صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


أغرب قضية.. حكاية زوجة تطلب زوجها للطاعة

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 17 مارس 2023 - 09:50 م

أمرًا غريبًا، وغير منطقي، ولا يساير وقائع الأمور، فعادة يقوم الزوج بطلب زوجته الدخول في طاعته، أما أن ينقلب الوضع وتطلب الزوجة زوجها للدخول في طاعتها فهذا هو الشيء المستغرب.

السطور التالية تروي حكاية هذه الزوجة، والتي تعود أحداثها عندما ارتسمت الدهشة على وجه القاضي، وعلت وجهه ابتسامة عريضة وهو يستمع إلى الزوجة التي وقفت تقول: ماجئت أطلب الطلاق، ولا نفقة، إنما جئت أطلب الحكم على زوجي بدخوله في طاعتي.

وتستكمل قائلة: عندما حصل زوجها على الحكم بدخولها في طاعته وأعلنها به ذهبت إلى قسم الشرطة وطلبت منهم أن يصطحبوها إلى بيت الزوجية لتنفيذ حكم الطاعة لكنها فوجئت بزوجها الذي أغلق الباب في وجهها، ورفض دخولها في البيت الذي عاشت فيه أسعد أيام حياتها، وطردها فما كان منها إلا أن تقوم برفع دعوى عليه بدخوله في طاعتها.

وبصوت واهن تقول: لقد زوجني أبي إليه وكانا شريكين في محلات تجارة الأقمشة، وتفانيت في خدمته وانجبت ٣ أولاد، ونحن اولاد بلد نعيش على عادات وتقاليد الأحياء الشعبية التي تعترف بالرجل سيد مطاعا، فكان هو سي السيد.

وفجأة تغيرت الأحوال بينه وبين أبيها بعدما تدخل أصدقاء السوء بالوشاية بينهما، وبعدما كان يجمع بينهما الحب والود طيلة السنين الماضية، والإخاء والنقاء، وانقلب كل منهما على الآخر يكيل له بالاتهامات حتى انتهى الأمر إلى تصفية الشركة بينهما، واستقل كل منهما بنصيبه وحده.

ومنذ ذلك الحين، رحلت سعادتها وأخذت معها استقرارها وراحتها، كلما احتدمت الخلافات بينهما ويصب الأب غضبه فوق رأسها، وعاشت حائرة بين الاثنين، وانقلبتت العداوة إلى ضراوة في الكيد، وتعددت القضايا بينهما في المحاكم إلى ٢٠ قضية، وقمت بحمل حقائبي وأخذت أولادي وعدت إلى بيت أسرتي، وأجبرني أبي على طلب الطلاق، وادعيت أن زوجها هجرها في الفراش، ورفض الانفاق على اولاده، وأتى والدها بشهود زور أيدوا تلك الأكاذيب، وحصلت على حكم بالطلاق.

اقرأ أيضا|  شهود تاجرة الذهب.. «فالصو»

وتضيف الزوجة قائلة: لكن زوجها قام باستئناف حكم الطلاق، والغته محكمة الاسئناف، وقام زوجها برفع دعوى يطلبها في الطاعة، لكنه لا يرغب في الحياة معها وإنما نكاية في خصمه وهو والدها، وبالفعل حصل على حكم الطاعة وتم أعلانها، وذهبت إلى قسم الشرطة تطلب منهم تسليمها إلى زوجها، وأنها بهذا الفعل خرجت عن طاعة أبيها الذي أراد أن يجعل منها كبش فداء للانتقام من زوجها، أكن زوجها لم يقدر تضحيتها بأبيها من أجله، واغلق الباب في وجهها قائلا: إنها لعبة تشترك فيها مع والدها حتى تكون جاسوسة تنقل له أخبار زوجها وتحركاته.

وحكمت محكمة شمال القاهرة للأحوال الشخصية على الزوجة التي جاءت تسلم نفسها إلى زوجها، ثم عادت وعدلت دعواها للدخول في طاعتها، وهي القصة التي لم تقبلها المحكمة لأنها تتعارض مع القانون، فحكم الطاعة من حق الزوج، ولم تسمع المحكمة عن زوجة أقامت دعوى تطلب زوجها للدخول في طاعتها، وقضت بالنفقة لأولادها بعد سقوط حكم نشوزها.

التفت إليها الزوج، وألقى عليها يمين الطلاق لحظتها، حيث تلاحقت انفاسها، وأطرقت برأسها، وانسابت دموعها بغزارة، وخرجت من قاعة المحكمة تجر أذيال الخزي والحزن، وبلسان حال تقول: هذا ماجناه  علي أبي.. وماجنيت على أحد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة