هاجر تعاني من مرض السمنة
هاجر تعاني من مرض السمنة


حكايات| «هاجر» 18 عاما في سجن الجسد.. و«مشرط طبيب» أعاد لها الحياة

عبدالله علي عسكر

الأربعاء، 08 مارس 2023 - 10:59 م

أن يحبسك جسدك في سجن كبير دون أبواب فلا تستطيع الخروج رغم أنك حر طليق، أن يكون الفقر والعوز سدا منيعا أمام حريتك في عمر الشباب فتبتعد ويبتعد عنك كل الناس، أن تكون مادة خالصة للسخرية تارة والتنمر تارة أخرى أو الشفقة من الأقربين قبل الغرباء.. فأنت هنا في سجن «السمنة المفرطة».

معاناة رضيعة

في قرية سنهور القبلية بمحافظة الفيوم بدأت معاناة الرضيعة «هاجر جودت عبد القوي» واستمرت معاناتها مع المرض تتضخم مع كل يوم كمثل كرة ثلج حتى أظلمت عليها حياتها، فتركت جروحا وندوبا لم يستطع توالي الأيام مداواتها، طرقت جميع الأبواب لعلها تجد الفرج حتى استقر بها الحال على أبواب كلية الطب جامعة الأزهر التي أعادت لها الحياة.

 

حالة مرضية معقدة

«أنقذناها من جسدها».. كما يقول الأستاذ الدكتور ياسر عامر أستاذ الجراحة العامة وجراحات السمنة والمناظير بكلية طب الأزهر الذي استقبلها على أبواب الكلية ليقرر إجراء عملية جراحية عاجلة على مسؤوليته نظرا لصعوبة الحالة التي رفض الكثير من الأطباء تحمل تلك المسؤولية والمخاطرة بحياة المريضة، ليتم ذلك بمرافقة طاقم طبي ماهر بالكلية في مستشفيات الحسين الجامعي.

بسبب التنمر تركت التعليم

هنا نأخذ أطراف الحديث مع والدة هاجر لتروي لـ«بوابة أخبار اليوم» قصة معاناتها منذ أن كانت رضيعة حتى أصبحت في مقتبل الشباب، قتقول: «ولدت ابنتي بهذا المرض حيث لاحظ والدها عندما بلغت 40 يوما زيادة ملحوظة في حجم ووزن جسدها، لنبدأ مشوار طرق أبواب الأطباء والمستشفيات منذ أن كانت رضيعة  لمحاولة علاجها لكن الجميع نصحنا بالانتظار حتى تتم هاجر 18 عاما لكن عندما التحقت بالدراسة تركتها في الصف الثالث الاعدادي بسبب تعرضها للتنمر من قبل زميلاتها».

تكاليف علاج باهظة

«الأطباء أبلوغها أنه غير مسموح علاج الهرمونات قبل سن 18 عاما لهذه الفتاة المسكينة، وعندما وصلت للسن المسموح به العلاج بلغ وزنها 230 كيلو جرام، وفوجئنا بأن تكاليف العلاج باهظة ولا نستطيع توفير نفقات إجراء العملية المطلوبة نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي تعشيها الأسرة بعد وفاه والدها».. هكذا تروي والدة هاجر.

 

تشخيص الحالة

تشخيص الحالة طبيا هنا له أهميته، فالجراح المعالج للحالة يقول: «الكثير من الأطباء يرفض إجراء مثل تلك العمليات المعقدة نظرا للصعوبة الكبيرة في تخديرها ما يعد مخاطرة كبيرة بحياة المريضة، حيث إن عمرها 18 عاما ووزنها يزيد على 230 كيلوجرام وطولها ١٥٠ سم ومؤشر كتله الجسم فوق ٨٥، فهي تعاني من سمنة مفرطة ومضاعفاتها على معظم أجهزة جسدها».

رحلة طرق الأبواب

وعن بداية رحالة العلاج يقول: «هاجر وصلت إليَّ عن طريق جمعية خيرية بعد أن طرقت جميع الأبواب منها عدد من البرامج التليفزيونية للمساعدة في إجراء عملية جراحية لإنقاذها من السمنة حتى تستطيع الحركة، ولكن جاءت كل تلك المحاولات دون فائدة نظرا لتعقيد حالتها طبيا وضيق عيش أسرتها، فتم مساعدتها مجانا وحجزها أكتر من أسبوعين قبل العملية تحت إشراف فريق من الجراحين والتخدير والتغذية والقلب والصدر لظبط حالة المريضة».

 

جراحة العملية مجانا

يتابع أستاذ الجراحة قائلا: «أجرينا العملية مجانا الأسبوع الماضي وهي إجراء جراحة لتكميم المعدة عن طريق فتحات صغيرة بجدار البطن بالمنظار الجراحي، هذا إجراء يتم لعلاج السمنة المفرطة المرضية ليحدث بعده انخفاض تدريجي للوزن حتى الوصول للوزن المثالي والتخلص من مضاعفات السمنة المرضية الخطيرة مثل الضغط والسكر ومشاكل القلب والصدر وعدم القدرة على الحركة، وعدم انتظام التنفس أثناء النوم والتخلص من التنمر الذي يعاني منه الشخص البدين».

 

«العملية خارج المستشفيات الجامعية مكلفة جدا ومعظم المرضى لا يقدرون على تكلفتها المرتفعة، لكن هاجر الآن تحت العلاج بالمستشفى وحالتها الصحية جيدة، بعد أن فقدت 23 كيلو ليصبح وزنها 207 وعلى مدار عام ستصل هاجر للوزن الذي تريده، بعد أن تحسنت نفسيتها وستخرج للشارع بعدما امتناعها عنه كثيرا خوفا من نظرات الناس وأنها تفكر في العودة لاستكمال دراستها لكن بعد وصولها للوزن المطلوب في أقل من عام».

 

روشتة للمرضى

هنا يختتم أستاذ الجراحة ببروشتة للمرضى فيقول: «إن نسبة السمنة في مصر مرتفع للغاية وهي مرض خطير يصاحبه الكثير من المضاعفات الخطيرة.

والعلاج قد يكون غذائيا أو دوائيا أو جراحيا إذ كانت سمنة، وإذا كانت سمنة مفرطة فيكون عن طريق تكميم المعدة وتحويل المسار بالمنظار، وأن معظم الأسباب قد تكون وراثية أو جنسية أو إفرازات من الغدة الصماء أو حتى أسباب نفسية والإفراط في الأكل دون سبب».

  


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة