الاحتجاجات في شوارع فرنسا
الاحتجاجات في شوارع فرنسا


شوراع باريس.. ساحات حرب بسبب قانون التقاعد

أخبار الحوادث

الأحد، 26 مارس 2023 - 12:33 م

مي السيد

لا تزال شوارع فرنسا تشهد موجات ضخمة من الاحتجاجات والإضرابات العمالية بسبب قانون التقاعد، وهو ما حول الساحات والميادين، إلى ساحات حرب بين المحتجين والشرطة، التى حاولت منعهم من تكسير واجهات المحلات وإحراق السيارات الخاصة بالمواطنين، واعتقلت قوات الأمن المكلفة بتأمين المسيرات عشرات من الفرنسيين واحتجزتهم داخل أقسام الشرطة.

منذ يناير الماضي، ويواجه ماكرون وحكومته حصارًا من المعارضة والنقابات العمالية، بسبب قانون التقاعد الذى لا يحظى بشعبية فى أوساط المعارضة ومجلس النواب والنقابات العمالية، والذى يهدف لرفع سن التقاعد من 62 سنة إلى 64 سنة، ومع تعنت المعارضة على قبوله، قرر ماكرون تجاوز البرلمان وصدم الجميع.

ماكرون يتحدى
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عقد اجتماعًا هامًا داخل قصر الإليزيه مع قادة الكتل الداعمة له، وكان أمام خيارين إما الذهاب إلى تصويت نتيجته غير محسومة أو تمرير الحكومة مشروع القانون دون تصويت مستندة إلى بند دستورى يتيح لها ذلك؛ فقرر ماكرون المواجهة وقام بتمرير مشروع إصلاح نظام التقاعد من دون تصويت فى الجمعية الوطنية، وحظى التحالف الداعم للرئيس بالغالبية، وصوت المجلس لصالح الإصلاح الذى يرفع سن التقاعد.

وينص مشروع القانون على رفع سن التقاعد القانونى تدريجيًا من 62 إلى 64 عاما، بواقع 3 أشهر سنويًا، وذلك اعتبارًا من 1 سبتمبر 2023 وحتى 2030، كما ينص على زيادة مدة الاشتراكات المطلوبة فى الضمان الاجتماعى من 42 عامًا إلى 43 عامًا لكى يحصل المتقاعد على معاشه التقاعدى كاملا، أى من دون أن تلحق به أى خصومات، وتعول الحكومة على هذا الإصلاح لضمان تمويل نظام الضمان الاجتماعى الذى يشكل أحد ركائز النموذج الاجتماعى الفرنسى.
تلك الخطوة أثارت استهجانًا، ودعا الاتحاد النقابى إلى تجمعات وإضرابات وتظاهرات، وعطل متظاهرون حركة المرور فى باريس، مهاجمين قرار ماكرون، كما تجمع الآلاف فى ساحة الكونكورد، التى تواجه مبنى الجمعية الوطنية، وتكررت تلك المشاهد فى العديد من المدن الأخرى، شرق وجنوب فرنسا.

وأشعل المتظاهرون الحرائق فى الشوارع وحطموا واجهات المحلات والمتاجر وواجهات البنوك، وهو ما دفع الشرطة للتدخل وهاجموا المحتجين، وألقوا القبض على العديد منهم وقال وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانين إن 310 أشخاص اعتقلوا خلال أيام التظاهرات، لافتًا إلى أن أكثر الاعتقالات تمت فى باريس، وأن قوات تدخلت بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.

غضب سياسى
ردًا على ما فعله ماكرون، أعلنت المعارضة الفرنسية اليمينية المتطرفة أنها ستقدم اقتراحًا بسحب الثقة من الحكومة، واعتبرت مارين لوبن، مرشحة اليمين المتطرف فى الانتخابات الرئاسية لعام 2022 والتى تقود نواب حزب التجمع الوطنى، أن القرار «فشل ذريع» للرئيس ماكرون ورئيسة وزرائه إليزابيت بورن التى «لا يمكن أن تبقى» فى منصبها، مشددة على أن إصلاح نظام التقاعد وحشى وظالم وغير مبرر لعالم العمال.
وذكرت النقابات العمالية التى نظمت إضرابات ومسيرات احتجاجًا على رفع سن التقاعد، أن المزيد من التجمعات والمسيرات الاحتجاجية ستنظم، كما إنه من المتوقع أن تبدأ أحزاب المعارضة فى وقت لاحق إجراءات التصويت على سحب الثقة من الحكومة بقيادة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن.

وتسعى النقابات العمالية الفرنسية إلى حشد مظاهرات ضخمة وغير مسبوقة والتسبب فى «شلل تام» يضرب كل قطاعات الدولة، من بينها النقل والتعليم والطاقة وذلك من أجل الضغط على الحكومة للتخلى عن خططها والتراجع عن مشروعها.                                                                                                                                                                                                          المعارضة الفرنسية اليمينية المتطرفة
شلل تام
كان أكثر قطاعين قاما بالإضراب هما النقل والنفايات، حيث أدى إضراب جامعي النفايات لمدة تناهز الأسبوع إلى تراكم أكثر من 7000 طن من القمامة والنفايات فى تحويل باريس  إلى مدينة الروائح الكريهة، قبل أن يعلن العمال عن تمديد إضرابهم احتجاجًا على مشروع الحكومة الفرنسية.

ومع توقف جمع القمامة من العمال فى المستودعات وتوقف ثلاث محارق نفايات على الأقل فى مدينة باريس، دخلت الحكومة الوطنية ومجلس المدينة الذى يديره الاشتراكيون، المعروفون بميلهم نحو حقوق العمال، فى مواجهة مريرة حول النفايات المتعفنة فى المدينة، وأمر وزير الداخلية، جيرالد دارمانين، قائد شرطة باريس بإرغام جامعى القمامة على كسر إضرابهم والعودة إلى العمل.
لكن عمدة باريس، آن هيدالجو ، قالت: إنه بينما كانت المدينة تعمل على حلولها الخاصة للحالات العاجلة، فإنها تدعم الإضرابات ضد تغييرات المعاشات التقاعدية، بينما قال نائب رئيس البلدية المسئول عن النفايات، كولومبى بروسل؛ إن أى طلب لإجبار المضربين على العودة إلى العمل سيكون «هجومًا على الحق الدستورى فى الإضراب».

كما تشهد حركة النقل بين فرنسا والمملكة المتحدة، اضطرابات كبيرة بسبب إلغاء عشرات رحلات القطارات والرحلات الجوية وتأخير موعد رحلات العبارات وذلك على خلفية الإضراب السادس من نوعه الذى تشهده فرنسا ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد، وفى قطاع السكك الحديدية، ألغت شركة «يوروستار»، المشغلة للقطارات العابرة لبحر المانش، رحلات لـ16 قطارًا من أصل 26 قطارًا، وحذرت الشركة المشغلة للقطارات من احتمالية استمرار الإضطرابات لما بعد اليوم.
وفى قطاع الطيران، ألغت شركة الطيران العديد من الرحلات، كما شهد قطاع النقل البحرى تأخير فى مواعيد إطلاق الرحلات، وأيضا توقفت شحنات الوقود فى جميع مصافى التكرير فى فرنسا فى أيام الإضراب العام، وأظهرت البيانات أن الإضراب تسبب فى خفض الإمداد بالطاقة ما يعادل 13 بالمئة من إجمالى الإنتاج على مستوى مواقع إنتاج الطاقة النووية والحرارية والكهرومائية.                                     توقف جمع القمامة في فرنسا

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 23/3/2023

أقرأ أيضأ : ارتفاع عدد المعتقلين في احتجاجات فرنسا ضد قانون التقاعد إلى 200

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة