الجمعة، 24 مارس 2023 - 12:07 ص

ارتبطت ذاكرة المشاهد المصري خاصة والعربي بشكل عام بالفوازير خلال شهر رمضان، حيث مازالت تلك الأعمال الفنية في ذاكرة المشاهدين حتى عقب مرور سنوات طويلة، بل يتذكر عدد كبير مواقف ومشاهد بعينها كانت تعرض خلال تلك الفترة.

وتعد فوازير رمضان إحدى أهم الحلقات التليفزيونية التي أصبحت علامة مهمة ومؤشر للشهر الفضيل، حيث إن تعريف "الفوازير" بأنها حلقات استعراضية كانت تعرض في شهر رمضان على بعض القنوات العربية، وهي عبارة عن فوازير أو (أحجية) كان يتم فيها توزيع جوائز للفائزين، بدأت في فترة الستينيات واستمرت حتى مطلع الألفية الجديدة. 

وشارك في تلك الفوازير، عدداً كبيراً ومهما من صناع الفن في مصر، ومن بينهم: فؤاد المهندس، وثلاثي أضواء المسرح ونيللي وشيريهان.

فكرة الفوازير في مصر بدأت عبر الإذاعة المصرية من خلال الإعلاميتين آمال فهمي وسامية صادق بقيادة صلاح جاهين المبدع الأول لفكرة الفوازير حيث تعاون الثلاثي معًا حتى عام 1985، حيث كانت عبارة عن أسئلة يرسل من خلالها المشاركون إجابات عبر البريد، ثم انتقلت الفكرة لشاشات التليفزيون بعد عام واحد من انطلاقه عام 1961 حيث ظهرت فوازير الأمثال (على رأي المثل) وكانت عبارة عن فقرة درامية يذكر فيها أحد الأمثال ويقوم المشاركون بإرسال الإجابة الصحيحة.

تطورت صناعة الفوازير عقب ذلك حيث كانت خليطاً من الدراما والاستعراض عام 1967 من خلال المخرج أحمد سالم وثلاثي أضواء المسرح لـ سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، ثم ظهرت الفنانة نيللي وبدوره ظهرت شخصية "فطوطة" الشهيرة للراحل سمير غانم.

وتعد الفنانة نيللي هي أول فنانة تقدم فوازير عربية عام 1975 حتى 1981، وتولى إخراجها فهمي عبدالحميد، حوفي عام 1982 ابتكر فهمي عبد الحميد شخصية فطوطة، والتي قدمها سمير غانم في الفوازير حتى 1984 حتي توفي فهمي عبد الحميد عام 1990.

وتتوالى محاولات تقديم الفوازير بأشكال مختلفة كل رمضان حيث تنوعت الاستعراضات الفنية والأسئلة، حيث قدمت الفنانة شريهان فوازير "ألف ليلة وليلة" التي عرضت حتى 1988، ثم ظهرت فوازير "المناسبات" لهالة فؤاد وصابرين، ويحيى الفخراني.

عالم ورق

لم تتوقف محاولات صناع الفوازير عن التطور والبحث عن كل ماهو جديد لخدمة المشاهدين، حيث جاء عام 1989 من خلال فوازير الفنون لـ شيرين رضا، ومدحت صالح، حتى توفي المخرج فهمي عبد الحميد في أثناء تصوير فوازير "عالم ورق" للفنانة نيللي يناير 1990 ثم قرر استكمالها المساعد الخاص به جمال عبد الحميد.

استمرت سيطرة نيللي وتفوقها في الفوازير التي أصبحت "أيقونة لها" حتى عام 1991 من خلال فوازير "عجائب صندوق الدنيا" ثم "أم العريف" عام 1993.

ولم تعد تلك الأعمال الفنية الاستعراضية حكرًا على نيللي أو شريهان بل انضم لها فنانين جدد مثل "قيس وليلي" لـ محمد الحلو وشيرين وجدي في 1994، ثم "حاجات ومحتاجات" مرة أخرى لـ شريهان عام 1994.

في ذات السياق، استمرت نيللي في تقديم "الدنيا لعبة" و"زي النهاردة" في العامين التاليين،،  قبل أن تقدم الفنانة جيهان نصر في عام 1997 فوازير "الحلو مايكملش".