كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

تطهير العقل من المتفجرات !

كرم جبر

السبت، 11 مارس 2023 - 08:04 م

لن نمضى إلى المستقبل بأمان إلا إذا حققت مصر نجاحاً مماثلاً فى مقاومة "فكر الإرهاب"، فالقاتل ليس فقط من يدوس على الزناد، ولكنه أيضاً من يعبئ عقله بأفكار ومعتقدات أخطر من الديناميت والمولوتوف والمتفجرات، فيتحول الإرهابيون إلى دمى قاتلة كالتى نشاهدها فى أفلام الرعب، بعد أن مُسحت عقولهم وأُغشيت قلوبهم، وشاهدنا نماذج حية للإرهابيين فاقدى العقل والدين والضمير، يحاولون تدمير وطنهم وقتل ريعان الشباب.

لا يكفى أن يلتزم علماء الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، بل أن يشاركوا بجدية وفاعلية فى معركة تطهير العقول وتحصين من لم يقعوا فى الشَّرَك، والأمر يتطلب ثورة دينية، رغم أننى لا أحب هذا التعبير، ولكن من ينزل إلى القرى والنجوع والأماكن النائية فسوف يكتشف مأساة حقيقية، حيث تنتشر أفكار التطرف والتكفير، لمحاولة إنتاج مزيد من الإرهابيين، مثل الذين يقتلون شهداءنا الأبرار، ويعتقدون أن ذلك جهاد فى سبيل الله.

وإذا سألنا: بأى ذنب قُتل العقيد ياسر ورفاقه الأبرار وعشرات الشبان وهم يدافعون عن بلادهم، ضد أعداء يزعمون أنهم مسلمون، وهم أشد وبالاً على الإسلام من الكفار؟! لم يقتلوا عدواً يحتل بلادهم، ولم يوجهوا أسلحتهم ضد من يهدد أوطانهم، لكنهم يقتلون مصطفى ومحمد وأحمد وعلى وإبراهيم وجرجس، ضباطاً وجنوداً فى ريعان شبابهم.

وهل يتم مسح أمخاخ الإرهابيين لدرجة العدم؟! وعن أى تهدئة يتحدث المنافقون بينما الذئاب المتوحشة مازالت معبأة بأفكار القتل والحرق وسفك الدماء؟ وأيهما أولى بالحياة: القاتل أم الضحية؟!

ثمن تحرير سيناء كان باهظاً، وكلما سقط شهيد زاد الإصرار على الثأر، لتطهير البلاد من أقذر من أنجبت البشرية، ما ذنب الشهداء الذين تركوا لأسرهم حزناً لا يُنسى ودموعاً لا تجف؟! شباب أجمل من زهور الربيع المتفتحة، يغتالهم إرهابيون جبناء كانت تنطق صور جثتهم بالقبح والقذارة، فكان الخونة يدفنون فى الأرض بالخزى والعار، والوداع لشهدائنا الأبرار بالمجد والفخر، استشهدوا من أجل أن نعيش وأن تبقى بلادهم حرة وعزيزة وكريمة، رايتها مرفوعة فى السماء، وأرضها مقبرة للإرهاب.

أهالى الشهداء يتسلحون بالصبر والدعاء، رغم الحزن والالم ولوعة الفراق، وزوجات الشهداء أمهات مصريات مثل سائر أخواتنا مسلمة أو مسيحية، محجبة وبسيطة وفى وجهها علامة الصلاة، وتقول: "الحمد لله، ربنا يصبرنى" فى مواجهة أكبر محنة يمكن أن يواجهها إنسان، والدعاء للمولى عز وجل هو دواء القلوب وسراج العقول وطريق الهداية، وربنا يصبرهن صبراً جميلاً، فقد أقسم رجالنا الابطال على أن دماء زملائهم لن تضيع هباء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة