كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

يوم الشهيد

كرم جبر

الأربعاء، 08 مارس 2023 - 07:04 م

سيظل التاريخ شاهداً على عظمة القوات المسلحة المصرية ورجالها الأبطال فلم يبخل هؤلاء الرجال بأرواحهم تجاه الوطن، قدموا كل نفيس وغالٍ من أجل أن تظل رايته شامخة خفاقة، ضد كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب.

نماذج وطنية عديدة قدمت أرواحها فداء للوطن، ومازالت التضحيات مستمرة، وارتوت رمال سيناء بدمائهم، حتى تحقق النصر العظيم، ومازالت القوات المسلحة تخوض حربها الضروس ضد خفافيش الظلام، فى جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، عازمة على اقتلاع جذورهم من أجل حماية الدولة المصرية، والحفاظ على الشعب المصرى من أى تهديدات.

ولن يركع وطن فيه نساء الصبر والبطولة.. أمهات وزوجات الشهداء، أعظم ما أنجبت مصر، ودموعهن فى "يوم الشهيد" نار تحرق كل إرهابى جبان، مصيره الزوال والفناء، لتعيش مصر حرة أبية كريمة مرفوعة الرأس.. نستمد منهن الإرادة والعزيمة والقوة.

كلمات أمهات وزوجات الشهداء كلما جاءت الذكرى العطرة تفتت الصخر فى القلوب حزناً على الفراق، وفخراً بأعظم نساء الأرض، قوة وشجاعة وإيمان بالله والوطن، فمن أنتم أيها الإرهابيون يا أقذر المخلوقات، لتغتالوا شبابنا ورود الحياة، لهم وطن يدافعون عنه، أما أنتم فليس لكم وطن ولا دين ولا هوية.. شبابنا يزفون إلى الجنة، وأنتم تحشرون فى جهنم.. أمهاتهم وزوجاتهم، مصريات صامدات مثل أمهاتنا وأخواتنا، راكعات ساجدات ويتسلحن بالقرآن الكريم، أما أنتم فعبدة شيطان، تلعنكم الأرض والسماء.

وتجرى جينات البطولة فى عروق أبناء الشهداء، لتؤكد أن مصر بلد الوفاء، وتبعث ذكرى يوم الشهيد رسالة لكل متآمر جبان بأن مصر على قلب رجل واحد فى معركة البقاء، والرد على من قتلوا الشهداء، وكل صرخة رصاصة فى رأس إرهابى، ولطمة على وجه كل متآمر.

يوم مشهود وتعودنا أن يشحن الرئيس الهمم ويستنهض العزيمة، ويكفكف دموعاً ويطمئن قلوباً، ويجدد العهد بأن رجال الوطن أوفوا بعهدهم، ولم يتركوا مصر للضياع، ويطلب من كل مصرى أن يفى هو الآخر بعهده، ويجدد القسم "نموت ومحدش يقرب منكم"، ويقسم "والله العظيم مستعد ألبس الأفرول وأنزل أحارب مع هؤلاء الأبطال"، ويلمس أوتار القلوب حين يقول "بنحارب عشان خاطر ربنا"، "يا نموت كلنا يا نعيش كلنا، وبإذن الله سنعيش ونفنى أعداء الحياة".

"يوم الشهيد" يوم الصبر والبطولة، فالجبناء هم الذين يهربون من الخوف، والخوف يفر من الشجعان، ووراء كل شهيد قصة بطولة رائعة، لم يستسلموا وقاتلوا حتى النفس الأخير، فارتد الذعر إلى قلوب الإرهابيين، وهم يفرون كالفئران، هرباً من أبناء مصر الأبطال، والطفل الذى فقد والده فى معركة الشرف من حقه أن يزهو وسط زملائه فى المدرسة بأنه ابن البطل، فيجفف دموع الأحزان بالسيرة العطرة لوالده الشهيد.

إنها مصر.. وعندما نقول إن هذا الوطن مستهدف، ويتعرض لمؤامرات كبرى، فهذا ليس من قبيل الفزاعة، ولا الاستثمار السياسى للخوف، فقلوب من شاهدناهم لا تعرف الخوف، بعد أن امتلأت بالطمأنينة، وأصبح لدى الجميع ثقة راسخة وإيمان لا يتزعزع بأن الإرهاب قد رحل إلى غير رجعة، بعد أن تلقن الإرهابيون درساً بأن أعمالهم القذرة، لن تنال وطناً، بل تشعل عزيمة الشعب والجيش والشرطة.

يعلم المتآمرون أن مصر هى قلب العروبة، فإذا هبت فى أرضها ثورة، انتقلت رياحها إلى الجميع، وإذا قامت بها نهضة امتد شعاعها إلى الجميع، فخططوا لإطفاء شعلتها وإخماد بريقها، ليتسنى لهم إسقاط كل المنطقة، ومن كان فى مقدوره أن يقف وسط الحطام العربى، ويستصرخ مستنهضاً الهمم والعزائم وباعثاً فى النفوس الأمل؟.. إنها مصر.. مصر.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة