عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

«ميرى».. رحلة كفاح

عمرو الديب

الأحد، 12 مارس 2023 - 09:06 م

على مدى ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفته هادئًا مبتسمًا خفيض الصوت، ويحرص دومًا على أن يكون نسمة تمر دون أن تسبب أى إزعاج لأحد، من غير أن يلتفت إلى صغائر البعض، وأحقاد آخرين، وبخطوة واثقة راح يقطع مسافات العمر، ويتنقل بين محطات الحياة، وقد عقد ما بين عينيه فى مقدم جبينه عازمًا مصممًا على بلوغ الغايات، وإصابة الأهداف، مهما تكلف ذلك من جهد وعرق وطاقة لاجتياز العقبات، والتغلب على الأشواك التى اعتاد المغرضون نثرها فى طرقه، فبدا لى مرادفًا للتصميم فى أجلى صوره،

وربط بيننا إلى جانب المهنة الواحدة عشق القراءة، والشغف بالكتب، فكنا نتبادل الآراء فى الأسفار والمؤلفات، وقد استحوذت الروايات وكتب التاريخ إلى جانب المراجع القانونية على مساحات بارزة فى برنامجه الحياتي، ولأنه مثقف حقيقى لا يعرف الإدعاء ولا الزيف، فقد امتدت جسور الثقة وخيوط المودة بيننا، وجاءت حواراتنا معًا_ قبل أن تستقر على كتفيه أعباء المنصب-  مثمرة بناءة تحلق فى أفق الفكر والإبداع والسرد والشعر، وكم سألنى باعتبارى متخصصًا كمحرر أدبى عن رواية ما أثارت ضجيجًا، وفى أحيان كثيرة كانت أنباء هذه النصوص المثيرة للجدل، تصل إليه قبل أن تنمى إلى علمى دليلًا على اهتمامه الصادق الحميم بهذه الدنيا السحرية تحت قبة الأدب، لذا جاء دائمًا تعاملى مع الكاتب الصحفى الكبير خالد ميرى المرشح «نقيبًا للصحفيين» سلسًا ميسورًا انطلاقًا من قناعاته بسمو العلاقات الإنسانية،

وكثيرًا ما تبادلنا الرأى فى مقال كتبه، أو نص خطه قلمي، وأذكر أنه اتسم بالبراعة فى عرض الكتب التى يعشقها بتدفق وبساطة وانسيابية مثلما حدث حين قدم - بعيدًا عن تخصصه كمحرر قضائي- عرضًا موجزًا مكثفًا فى مساحة مضغوطة عن الكتاب الشهير «أنبياء الله» للكاتب الكبير الراحل أحمد بهجت فأمتع قُراءه، ولكن سرعان ما جرفته أعباء التخصص فى القسم القضائي، ولكنى ظللت أرقب -بإعجاب- رحلة صعوده ونجاحاته فى بلاط صاحبة الجلالة.. الصحافة.
وبأسلوب الإدارة الهادئة مضى الكاتب الصحفى الكبير خالد ميرى فى طريقه واثقًا، معتزًا بقناعاته، وفيًا لمنطلقاته مهما اشتدت الأعاصير، وتوحشت الأنواء، وبهذه الإرادة الصلبة والثقافة الغزيرة والإخلاص اللافت راح «ميري» يتنقل من نجاح إلى آخر، لذا أمنحه صوتى دون أدنى تردد، ليس لأنه رئيس تحرير «الأخبار».. الجريدة التى أشرف بالانتماء إليها، وإنما لأنه خالد ميرى وكفى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة