كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: وكان ضروريا أن يرحلوا !

كرم جبر

الإثنين، 13 مارس 2023 - 06:42 م

كان ضرورياً أن يرحلوا، لأن استمرارهم ضياع لمصر، وكان حتمياً أن تستعيد الدولة هيبتها، وتبنى مؤسساتها.. وكان الله معنا، و«عناية الله جندى».

وتَولَّد لدى المصريين إحساس بالخطر الداهم على مستقبل بلادهم، وأن مصر فى طريق الضياع، بعد أن أسس الإخوان جيشاً من الإرهابيين والقاعدة والجماعات الجهادية فى سيناء، وأطلقوا سراح القتلة والمجرمين من السجون، لقتل ضباط وجنود جيش بلادهم والشرطة الوطنية، وتعهدوا بالحفاظ على أرواح الخاطفين، وغلّوا يد القوات المسلحة عن استكمال تطهير سيناء، وكان المعزول راعياً للإرهاب أكثر من مصلحة بلده وشعبه، فأصبح رئيساً غير أمين على بلده.

لم يفهموا أن شرعية مصر هى الباقية وشرعيتهم إلى زوال، وعاش المصريون عاماً كئيباً وحزيناً ومحبطاً، عندما تأكدوا أن الإخوان الذين جاءوا إلى الحكم بالصندوق، لن يسمحوا بحق التداول السلمى للسلطة بالصندوق أو بغيره، وانقلبوا على الشرعية بتفصيل دستور «نص الليل» الإخوانى، الذى يضمن احتكارهم للحكم إلى الأبد، وتفصيل القوانين على مقاس مصالحهم وجماعتهم، وأخونة الإدارة المحلية والعمد والمشايخ وأئمة المساجد، بما يمكنهم من احتكار كل الطرق التى تؤدى إلى الصندوق، وقطعها عن معارضيهم ومنافسيهم.

الشرعية التى رفع الإخوان شعارها، هى فى الدول الديمقراطية الحفاظ على مؤسسات الدولة، أما عند الإخوان فهى تفكيك مؤسسات الدولة، ولم نسمع عن أحزاب تتولى الحكم فى الدول المتقدمة، فتبادر بإعلان الحرب ضد القضاء تحت شعار زائف هو «التطهير»، وتحاصر المحاكم وتختار أعضاءها لتولى المناصب القضائية العليا، وتحرض قيادييها ابتداء من رئيس الدولة، للسخرية من القضاء والهجوم على القضاة .

وحدث نفس الشىء مع السلطة التنفيذية باختيار الوزراء والمحافظين وكبار الموظفين من أعضاء جماعة الإخوان، وإقصاء الكفاءات والخبرات لصالح الأهل والعشيرة والمؤيدين والأنصار، وكأنها غنائم حرب يجرى توزيعها على المنتصرين فى غزوة الشرعية، التى داس عليها مرسى والإخوان بالأحذية، هدموها وأهدروا قواعدها.

أما الكارثة الكبرى فهى الوعود الإخوانية بتحويل سيناء إلى وطن بديل للخونة، وملؤها بالإرهابيين لتخفيف الضغط  عن الدول التى تعانى من جرائمهم ، مثل القوات الأمريكية فى أفغانستان قبل انسحابها ، وكانوا يفكرون فى استضافة مقاتلى الشيشان لتخفيف الضغوط عن الروس، وأضافوا إليهم المئات من الإرهابيين الذين أطلق سراحهم من السجون المصرية، وفُتحت الحدود على مصراعيها للمتسللين ، وغُلت يد القوات المسلحة عن تطهير سيناء بزعم أن «دم المسلم حرام على المسلم» .

وتدخلت عناية الله وشجاعة المصريين والرئيس وجيشهم الباسل فى الوقت القاتل، لوقف صفقات بيع الوطن والتنازل عن أراضيه ، وترسيخ المعانى الحقيقية للدفاع عن الإسلام ونصرة الحق، وأنقذ الله مصر من الوقوع فى حكم دينى فاشى، يطمس ماضيها ويدمر حاضرها ويخنق مستقبلها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة