صورة موضوعية
صورة موضوعية


مدير مركز الإمام الماتريدي: الأزهر صرح جليل أخرج آلاف العلماء لمدة ألف سنة

إيمان عبد الرحمن

الأحد، 12 مارس 2023 - 09:46 م

وجّه الدكتور جمال الدين كاريموف، مدير مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية، تحية خاصة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قائلًا: "لقد أتينا إليكم من الأرض العريقة، التي أنجبت فحول العلماء الذين ساهموا في تطوير الحضارة الإنسانية في العالم كله وما زال تراثهم باقياً إلى يومنا هذا، بل أتينا إليكم وكلنا نتشوق بالمحبةٌ والسعادة لتتعانقَ بلادُنا مع بلاد الأزهر الشريف".

أضاف خلال كلمته بالاحتفال الذي عقده مجمع البحوث الإسلامية لتكريم الفائزين في مسابقة الإمام الماتريدي، إن الأزهر الشريف هو صرح علمي جليل أخرج ولا يزال يُخرج آلاف العلماء على مدى أكثرَ من ألف سنة، وهو الأزهر الذي يسعدني أن أحييه تحية خالصة من القلب، مردِدا كلمةَ أمير الشعراء أحمد شوقي الذي قال:

قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَر ... وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا

وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ ... في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا

وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّماً ... لِمَساجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا

وَاخشَع مَلِيّاً وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ ... طَلَعوا بِهِ زُهراً وَماجوا أَبحُرا

كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً ... وَأَعَزَّ سُلطاناً وَأَفخَمَ مَظهَرا

وأوضح: يسعدني أن أكون بين هذا الجمع الكريم لنُوَثِّقَ روابط الصداقة بين بلاد ما وراء النهر وبلد النيل العظيم، ونَثِقُ أن بلادنا التي أسهمت في بناء الحضارات القديمة، ستُساهِم في بناء حضارة جديدة مبنية على الحق والخير والجمال، في عالم يَشهد تشويهَ صورة الإسلام وسيطرة المتطرفين على خطابه وتمثيله.

وتابع: لقد كان من أوجُه التعاون بيننا أن أقمنا مسابقة مشتركة بين مجمع البحوث الإسلامية ومركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية حولَ إرث الماتريدي والماتريدية برعاية كريمة واهتمام من الدكتور محمد عبد الرحمان الضويني والدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وسفيرنا في جمهورية مصر العربية السيد قليشيف منصوربيك بختياروفيتش، والذين أُعرِب عن خالص تقديري وامتناني لهم وكل من ساهم في نجاح هذا العمل، سائلا اللهَ أن يجعله في موازين حسناتهم.

وقال إنه في السنوات الأخيرة تتطور علاقاتُ التعاون الودي بين أوزبكستان ومصر، والتي تتخذ أشكالا أكثرَ تطورا وإيجابية والتي تمثلت في قيام رئيس جمهوريتنا شوكت ميرضياييف، بأول زيارة رسمية إلى مصر، حيث التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تم فيها التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين، والتي أدخلت على قلوب شعبينا السرور.

وأشار إلى أن شعبنا يتطلع كما الشعب المصري تماما إلى توثيق العلاقات بين البلدين حيث مقوِّمات التعاون والآمال والطموحات المشتركة متوافرةً وستعود بالفائدة على شعبينا الكريمين، لافتًا إلى أنه قد تجلى في لقاء الرئيسين معاني الأخوة الصادقة بين البلدين والاحترام المتبادل، ومن هنا فإن مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية حريص على تنفيذ توجيهاتِ رئيس جمهوريتنا وتطلعات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير علاقات التعاون بين الأزهر الشريف والمؤسسات الإسلامية في بلدنا بعامةٍ، ومركز الإمام الماتريدي بخاصة.

قال: لقد تعرفت على مصر لأول مرة حين أتيت إلى هنا في عام 2009م، وأقمت لمدة عام وشهِدت الاهتمام الكبير بالعلوم والإمكانات العلمية لعلماء مصر. وما زال في قلبي مشاعرُ الشوق والذكرَياتِ الجميلة لهذا البلد الطيب، ولا أخفيكم أن من بين أسباب زيارتي لمصر استعادةِ تلك الذكريات وإرضاء الحَنين في قلبي.

وأوضح: يسعدني بشكل خاص أن أقول إن المسابقة عن حياة وإرث الإمام الماتريدي، التي أقيمت بين باحثِي جامعة الأزهر، والتي ستستضيفهم بلدنا أوزبكستان كجزء من تقديرهم؛ إنما هو من طريق توثيق الروابط الأَخوية بين الشعبين الكريمين وإحياءٌ للإرث التاريخي المشترك بين البلدين العظيمين، وعملٌ برغبة الرئيسين، حفظهما الله وجعلهما من مفاتيح الخير لأمتنا الإسلامية الواحدة.

كما تقدم بخالص التهْنئة للفائزين في هذه المسابقة معبرا عن تقديري الكبير لاهتمامهم بتعاليم الإمام الماتريدي والمدرسة الماتريدية، لافتًا إلى أن نشر تعاليم الإمام الماتريدي من أولى مهماتنا في عالمنا الحديث الذي هو في حاجة إلى الوسطية والاعتدال ونشر روح المحبة والتسامح بين البشر جميعا، وترويج صورةٍ عقلانيةٍ للإسلام تُظهره كدينٍ خاتمٍ كاملٍ كما نعتقده نحن المسلمون، لا سيما في عصر العولمة الذي انفتحت فيه الثقافات والأمم لنكون مِشعلَ خيرٍ للحضارة الإنسانية كما كان أجدادنا، كما أن جهودنا المشتركة في هذا المجال تُعد واحدةً من تجليات الإرث المشترك بين جمهورية مصر العربية وجمهورية أوزبكستان، وتعد واحدةً من طرق المستقبل المشترك الذي يجمعنا، وتعد تعبيرا عن حضارة واحدة نقف في ظلالها جميعا ونعتز بأننا من أبنائها.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة