الخميس، 09 مارس 2023 - 08:48 م

لم تكتف بالصمود في حربها على الظروف ومحاربة مرض السرطان والعادات المرتبطة بـ«المشيب»، بل أطلقت لنفسها العنان في عالم التعليم حتى نهلت منه كل ما تمنت وسجلت اسمها بأحرف من نور في شهر المرأة شهر مارس.

آمال إسماعيل، سيدة مصرية عمرها 87 عاما، أصبحت بطلة محاربة للسرطان والعادات والتقاليد، قبل الحصول على ليسانس كلية الآداب ودرجة الماجستير وهي في أرذل العمر.

تزوجت الحاجة آمال وهي في عمر الـ١٤ عاما، ولذلك لم تستطع أن تكمل تعليمها، ولكن في سنة ١٩٨٢، قرر زوجها السفر للعمل في ليبيا، فألح عليها الحلم بإكمال تعليمها. 

وبالفعل بدأت بالذهاب للدروس لإكمال تعليمها، وذلك بعد سفر زوجها مباشرة إلى ليبيا، وبالفعل حصلت على الإعدادية في تلك الفترة. 

وبعدما عاد زوج الحاجة آمال وعلم بالأمر، لم يبد أي رد فعل، وإذ فجأة جهز لها جواز السفر، وأخذها معه إلى ليبيا، لتعيش هناك ٣ سنوات على التوالي في تلك الفترة أصيبت بالسرطان. 

تقول الحاجة آمال: «بدأت رحلة علاجي الطويلة، وبعد الشفاء اكتشف الأطباء أنني مصابة بقرحة بسبب أدوية السرطان، وبدأت رحلة علاجي من القرحة ونسيت حلم تكملة تعليمي قليلا، حتى توفى زوجي».

وتمضي في حديثها: «في أحد الأيام وأثناء زيارتي لابنتي في ٢٠١١، طلبت مني إكمال تعليمي، اعترضت في بادئ الأمر، ولكني تحمست مرة أخرى». 

وتابعت: «رحت وزارة التربية والتعليم وطلبت أوراق التقدم للثانوية العامة، ومن المواقف التي أتذكرها بشدة عندما كنت أتقدم لطلب الأوراق قام شخص بالاستهزاء بي، قائلا: ما تروحي تموتي إنتي جاية تتعلمي إيه». 

وبعزيمة روت كذلك: «تخطيت مرحلة الثانوية العامة بتفوق ودخلت كليه الآداب وأصبت بعد ذلك بالسرطان للمرة الثانية في الثدي، وبدأت رحلة العلاج المؤلمة، وربنا شفاني للمرة الثانية وسافرت للخارج لكي أقضي فترة نقاهة». 

وبعد عودتها من الخارج، أكملت الحاجة آمال إسماعيل تعليمها، وتخرجت في كلية الآداب، وبعد ذلك درجة الماجستير عن عمر يناهز ٨٧ عاما.

قصة الحاجة آمال خلفها إحدى الكشافات التي تبحث عن صاحبات البطولات المغمورات، وهي الاستشارية الأسرية الدكتورة سارة هاشم استشاري خبيرة العلاقات الإنسانية، وراء ملتقى «هن الحكاية» لعرض وتكريم قصص النجاح الملهمة للنساء على مستوى العالم العربي على أرض مصر للعام الثالث على التوالي.