حارة الخرنفش
حارة الخرنفش


حارة الخرنفش.. هنا أسرار كسوة الكعبة وبركة العائلة المقدسة| صور

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 13 مارس 2023 - 01:04 م

رغم غرابة الاسم لكنه يحظى بنغمة موسيقية.. هنا حارة الخرنفش في قلب القاهرة الفاطمية، ولطالما وصفت بأنها كانت قديمًا ميدانًا للخلفاء، فعندما وصل المعز أيبك التركماني إلى السلطة بنوا به اصطبلات، وكذلك القصر الغربي.

 

وكانت النساء اللاتي تم إخراجهن منه سكن بالقصر النافعي، فامتدت الأيدي إلى طوبه وأخشابه وحجارته، فتلاشى حاله وتهدم وتشعث، فسمي بالخرنشف لهذا المقتضى، وإلا فكان هذا الميدان من أفضل البقاع المصرية، واليوم يعمل الجهاز القومي للتنسيق الحضاري على إعادته إلى سيرته الأولى.

 

 

وسُميت حارة الخرنفش بهذا الاسم نسبة للخرنفش وهي مادة تتحجر مما يوقد على مياه الحمامات القديمة من المخلفات وغيرها، وكانت تستعمل مع الجير مونة للبناء، وقد استخدمها الخليفة العزيز بالله في بناء القصر الغربي الذي كان يتوج المنطقة لذلك عرف الشارع باسمها.

 

 

ويحتضن شارع الخرنفش واحدة من أشهر المدارس التاريخية في مصر، وهي مدرسة «القديس يوسف» التي تعرف بـ«الفرير»، والتي تم إنشاؤها منذ 160 عاما، وتخرج فيها الكثير من رموز مصر من بينهم الزعيم سعد زغلول، والزعيم مصطفى كامل.

 

اقرأ أيضًا| صانع النحاسيات في الحسين.. «إيده تتلف في حرير»| صور

 

 ومن الفنانين نجيب الريحاني، فريد الأطرش، ورشدي أباظة، وعبدالفتاح القصرى، والمغني والملحن داود حسني.

 

 

والخرنفش رمز مصري للوحدة الوطنية؛ حيث احتضنت دار كسوة الكعبة الذي شهد على صناعة وتطريز كسوة الكعبة المسماة بـ«المحمل»، في احتفال رسمي بهيج من أمام مسجد القاضي عبدالباسط، وكان قاضي قضاة مصر ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة الشريفة التي كانت آياتها القرآنية تحاك بماء الذهب والفضة.

 

 

وعلى أرض الحارة، توجد كنيسة مريم العذراء، وهي أقدم كنيسة في المنطقة، حيث تواجدت من القرن الرابع ووقد زارتها العائلة المقدسة خلال هروبها لمصر وهي على بعد أمتار من شارع بورسعيد بمنطقة باب الشعرية.

 


 
ليس هذا فحسب؛ بل إن حارة الخرنفش سكن فيها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1933، عندما انتقل والده من السويس إلى القاهرة ليصبح مأمورًا لمكتب بريد حي الخرنفش، وقد استأجر والده منزلًا من أحد اليهود قريبًا من مكتب البريد عاش فيه حتى توفى .

 

 

ومن أشهر الحارات الموجودة بشارع الخرنفش أيضًا حارة الأمراء التي كان السكن فيها محرم إلا على الإشراف من أقارب الخليفة أيام الفاطمية، ولما زالت ملكهم ودولتهم سكن هذه الحارة أخو صلاح الدين شمس الدولة توران شاه، ولا يزال هذا الاسم باقيا حتى الآن.

 

 

شارع الخرنفش يعيش الآن تحت ثقل وضع يناقض تمامًا فخامة ماضيه الأسطوري، فهو يبدأ بزقاق ضيق مزدحم بسيارات الأجرة والبائعين الجائلين، وفي وسطه يقف شاب أمام فاترينة لبيع وجبات المعكرونة السريعة، وفي خلفه تطل واجهة مدرسة القديس يوسف.

 

 

واجهة وكالة صناعة الأجولة الخيش تكرس انتماء الشارع إلى القرون الوسطى، وبعدها تطل واجهات محل محمد العجوز وحلواني عدوية وعمارة عالية بنيت حديثًا مكان البيت الذي إن الموسيقار محمد عبدالوهاب أقام فيه بعد أن غادر بيت أسرته بباب الشعرية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة