صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«المستريح الديجيتال».. تطور غير طبيعي لـ«النصب»

أسامة الشريف- هاجر زين العابدين

الثلاثاء، 14 مارس 2023 - 05:58 م

 

- خبير قانوني: وصلت معدلات النصب التكنولوجي عام 2014 لـ 30 مليار دولار

- إحصائية: نهب 14 مليار دولار من العملات المشفرة في عام 2021 حول العالم

خبير: الجرائم الإلكترونية أحدث طرق الكسب السريع عبر الإنترنت وضرورة التصدي لها

تنتشر من وقت لآخر تطبيقات إلكترونية تتفنن في النصب على المواطنين الطامعين فى الحصول على مكسب سريع، وآخرها والذي ذاع صيته تطبيق "هوج بول" والذى روج أنه يتبع شركة تعمل فى التعدين وتعمل على صناعة العملات الرقمية، وهو ما ساهم فى استقطاب من يحلمون بالثراء السريع، ولم يكن هذا التطبيق هو إلا أداة نصب واحتيال على المواطنين.

وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن المحتالون في جميع أنحاء العالم حصلوا على 14 مليار دولار من العملات المشفرة في عام 2021 وارتفعت الخسائر من الجرائم المرتبطة بالتشفير بنسبة 79٪ من عام 2020 زادت سرقة العملات المشفرة بنسبة 516٪ من عام 2020 ، إلى ما قيمته 3.2 مليار دولار من العملات المشفرة الإجمالي.

وترصد "بوابة أخبار اليوم" تطبيقات للعملات المشفرة على غرار منصة "هوج بول"..
 

 


تطبيق Golden

منذ ما يقرب من عامين   انتشر تطبيق الرمال البيضاء أو وايت ساندز في مصر وهو ما ذاع صيته لكن تم حذفه من على google play بسبب احتياله على ما يزيد عن 5 ملايين جنيه مواطن، وتعددت مسميات مختلفة لنفس التطبيق  ببلدان مختلفة  فهو نفسه تطبيق" Super Likee" في اليمن الذي أغلق قبل عام .
ولكننا وجدنا التطبيق بمسميات أخرى مثل  " Golden Fleece" في إيطاليا، وهولندا، إضافة إلى دول أخرى، ورغم اختلاف مسميات التطبيق في كل دولة، إلا أن منهجية العمل واحدة في الدول التي ذكرناها سابقا، فطريقة الربح، وقيمة الباقات هي نفسها، إضافة إلى هيكل التطبيق وصور الصفحات والواجهات التي تفتح للمشترك، تتطابق تماما في الدول السابق ذكرها.

تطبيق انبو 

ورغم إشتعال منصات التواصل الإجتماعى بقضية القبض على المتورطين  فى الإحتيال من خلال تطبيق هوج بول، إلا اننا فوجئنا بوجود مروجيين لتطبيق أخر يسمى"إنبو" ويسعى المروج لذلك التطبيق حث الجميع على تحميل التطبيق وتعويض الخسارة الفادحة التى تعرضوا لها من خلال الهوج بول، ولمزيد من الإقناع تم الإعلان عن إتاحة ماكينة العملات لمدة 180 يوم مجاناً ومرفق رسائل عمليات الإيداع الناجة، ووجدنا تعليقات على صاحب المنشور تفيد بمعرفة المزيد وتدعوه للتواصل خاص، وهناك من خاض المغامرة ولم يجد أى ماكينة مجانا ً 

تطبيق money  master  

وفى الأونة الأخيرة بدأ الترويج لتطبيقات عن جمع الأموال تعمل بنظام الجمعية الإلكترونية، ويصل العائد منها لمليون جنيه وهو ما جذب الكثيرين حول هذا التطبيق، إلا أن التطبيق مؤخراً أعلن عن توقفة بشكل مفاجئ، تاركاً الاف المودعين دون رد، ورغم رد الشركة بأنها سوف تعيد للجميع المبالغ التى تم دفعها إلا أن الكثير يتواصل مع الشركة دون رد، وحاولت بوابة أخبار اليوم التواصل مع أصحاب التطبيق من خلال أرقام الهاتف المعلنه إلا أن جميعها كان مغلقاً .

 

التليجرام يروج لتطبيقات العملات المشفرة 

وبمزيد من البحث وجدنا أن تطبيق "التليجرام " هو أرض خصبة لإستقطاب المزيد من الضحايا حيث يتم الترويج لتلك المجموعات من خلال ترك الأفراد لينكات تلك التطبيقات التى توهم البعض بالتربح من خلال العملات المشفرة فى الأماكن المخصصة لتعليقات الأفراد على تطبيق "فيس بوك"، بوابة أخبار اليوم خاضت المغامرة بتتبع تلك التطبيقات والانضمام لتلك التطبيقات لمعرفة الأساليب المتبعة لجذب الضحايا، كانت البداية من تتبع لينك تركه أحد الأشخاص معلقاً "عن تجربة ربح حقيقى ومش نصب " تتبعنا الرابط لنجد أنه يقودنا داخل مجموعة تحمل أسم" منصة الاستثمار للعملات المشفرة " لتبدأ بتوجيه رسالة آليه للمنضم حديثاً ، لتخبره أولاً الا يستمع للكارهين ولا للأشخاص السلبيين، وتترك لينك أخر للتواصل الفردى مع أحد المنظمين الذين يبدأون فى شرح عمليات الربح من خلال التطبيق.

ورغم تحذير العديد من الأفراد بأن تلك التطبيقات ما هى إلا للنصب والاحتيال إلا أن هناك من دفعه الفضول لخوض التجربة وبمبالغ صغيرة حتى لا يتعرض للخسارة الفادحة . 

وأكد وليد جاد "رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات سابقاً" أن النصب سيستمر إلى الأبد وماهو يعرض حالياً على الأنترنت كان يتم النصب به على المواطنين بطرق يدوية .

أضاف أن المحتالين لهم طريقة واحدة فى النصب وتتمثل فى تقديم  معلومة غاية الإغراء تعمل على جذب عدد كبير من ذو الأهواء الطامعة، لتحقيق ربح سريع، ولو توقف الشخص قليلاً وأستخدم عقله  لتوقف على الفور من الأنسياق وراء تلك المغريات التى تلقى به للهوية .

وتابع: يصعب من الجهه التكنولوجية ان تعمل على توقف تلك البرامج، وهناك مباحث الأنترنت والتى تستقبل  شكاوى الانترنت، ويجب توخى الحذر من تطبيقات تدعى الربح السريع، أو الدخول من خلال رابط ما مجهول، مشيراً أنه يجب على الفرد أن يسأل نفسه هل هذا يعتبر منطقياً ويحتكم لعقله ، وبعدها سيعلم انه خارج المنطق ويبتعد فوراً ويصبح أكثر حرصاً

وأوضح أن مهام التكنولوجيا تقتصر على التتبع للبرنامج المستخدم أو الهاتف الذى تم استخدامة لمعرفة الشخص الذى فعل ذلك ،القانون يعتمد على التكنولوجيا فى متابعة الحادث، وفى مثل هذه الجرائم نجد أنها تنقسم لشق قانونى وشق تكنولوجى .

وتابع إسلام غانم "استشارى تكنولوجيا المعلومات" أن تطبيق هوج بول تم غلقة بعدما جمع ما يقرب من 6 مليارات جنيه، وتقوم فكرة  التطبيق على أنها شركة لصناعة تعدين العملات  الرقمية، وتخبر ال مواطنين هذا التعدين غير مسموح به فى مصر ، فيوجد لديهم الأجهزة الخاصة بهم التى تصنيع العملات  الرقمية خارج مصر، ويمكن للشخص ان يبدأ بمبلغ زهيد وليكن ألف جنيه ليأخذ مقابلة دولار يومياً وفى نهاية الشهريتحصل الفرد على 30 دولار، وتستمر الشركة فى العروض بأن صناعة العملات الرقمية تطلب جهاز قوى وصالح لمدة عام كامل ويظل متصلاً طوال الوقت بالكهرباء والإنترنت.

وهو ما جذب الكثير من الأفراد حول سياسة المكسب السريع وجاءت بفكرة مختلفة ألا وهى صناعة العملات المعدنية الرقمية  لن تنتهى محاولات النصب طالما هناك طامعين يسعون وراء المكسب السريع 

أوضح سامى البوادى "الخبير القانونى والمحامى بالنقض "الجريمة الإلكترونية هي نشاط إجرامي باستخدم جهاز كمبيوتر أو شبكة كمبيوتر أو جهازاً متصلاً بشبكة الإنترنت، ترتكب معظم الجرائم الإلكترونية من قبل مجرمي الإنترنت أو المتسللين الذين يريدون جني الأموال، ويتم تنفيذ الجرائم الإلكترونية من قبل الأفراد أو المنظمات.

تقنيات متقدمة

ونوه أن بعض مجرمي الإنترنت منظمون ويستخدمون  تقنيات متقدمة ولديهم مهارات فنية عالية، والبعض الآخر قراصنة مبتدئين، ونادرًا ما تهدف الجرائم الإلكترونية إلى إتلاف أجهزة الكمبيوتر لأسباب أخرى غير الربح.

تتعد أشكال  الجرائم الإلكترونية  كالنصب الإلكتروني الذي  بات أحدث طرق الكسب السريع عبر الإنترنت، فخلف شاشات الأجهزة الحديثة يحصل المحتال على المال دون تفكير فى العقوبة التى سوف تقع عليه من قبل القضاء.

تعتبر التطبيقات الإحتيالية أحد عمليات النصب السهلة فهو الأقل تكلفة والأقل تحققاً من الشخصيات الأفتراضية  – المعروفة - التي تدير الصفحة،  لذا تحول "فيس بوك" في حقيقة الأمر إلى متهم داخل قفص الاتهام بعد أن انتشرت حالات النصب عبر الإنترنت منذ مطلع الألفية الثانية وتزداد سنوياً بمعدلات كبيرة، وتقدر الخسائر العالمية نتيجة الاحتيال على الانترنت في عام 2014 كأقرب تقدير حوالي 30 مليار دولار.

تصدى القانون للنصب الالكترونى 

وتابع "البوادي" أن لفظ أو كلمة الاحتيال الإلكتروني هى في حقيقة الأمر  أزمة حقيقية هنا تكمن بشكل واضح فى استخدام عملية التسويق الإلكتروني  والترويج  والاغراءات في تحقيق المكسب السهل بالنصب أو التسويق لمنتج مجهول أو بدون ترخيص أو شخصية مجهولة، ويندرج كل ذلك تحت مسمى "عمليات النصب الإلكترونية"، حيث أن قانون التجارة الإلكترونية حسم هذه المسألة ولكن يجب ألا يكون المنتج مجهولا أو باسم مستعار، لأنك بعد ذلك ستكتشف أن المنتج المبيع على الإنترنت به العديد من العيوب.

قانون العقوبات

نصت المادة 336 من قانون العقوبات على أنه: "يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول وكان ذلك لسلب كل ثروة الغير أو بعضها، إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة، أو إحداث الأمل بحدوث ربح وهمى أو تسديد المبلغ الذى أخذ بطريق الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور وإما بالتصرف فى مال ثابت أو منقول ليس ملكاً له ولا له حق التصرف فيه وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة، أما من شرع فى النصب ولم يتممه فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، ويجوز جعل الجانى فى حالة العود تحت ملاحظة الشرطة مدة سنة على الاقل وسنتين على الأكثر".

اقرأ ايضا: الموظف بـ«قرش».. مغامرة داخل عالم «سماسرة البيانات»

وتابع: والمشرع فى حقيقة الأمر لم يضع تعريف لجريمة النصب واكتفى عند نصه على جريمة النصب فى المادة "336 عقوبات" بأنه أورد صور وطرق التدليس التي يستخدمها الجاني في جريمة النصب وبيان العقوبة المقررة لها، ومن خصائص النصب، أنه من الجرائم التي تمثل الاعتداء على الملكية، لأن الجاني يهدف من استعمال الأساليب الاحتيالية إلى الاستيلاء على كل أو بعض مال الغير، وذلك يحمل المجني على تسليمه ماله بتأثير تلك الأساليب الاحتيالية

وواصل: وتلك الأساليب المتعددة المستخدمة من قبل النصابين، والعقوبة القانونية لمرتكبى مثل تلك الجرائم،  حيث نصت المادة رقم الثامنة  على أن العقوبة  حبس لمدة لا تقل عن ٣ أشهر وغرامة لا تقل عن ٣٠ ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الوسائل الحديثة دون وجه حق أو غيرها يعاقب وفقا للقانون.

وأكمل: والمادة ٢٤ من قانون الانترنت و جرائم البريد الإلكترونى تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ٣ أشهر وغرامة لا تقل عن ١٠ آلاف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من اصطنع بريدا إلكترونيا أو موقعا أو حسابا خاصا ونسبه لآخر. أما جرائم الانتفاع دون وجه حق بخدمات الاتصالات والمعلومات، كما ان المادة ١٣، تنص على عقوبة الحبس مدة لا تقل عن ٣ شهور وبغرامة لا تقل عن ١٠ آلاف جنيه ولا تجاوز ٥٠ ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من انتفع دون وجه حق عن طريق خدمات الاتصالات.

وتابع البوادى: أن  جريمة الاعتداء على سلامة البيانات والمعلومات الخاصة، تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن ١٠٠ ألف جنيه ولا تجاوز ٥٠٠ ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أتلف أو عطل أو عدل مسارا، متعمدًا ودون وجه حق، البرامج والبيانات أو المعلومات المخزنة، أو المعالجة، أو المولدة أو المخلقة على أى نظام معلوماتي.

وفيما يتعلق بجرائم الاعتداء على الحسابات الخاصة، نجد  أن القانون يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر، وبغرامة لا تقل عن ٥٠ ألف جنيه ولا تجاوز ١٠٠ ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين، كل من أتلف أو عطل أو أبطأ أو اخترق بريدا إلكترونيا أو موقعا أو حسابا لأحد

ونوه إلى أن الجريمة الإلكترونية هي نشاط إجرامي يستهدف أو يستخدم جهاز كمبيوتر أو شبكة كمبيوتر أو جهازاً متصلاً بالشبكة، ترتكب معظم الجرائم الإلكترونية من قبل مجرمي الإنترنت أو المتسللين الذين يريدون جني الأموال، ويتم تنفيذ الجرائم الإلكترونية من قبل الأفراد أو المنظمات.

بعض مجرمي الإنترنت منظمون ويستخدمون  تقنيات متقدمة ولديهم مهارات فنية عالية، البعض الآخر قراصنة مبتدئين، ونادرًا ما تهدف الجرائم الإلكترونية إلى إتلاف أجهزة الكمبيوتر لأسباب أخرى غير الربح، يمكن أن تكون هذه سياسية أو شخصية.

ومن أشكال الجرائم الإلكترونية النصب الإلكتروني الذي  بات أحدث طرق الكسب السريع عبر الإنترنت، فخلف شاشة الأجهزة الحديثة يحصل النصاب على المال دون تفكير فى العقوبة التى سوف تقع عليه من قبل القضاء.اذ تعتبر التطبيقات الإحتيالية أحد عمليات النصب السهلة فهو الأقل تكلفة والأقل تحققاً من الشخصيات الاعتبارية – المعروفة - التي تدير الصفحة، وبذلك تحول "فيس بوك" في حقيقة الأمر إلى متهم داخل قفص الاتهام بعد أن انتشرت حالات النصب عبر الإنترنت منذ مطلع الألفيةالثانية وتزداد سنوياً بمعدلات كبيرة، وتقدر الخسائر العالمية نتيجة الاحتيال على الانترنت في عام 2014 كأقرب تقدير حوالي 30 مليار دولار.


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة