إلى معسكرات الاعتقال، وها هم المستوطنون الإسرائيليون يقومون بنفس السلوك، هذه المرة ضد الفلسطينيين فى بلدة حوارة فى محافظة نابلس، حيث انتشر المئات منهم فى البلدة نهاية الأسبوع الماضى، بعد مقتل اثنين منهم، وأطلقوا النيران وأحرقوا بيوتها على أهلها، ومنعوا وصول عربات الإسعاف والدفاع المدنى، والغريب أن السلطات الأمنية وفرت حماية للمستوطنين، ولم تتدخل سوى بعد تفاقم الأوضاع، وألقت القبض على عشرة منهم، وتم الإفراج عنهم - ويا للاستخفاف بالعقول - لعدم كفاية الأدلة، وظهر الدعم السياسى للجريمة، عندما طالب وزير المالية والذى يتولى أيضا منصب وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش بمحو البلدة من الوجود، وهى التصريحات التى تم التنديد بها من كل دول العالم، وفى مقدمتها مصر وأمريكا، والتى اعتبرتها غير مسئولة، وتثير الاشمئزاز، أما أوروبا فإنها تعتبر تنظيمات يرأسها وزراء إسرائيليون، مثل سموتريتش رئيس الحزب العنصرى (الصهيونية الجديدة)، وايتمار بن غفير زعيم حزب (القوة اليهودية)، تعيد النازية من جديد فى أبشع صورها، ويبدو أن الوزيرين يدفعان المنطقة إلى الانفجار، رغم كل جهود التهدئة، مع توافق هذا الشحن العنصرى والمتطرف، مع أجندة مناسبات خلال الأشهر القادمة، منها حلول رمضان، فهناك دعوة لإغلاق المسجد الأقصى أمام الفلسطينيين لعشرة أيام، خلال عيد الفصح اليهودى الذى يتزامن مع الشهر الفضيل، كما سيتم إغلاق الضفة الغربية واقتحام المسجد الأقصى من المتطرفين بمناسبة (عيد المساخر اليهودى) خلال الساعات القادمة، ويرفض بن غفير توقف هدم منازل الفلسطينيين فى شهر رمضان، كما جرت العادة، وهو وراء الموافقة على إقامة تسع مستوطنات، تنفيذا لمقولته (مستوطنة فى القدس والضفة مقابل كل قتيل فلسطينى) دون أدنى اعتبار لأصحاب الأرض من الفلسطينيين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة