دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية


ما حكم استخدام الحقنة الشرجية للصائم؟.. الإفتاء تُجيب 

كرم من الله السيد

الأحد، 26 مارس 2023 - 04:20 م

ورد إلى دار الإفتاء، سؤالاً يقول فيه صاحبه: ما حكم استخدام الحقنة الشرجية للصائم؟، حيث أجابت دار الإفتاء بقولها: يجوز استعمال الحقنة الشرجية لمن ابتلي باستعمالها في الصيام، وصيامه صحيح، مع استحباب القضاء بعد ذلك لمن استطاع؛ خروجًا من الخلاف.


والمقصود بالحقنة الشرجية عند الفقهاء التي تُعرَف بالحُقنة والاحتقان عند الفقهاء.

 

آراء الفقهاء في حكم الحقنة الشرجية للصائم


مذهب جمهور العلماء أنها مُفسِدَةٌ للصوم إذا استُعمِلَت مع العَمْدِ والِاختِيَارِ؛ لأنَّ فيها إيصالًا للمائع المَحقُونِ بها إلى الجوف مِن منفذٍ مفتوحٍ، وذهب العلَّامة اللخمي مِن المالكية إلى أنها مُبَاحَةٌ لا تُفَطِّر، وهو وَجْهٌ عند الشافعية قاله القاضي حسين، وفي قولٍ آخر عند المالكية أنها مكروهة.


وقال العلَّامة الحطاب المالكي في "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (2/ 424 - 425. ط. دار الفكر): [وسُئل مالكٌ في "مختصر ابن عبد الحكم" عن الحقنة، فقال: لا بأس بها. قال الأبهَرِيُّ: إنما قال ذلك لأنها ضَرْبٌ مِن الدواء وفيها مَنْفَعَةٌ للناس، وقد أباح النبيُّ عليه السلام التداوي وأَذِنَ فيه] اهـ.


بينما قال الحافظ ابن عبد البَرِّ المالكي في "الكافي في فقه أهل المدينة" (1/ 345. ط. مكتبة الرياض الحديثة): [وقد قِيلَ: القضاء في الحقنة استحبابٌ لا إيجابٌ، وهو عندنا الصواب؛ لأنَّ الفِطْرَ مِمَّا دَخَلَ مِن الفَمِ ووَصَلَ إلى الحَلْقِ والجَوف] اهـ.


الخلاصة


وبِناءً على ذلك: فيُمكِنُ تَقلِيدُ هذا القول عند المالكية لِمَن ابتُلِيَ بالحقنة الشرجية في الصوم ولم يكن له مَجَالٌ في تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار، ويكون صيامُهُ حينئذٍ صحيحًا، ولا يجب القضاء عليه، وإن كان مستَحَبًّا خروجًا مِن خلاف جمهور العلماء.

 

اقرأ أيضا| ما حكم حقنة التطعيم في العضل للصائم؟ «الإفتاء» تجيب

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة