محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


محمد البهنساوي يكتب: التجربة السياحية المنتظرة بعد إجتماع الرئيس ؟!!

محمد البهنساوي

السبت، 25 مارس 2023 - 05:13 م

" وجه الرئيس السيسي، بمواصلة العمل على تحسين التجربة السياحية في مصر من جميع جوانبها "، تحت هذا العنوان احتفت وسائل الإعلام بالاجتماع الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا بحضور رئيس الوزراء ووزيري السياحة والطيران وعدد من كبار المسئولين، ولا يخفي علي أحد بالطبع الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس بصناعة السياحة، وكم التسهيلات التي منحها الرئيس لصناعة الأمل وتقديم دعم غير مسبوق لها في أزماتها، لكن كان هذا الإجتماع مختلفا تماما، ووجه الإختلاف في تلك العبارة العبقرية " تحسين التجربة السياحية "، والتي لو تحققت وبحق لكان لمصر شأنا سياحيا مختلفا، ووضعا يليق بها علي الخريطة السياحية العالمية.

ولعل كل ما نكتب أنا وغيري منذ  سنوات، وما يطلبه القطاع، وما تقدمه الدولة، كل هذا هدفه تحسين الخدمة السياحية بمصر، وصولا لتقديم تجربة سياحية تليق بمكانة مصر وإمكانياتها التي لا تقارن عالميا، واليوم نكتب من جديد عن تحسين التجربة السياحية المصرية، لكن هذه المرة يملأنا أمل كبير أن يتحقق هذا الحلم بعد أن أصبح في بؤرة اهتمام الرئيس نفسه.

البداية بالمطارات

ولعل بداية التجربة السياحية التي نتمناها تبدأ بالطبع من المطارات المصرية خاصة السياحية منها، وهنا لا نعني إنشاء مطارات جديدة أو تحديث ما هو قائم منها، فهذا يتم وتضعه الدولة ضمن خطتها لبناء الجمهورية الجديدة، لكن نتحدث عن الفكر بشكل عام الذي يجب أن يسود داخل مطاراتنا، من سهولة الدخول والخروج، ووضع خطة لتفتيش صارم لكن دون أن يرهق الراكب ويجعله يكره نفسه ويلعن اليوم الذي جاء به الى صفوف طويلة متتالية ونقاط تفتيش متتالية ومتجاورة بنفس الصرامة، وكأنك في طابور العرض الجنائي بالأقسام، وعامل يطارده على السير وداخل الصالة حتي داخل دورات مياه المطار مرددا " ياوليكم يا ويلكم تو ايجبت " ولن تتوقف المطاردة إلا إذا تحقق الهدف منها والذي نعرفه بالطبع، نريد مطارات تختفي بها ظاهرة السائقين الذين يقتحمون خصوصية الركاب ومطاردة لعينة ليركب معهم في منظر لا يوجد بأي مطار سياحي في العالم، ناهيك عن ضرورة سرعة إصدار التأشيرات وانهاء الإجراءات، كما لنا ملحوظة أيضا  إن كنا نبحث عن تجربة سياحية حقيقية، لماذا لا نجد رجال أمن بزي شرطي واضح في أي مطار سياحي بالعالم مع العلم ان كلها حريصة علي التأمين المشدد لكن كما قلنا دون إرهاق للسائح أو إشعارعه أن لدينا مشكلة نخشاها - وذلك علي عكس الحقيقة تماما - !!

الإستثمار ليس ببعيد !

وليس ببعيد عن تحسين التجربة السياحية المصرية الإستثمار السياحي، بل هو منغمس فيها ، بتقديم تسهيلات للتنمية السياحية وإنشاء مشروعات جديدة يصب بلا شك في تحسين التجربة السياحية ويؤكد أننا بلد سياحي واثق من نفسه ومن إمكانياته، وتشجيع الإستثمار يفتح الباب لمشروعات سياحية خدمية وترفيهية تفتقدها مصر ومنذ عقود، فلا خلاف على إمكانياتنا السياحية المتنوعة، لكن السياحة صناعة ترفيه متكامل يشغل يوم السائح ليلا ونهارا ويبهره بأنشطة سياحية متعددة، وكم من دول ومقاصد سياحية امكانياتها محدودة واصبحت عملاق سياحي بالخدمات الترفيهية والتسهيلات الاستثمارية

ويرتبط بالاستثمار امر مهم للتجربة السياحية الا وهو سهولة تحرك السائح داخل وبين المقاصد السياحية، ولا شك أن الدولة بذلت جهدا كبيرا وغير مسبوق في تطوير البنية التحتية بمصر بشكل كامل ومتكامل من طرق و كباري وشوارع ومناطق محيطة بالآثار، لكن لابد أن يواكب هذا عقلية إدارية بالمحليات تبني على ما تقدمه الدولة لا تنقص منه، تسهل لا تعقد.

الطمع بين الشركات والفنادق والخرتية !

نصل إلى جزء مهم في تحسين التجربة السياحية بمصر يتعلق باداء القطاع الخاص السياحي ، ونبدأ بشركات السياحة نفسها التي تحضر السائح لمصر، فعدد غير قليل منها يتعامل مع السائح على أنه فريسة يجب الإستفادة منها حتي أخر نفس , بداية من بيع برامج سياحية بأقل من تكلفتها على أن يعوض الفارق عند حضور السائح، واستغلاله بشتى الطرق ولا يهم إن كان سيعود لمصر من جديد أم يغادرها دون رجعة نفس الامر من عدد ليس قايل من المطاعم والمحال والبازارات السياحية التي لا يسلم السائح فيها من الاستغلال وكذلك بعض الممارسات في الفنادق ، ولمن يشكك في سوء معاملة السائح وتأثير محاولات استغلاله، يسأل عن معدل تكرار الزيارة لنجد أن مصر من أقل الدول تكرارا للزيارة بسبب تلك الممارسات

الوعي الغائب !

ولكم بح صوتنا جميعا من غياب الوعي السياحي لدى المصريين ، الوعي الذي يشرح لهم أهمية السائح للجميع وليس للشركة او الفندق فقط ، توعية تثير فيه نخوة المصريين وتعلمه تعاليم أدياننا التي تأمرنا بحسن معاملة الضيوف، حملة لا تكون مسئولية وزارة السياحة فقط إنما الدولة بأثرها  لأن حسن معاملة السائح يصب في تحسين صورة مصر وليس صناعة السياحة فقط

ياسادة مصر زاخرة بنعم الله وكنوزه السياحية والأثرية، وتستحق تجربة سياحية تليق بكل هذا، ولعلنا أخيرا نقول أن هذا الحلم اقترب تحقيقه  بعد تدخل الرئيس.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة