أدب نجيب محفوظ
أدب نجيب محفوظ


خبير آثار يطالب بتسجيل «أدب محفوظ» كتراث غير مادى باليونسكو

محمد طاهر

الأحد، 12 مارس 2023 - 09:26 ص

 اختتم المجلس الأعلى للثقافة ملتقى القاهرة الدولي السابع للتراث الثقافى غير المادى دورة الدكتور أحمد مرسى؛ تحت عنوان (التراث الثقافى غير المادى فى العالم الإسلامى المشترك والمتنوع)، والذى نظمته لجنة التراث الثقافى غير المادى بالمجلس بمشاركة أكثر من 80 باحثًا من 13 دولة.

وفى ضوء هذا يطالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار باستثمار هذا المؤتمر فى إعداد ملفات جديدة لتسجيلها تراث عالمى لامادي باليونسكو، ويرشح ملف هام وهو أدب نجيب محفوظ.

ويشير إلى أن نجيب محفوظ أديب نوبل رحل عن عالمنا فى 30 أغسطس من عام 2006 والذى يعد أول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وقد كتب منذ الثلاثينات ويُصنف أدب محفوظ بالواقعى.


وينوه الدكتور ريحان إلى أن أدب محفوظ ارتبط بالتاريخ والآثار منذ ولادته فهو ابن حى الجمالية الذى ولد بها في 11 ديسمبر 1911، وحين بلغ سبعة أعوام قامت ثورة 1919 وقد أثرت فى أدبه في رواية بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته ثم جمع بين التاريخ والآثار فى روايات كفاح طيبة ورادوبيس ثم انتقل إلى الآثار الإسلامية برواية خان الخليلي.

وكان أدب نجيب محفوظ ضمن معايير ترشيح القاهرة التاريخية تراث عالمى عام 1979 حيث جاء فى الترشيح أن القاهرة التاريخية اقترنت بالعديد من المصنفات الأدبية التى سجلت مع ملف الترشيح كما فى ثلاثية نجيب محفوظ (قصر الشوق- بين القصرين- السكرية).

استثمار أدب محفوظ سياحيًا

ومن هذا المنطلق يطالب الدكتور ريحان بحسن استثمار أدب محفوظ ثقافيًا وسياحيًا، ثقافيًا بإعداد ملف لتسجيل أدب محفوظ فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى اللامادى باليونسكو طبقًا لاتفاقية حماية وصون التراث غير المادى 2003 التى دخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة منها مصر، وأصبح التراث اللامادى واحدًا من أولويات اليونسكو والمنظمات المعنية كونه مجالًا قابلًا للاندثار، وهو يشمل على سبيل المثال لا الحصر المهرجانات التقليدية، والعادات والتقاليد، والملاحم، وأساليب المعيشة، والمعارف والمهارات والحرف التقليدية، والأغاني، والرقصات، والحكايات، والفنون الروائية، والأكلات الشعبية، والطقوس الاجتماعية، وغيرها من الممارسات والتعبيرات الثقافية للجماعات المحلية.

السيرة الهلالية

وقد سبق لمصر تسجيل السيرة الهلالية عام 2008 تراث لامادى باليونسكو وهى مسلسل مصرى تاريخى من ثلاثة أجزاء يحكى تغريبة بنى هلال من خلال قصة أبو زيد الهلالى منذ ولادته إلى وفاتة حيث يبدأ المسلسل فى نجد وينتهى فى تونس، وقد أذيع الجزء الأول منه عام 1997، والجزء الثانى عام1998، والثالث 2001 ، وقام بتجميعها الشاعر عبد الرحمن الأبنودى.

السياحة الأدبية

كما يطالب الدكتور ريحان باستثمار أدب محفوظ سياحيًا عن طريق تعظيم مقومات السياحة الأدبية فى مصر خاصة المرتبطة بأديب نوبل لشهرته العالمية وسؤال معظم السياح فى مصر عن مواقع روايات محفوظ، وبالتالى فإحياء سياحة أدب محفوظ وحسن استثماره سيضيف مقومًا جديدًا للسياحة له قيمة عالمية استثنائية، وقد سجل نجيب محفوظ معالم القاهرة التاريخية الأثرية فى معظم رواياته وقام بتشريح مجتمعها فهى علاقة ربط بين الأثر والمجتمع، والتى كانت ضمن معايير التفرد والاستثناء لتسجيلها تراث عالمى باعتبارها نموذجًا لمدينة سكنية متكاملة بكافة وظائفها مثلت تفاعل الإنسان مع بيئته مما خلق تراثًا متميزًا يعبر عن طبقات زمنية متلاحقة فى تناغم شديد.

حى الحسينية الأثرى

وأردف الدكتور ريحان بأن روايات الفتوة جسّدت معالم حى الحسينية الأثرى ذو التاريخ العريق فى السير الشعبية والمعروف بفتواته " فتوات الحسينية"، والذين كان لهم دورًا كبيرًا فى مقاومة الحملة الفرنسية فى ثورة القاهرة الثانية، وكان بالحى أسواق للغلال والخشب والطيور وكان يقام بالحى الكثير من الموالد مثل مولد سيدى على البيومى ومولد محمد الطوابى، وحدود الحى الآن من الشمال، السكاكينى وغمرة، ومن الجنوب الجمالية وخان الخليلى، ومن الشمال الشرقى العباسية، ومن الغرب حى الظاهر وباب الشعرية وباب البحر وكلها تضم مواقع أثرية هامة.

كما اتخذ نجيب محفوظ بين القصرين اسمًا لأحد رواياته، والقصرين هما القصر الشرقى الكبير الذى قام على أنقاضه خان الخليلى، وكان مخصصًا لإقامة الخليفة الفاطمى المعز لدين الله وسكنه بعد ذلك الخلفاء الذين جاءوا بعده، وكان للقصر تسعة أبواب أعظمها باب الذهب وباب البحر وباب العين وباب الزهومة الذى كان مخصصًا لدخول الأطعمة والقصر الغربى الصغير قد حلت محله الآن أعظم آثار دولة المماليك وكان يعرف بقصر البحر.

خان الخليلي

ورواية خان الخليلى، وهو اسم حى أثرى هام أطلق على مجموعة من الأبنية القديمة والمتعاقبة عليها فى أزمنة مختلفة، وكونت طرقًا وأزقة بها تجار العاديات، ويرجع تاريخ إنشاء هذا الحى إلى القرن الثامن الهجرى، عندما قام الأمير جهاركس الخليلى ببناء خان فى هذا الموقع عام 879هـ / 1474م، وبعد ذلك تحول الموقع إلى سوق للرقيق حتى جاء السلطان الغورى عام 917هـ / 1511م، وقد آلت إليه ملكية الخان فأمر بهدمه وإعادة بنائه لينشئ به حواصل وحوانيت.

اقرأ ايضا :- «زوجة الخباز» يحقق نجاحاً كبيراً خلال فعاليات عرضه لمهرجان مسرح الجنوب بقنا

وما زال الحى حتى الآن يضم الباب العظيم الذى يحوى نقوشًا وكتابات بإنشاء هذا المكان فى عصر الغورى وعلى جانبيه بقايا الواجهات القديمة بكل تفاصيلها، وكان يتردد على مقاهى هذا الخان كبار الشخصيات مثل طلعت حرب الذى كان يجلس على مقهى أحمد افندى وموقعها اليوم الحرم الحسينى وكذلك كان يتردد عليه رجال الفن.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة