فيصل مصطفى
فيصل مصطفى


بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: الخطة الوطنية الإنسانية 

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 21 مارس 2023 - 06:53 م

 

أعلنت وزارة الداخلية التشغيل التجريبي لمراكز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، ومركز إصلاح وتأهيل أخميم الجديدة بمحافظة سوهاج، ومركز إصلاح وتأهيل 15 مايو بمحافظة القاهرة، لتحل تلك المراكز كبديل لعدد من السجون على مستوى الجمهورية، وتنضم إلى مراكز الإصلاح التي تم افتتاحها خلال الفترة الماضية، وهي مركز الإصلاح والتأهيل في وادي النطرون، ومركز الإصلاح والتأهيل ببدر.
لتكون باكورة الخطة الوطنية الإنسانية الراقية القائمة على تطوير السجون وتحولها إلى مراكز للإبداع، وتطوير قدرات الإنسان المحتجز وتنمية مهاراته وتعظيم خبراته في العديد من المهن والحرف التي يحتاجها مجتمعنا أو أي مجتمع بشرى يتطور نحو الأفضل، وهى خطوة هائلة، لأنها تغير من كافة المفاهيم التقليدية الموروثة من عصور سابقة، وتقدم نموذجا جديدا جيدا. 
للتعامل مع المحتجزين وتأهيلهم ، لتمكينهم من الاندماج الإيجابي في المجتمع عقب قضائهم فترة العقوبة.
هذه المراكز تحولت لاستثمار الطاقات البشرية وتنمية القدرات الإبداعية لدى المحتجز، والحرص على حقوقه المشروعة كإنسان ومواطن له كافة الحقوق التي لاتتعاض مع قضاء عقوبة،  كجزاء لإحدى الأخطاء البشرية المعتادة وحتى يمكن أن يتخرج المحتجز من هذه المراكز إنسانا نافعا صالحا وعنصرا مفيدا لمجتمعه ، ويشارك في بناء وطنه كمواطن صالح لا تشوبه شائبة .
فضلا عن أن هذا المشروع الخلاق الإنسانى المحترم ، الذى تقوم به وزارة الداخلية، يسهم في سد النقص في أي تخصصات فنية أو نادرة ويُعظم من قدرات مصر الإنتاجية والصناعية والتصديرية، ويؤدى إلى إختفاء الجريمة تدريجيا من مجتمعنا ويحول الإنسان المسجون من شخص منبوذ إلى مواطن فاعل وفعال في تنمية وبناء مجتمعنا وبلدنا.
إنها إحدى الملامح الجديدة الهامة التي تشكل ملامح الجمهورية الجديدة ، وتقدم نموذجا يحتذى به في البلدان الأخرى، ويجعل مصر كعادتها سباقة ورائدة في هذا النوع الجديد من النشاط الإنسانى والوطنى الذى يحول السجون إلى مراكز للمستقبل، مراكز إشعاع صناعى ومهنى وثقافى وإنسانى، ويقدم نموذجا جديدا ، يُمكن أن يُدرسْ في منظمات حقوق الإنسان المنتشرة، وما أكثرها في عالمنا المعاصر.
هذا المشروع الحيوى الهام يساهم في تعميق العلاقة الدافئة بين الشعب ووزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة، وترسخ مفهوم أن الشرطة في خدمة الشعب والوطن ، وأن الشرطة لايقتصر دورها على مجرد مكافحة الجريمة ومنعها أو القبض على الجناة أو تطبيق القانون فقط، وإنما يشمل دورها الوطنى الخلاق المبدع في معركة التطوير والتنمية وبناء الاقتصاد، وترسيخ مفاهيم الجمهورية الجديدة، وأبرزها مفاهيم العدل بمضمونه العميق والواسع والشامل، الذى يتضمن كافة صور حقوق الإنسان المشروعة، وليس حق الكلام والنقد فقط.
فمن حق الإنسان أن يتعلم المهارات، وأن تتاح له فرصة تطوير قدراته، والدخول في سوق العمل الشريف، وتنمية ذاته، وحصوله على فرصة مناسبة وحقيقية ، لكى يكون إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى يتمتع بحقوقه الحقيقية كاملة . 
ولعلها مناسبة أن أُشيد بجهود وزارة الدخلية ووزيرها الإنسان اللواء محمود توفيق ، الذى يعمل ومعه فريق عمل من الكفاءات النادرة المخلصة، والتي تعى جيدا أن دور مؤسسة الشرطة، الوطنى الشامل لايقتصرعلى التصدي للأعمال الجنائية والإرهابية وكافة أشكال الخروج على القانون ، وإنما دورها يقوم على بناء الحاضر والمستقبل من خلال تحويل السجون إلى مراكز تعليمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لتقدم دورا، قد لايقل أهمية عن دور الجامعات ومختلف المراكز العلمية.
وأخيرًا، أن مشروع تطوير السجون وتحويلها إلى مراكز إبداعية وتنويرية ، يجب ويستحق أن يأخذ الاهتمام الكافى من وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدنى والقُوى الحية في المجتمع، لأنه من المشاريع القومية التي يجب أن تُعمم في كافة المحافظات. وسوف تُسهم حتما في تغيير وجه الحياة ومستقبل مصر إلى الأحسن والأفضل.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة