وردة الحسينى
وردة الحسينى


أرى

«جدعنة» هاجرة

وردة الحسيني

الجمعة، 10 مارس 2023 - 07:35 م

سمات لا غنى عنها، واستمراريتها ضرورية ليكون هناك معنى حقيقى للتواجد البشري، وبدون شك فإن توافر هذه السمات بين الشعوب وبعضها البعض علامة فارقة فى تعزيز العلاقات بين الدول ليس على المستوى الرسمى الجامد وانما على صعيد القيم الحقيقية للانسانية.

خلال زيارتى لمدينة بنجالور الهندية تجولت مع زميلة للتعرف عن قرب على المدينة، وخططنا للعودة للفندق مبكرا، حتى لا نتعرض لأية مشاكل فى مكان نجهله، وكان من الطبيعى فى ظل مرور اكثر من ساعتين ننتقل فيها من شارع لآخر ان «نتوه» عن المكان الذى بدأنا منه، والذى أوصلتنا اليه سيارة وزارة الشئون الخارجية الهندية، وكان مخصصا للوفد الزائر للهند من مصر والامارات والسعودية والبحرين وسلطنة عمان.

وجدنا الساعة تقترب من العاشرة مساء، ونحن لا نعرف حتى شكل التاكسى فى ذلك المكان، وايضا لا يمكننا ان نطلبه بالتليفون، لعدم وجود خط تليفون محلى معنا!

«شاورت» لسيارة قادمة اعتقادا انها تاكسى، ومع توقفها تبين ان قائدها سيدة، فاعتذرت لها وشرحت  الموقف، فتركت هذه السيدة سيارتها بمنتصف الطريق وطلبت لنا التاكسى من تليفونها، والذى وصل بعد عشر دقائق، ولم تتركنا الا بعد تأكدها من اننا سنصل لفندقنا بسلام، ولذلك كان من المهم أن أقدم شكرى لتلك المرأة «الجدعة» هاجرة.

كما اكد تجمعنا مع الأشقاء العرب ان الجدعنة لم تغادر منطقتنا، فالعلاقات بين الشعوب ماتزال الاهم والتقارب والتشابه بيننا لم يتغير، كما عكس هذا التجمع ان مصر ماتزال بقلب الشعوب العربية، وما تزال رموزها بالثقافة والفن والدراما والافلام محفورة بذهن الأشقاء. 

أخيرا.. شعوب الشرق ماتزال لديهما الأصالة والقيم الانسانية وهو ما يؤكد ان علاقات الشعوب باقية ومتجذرة مهما مر عليها من تدخلات خارجية ومحاولات للتأثير عليها من قبل من يتوهمون انهم يرسمون الفجوات والقطيعة والأزمات والخلافات بيننا.

فتحيا جدعنة الشعوب.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة