النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


اللهم إنى صائم

أخبار اليوم

الجمعة، 24 مارس 2023 - 06:49 م

 

هلَّ علينا شهر رمضان المبارك، الذى شرع الإسلام فيه الصوم واعتبره خطوة لحرمان النفس من شهواتها وملذاتها.

وهو شهر يحاول المسلم فيه أن يتطهر من سيئاته ويضاعف حسناته، والصيام جُنَّة أى وقاية من الأخلاق السيئة، ومن النار، فمن صام وحقق الهدف الذى شُرع من أجله الصيام، فرح بصومه وإلا لم ينل من صيامه إلا الجوع والعطش «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ» وقال: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقُلْ: إِنِّى صَائِمٌ، إِنِّى صَائِمٌ».

فالصوم، كما يقول الأديب «مصطفى صادق الرافعي»، يتناول الذوات بالتهذيب والتدريب المشترك، فيحول بين البطن وبين المادة، وبهذا يضع الإنسانية كلها فى حالة واحدة، تتلبس بها النفس فى مشارق الأرض ومغاربها، ويطلق فى هذه الإنسانية كلها صوت الروح يُعَلِّم الرحمة، ويدعو إليها.. فأنت إنسان فقط، فى اللحظة التى تقاوم فيها ما تحب، وتتحمل ما تكره.

إننى أرى بعض المسلمين اليوم وقد أساءوا فهم الشهر الفضيل، وظنوا أنه شهر الكسل والبطالة، والأكل والشرب ليلًا والنوم نهارًا، واعتقدوا أنه شهر للسباب والشجار، وكأن الصيام شُرع ليفسد الأخلاق! والأصل أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتهذيب النفس وتدريبها على التسامح والعفو، وهما طريق الجنة (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ).

ولنا فى الرسول العظيم أسوة حسنة فى صبره على جاره اليهودي، الذى كان يؤذيه، برمى الشوك والقاذورات أمام بيت النبى الكريم فكان يضحك من فعل جاره اليهودى، ويكتفى بإزاحة القاذورات عن منزله، ويعامله برحمة ورفق، ولا يقابل إساءته بالإساءة.

ومن هنا يظل الشهر الكريم فرصة حقيقية لكل مسلم فى إصلاح ما بينه وبين جيرانه وأصدقائه وزملائه فى العمل كما يجب أن يتحلى التاجر فى رمضان وغيره بحسن النية، والرفق بالناس، وأن يكون أمينًا.

والتاجر الصدوق يجتنب أكل أموال الناس بالباطل، ولا يغش، ولا يكذب ولا يحتال، ويكون سمحًا فى القضاء والاقتضاء، سمحًا فى البيع والشراء. وقد قال رسول الله: «رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى».

كان الصحابيان الجليلان عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، رضى الله عنهما، وغيرهما من أغنياء التجار، يجودون على فقراء المسلمين، ولا يستغلّونهم برفع الأسعار، ولا يحتكرون السلع  ليبيعوها بالغلاء.

وكان أبو حنيفة يبيع القماش، وعنده ثوبٌ فيه عيب، فجعله جانبًا، فجاء خادمه فى غيبته فباع الثوب المعيب بقيمته كما لو كان سليمًا، فلما جاء الإمام إلى محله وسأل عن ذلك الثوب قال الغلام: بعته. قال: بكم؟. قال: بكذا - أي: بسعر السليم- قال: هل أطلعت المشترى على العيب الذى فيه؟. قال: لا. فتصدق بقيمة الثوب كله.

كذلك عزيزى الصائم آداب الطريق وسلوك السائق واحترامه لآداب الطريق وعدم إزعاج المارة بالشوارع أو الأسبقية فى تخطى السيارات مما يعرض حياة الغير للخطر أو الإزعاج من آداب السلوك الإنسانى فى كل وقت  خاصة فى شهر الرحمة والمغفرة، وإن جهل عليك أحد فقل: اللهم انى صائم.
رمضان كريم

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة