الأربعاء، 22 مارس 2023 - 06:56 م

اليوم بدأنا صيام شهر رمضان المبارك، أعاده الله على مصر والمصريين بالخير واليمن والبركات، والأمنِ والأمان والقوة والازدهار. بدأنا الصيام تنفيذا لقول الله سبحانه فى سورة البقرة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

وأرجو أن نلتزم فيه بقيم وآداب الإسلام . فلا يفلح من صام عن الطعام والشراب، وقد سب واغتاب وبهت الناس.

ولا يفلح الصيام مع الكسل والتقاعس عن أداء الواجب. ولا يفلح الصيام مع قطيعة الرحم. ولا يفلح الصيام مع الكذب والنفاق.

الصيام ليس إقلاعاً عن الطعام لمدة معينة، إنما هو لتهذيب النفس وترقيقها للضعفاء والفقراء والمساكين. هو للرحمة بالأرامل والأيتام. هو مناسبة للصدقة. والصدقة هى الأمنية الوحيدة التى يطلبها العبد من ربه حين يموت، يقول سبحانه فى صورة المنافقون «وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ».

وفى هذا تشجيع للصدقة. فكل مفرط يندم عند الاحتضار، ويسأل طول المدة ولو شيئا يسيرا، يستعتب ويستدرك ما فاته، وهيهات!، كان ما كان، وأتى ما هو آت، وكل بحسب تفريطه. هكذا ندرك قيمة الصدقات وفعل الخيرات، وأن تكون فى أهلها ومحتاجها.

شهر رمضان شهر فضيل يتميز بالعديد من الفضائل. فيه تتنزل الرحمات والبركات ويغفر الله فيه الذنوب والخطايا، وتتضاعف الحسنات، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، وتُصفَّد الشياطين. وفيه ليلة القدر التى قال عنها سبحانه خير من ألف شهر. إنها مناسبة مواتية للطاعة والعبادة وصلة الأرحام، ومد يد العون للفقراء والمحتاجين، ونبذ كل أشكال الفرقة والخلافات.

وقد افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى الشهر الكريم بالعفو عن الغارمين والغارمات الذين يقضون عقوبات بمراكز الإصلاح والتأهيل، مع تكفل الدولة بسداد ديونهم.

دعاء: اللهم أنعم علينا بالأمن والأمان والسلامة والاستقرار. وتقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا.