صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الصين- أمريكا على خط النزاع

صالح الصالحي

الأربعاء، 08 مارس 2023 - 07:02 م

يبدو أن الجولة الجديدة للحرب العالمية على وشك التحقق باندلاع أزمات أمريكية صينية جديدة، حيث يزداد الموقف اشتعالا كل يوم بين الصين والولايات المتحدة.. وترى الأخيرة فى الصين قوة ضاربة تحاول إضعافها بجميع الطرق، مرورا بالتصريحات التى تلقى بها التهم أو خلق نزاعات لها فى منطقة بحر الصين الجنوبى وخاصة مع تايوان.. حيث صدقت على صفقة عسكرية لها بقيمة ٦١٩ مليون دولار لدعم سلاح الجو التايوانى.. مما يرفع  سقف توقعات نشوب حرب مواجهة بين الصين والولايات المتحدة، فى وقت يرى المتخصصون أن هذا الدعم يعزز قوة الهجوم التايوانى ضد الصين أكثر من الدفاع.. حيث يعتبر أن القرار الأمريكى بدعم تايوان جاء متواكبا مع قرار الصين بزيادة ميزانيتها العسكرية بنسبة ٧٫٢٪ خلال عام ٢٠٢٣.. مما يعزز من مخاوف تايوان بخلق فرصة أمام الصين لاجتياح الجزيرة. وفى مشهد يزداد اشتعالا بإيعاز من الولايات المتحدة التى تجاهد من أجل جعل الصين طرف تكبدها خسائر تؤكد التصريحات الرسمية الصينية أن الولايات المتحدة تتخذ وجهات نظر مشوهة تجاه الصين بشكل خطير، وتعمل على قمع الصين بدلا من المنافسة العادلة على القواعد.. مؤكدة أن تايوان هى الخط الأحمر الأول لها.. والذى يجب على الولايات المتحدة ألا تتخطاه وأنها مسألة تخص الشعب الصيني، وأنه ليس لأى دولة أخرى الحق فى التدخل.. وأضافت أن مسلك الولايات المتحدة مثير للدهشة حيث لم تكن الصين طرفا فى الحرب الروسية الأوكرانية، فهى لم تدعم أياً من الطرفين أو تموله بالسلاح. فبالأمس القريب أكد الرئيس بايدن أن الأمريكيين سيدافعون عن تايوان فى حال حدوث غزو صينى غير مسبوق.. مهددا الصين بوقف استثماراتها فى الولايات المتحدة إذا ما انتهكت بكين العقوبات المفروضة على روسيا. وفى  نفس الوقت لاتزال أزمة تطبيق تيك توك بين الولايات المتحدة والصين مستمرة، حيث يواجه التطبيق مزاعم بأنه يجمع بيانات المستخدمين ويسلمها للحكومة الصينية.. مما أثار قلقاً لدى وكالات الاستخبارات من احتمال كشف معلومات حساسة على حد زعم الولايات المتحدة.. حيث حظرت بعض المكاتب الفيدرالية فى أمريكا بما فى ذلك البيت الأبيض ووزارات الدفاع والأمن الداخلى والخارجى تطبيق تيك توك على أجهزة الموظفين.. وبدورها أعلنت كندا حظر التطبيق على الأجهزة الحكومية، وكذا المفوضية الاوروبية والمجلس الاوروبى للموظفين بإزالة التطبيق بزعم أن هذا الإجراء بغرض الحماية من تهديدات الأمن السيبرانى والافعال التى قد يتم استغلالها فى هجمات الكترونية ضد بيئة العمل.. فى الوقت الذى علقت فيه الصين بقولها: كيف يمكن لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة أن تكون غير واثقة من نفسها، لدرجة أنها تخشى التطبيق المفضل لدى الشباب. على أية حال يبدو أن سيناريو الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد تم بنجاح من وجهة النظر الأمريكية، حيث استطاعت تقويد روسيا فى حرب طويلة المدى ألقت بتداعياتها على العديد من الدول فى أزمات اقتصادية وسياسية.. والآن تدفع الصين نحو أزمة جديدة فى بحر الصين الجنوبى بتهديد أمنها القومى بشكل يغرى تايوان فى محاولات البدء بالهجوم بعد صفقة السلاح الجديدة.. الأمر جد خطير فالولايات المتحدة تندفع بقوة نحو رغبات الهيمنة مهما كانت الخسائر.. فى وقت تشير احتمالات المواجهة بين الصين وأمريكا باقتراب شديد من أرض الواقع نحو مزيد من الكوارث والمآسى فى كل بقاع العالم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة