بعد نهاية رحلة سلام الترجمان لسد يأجوج وماجوج
بعد نهاية رحلة سلام الترجمان لسد يأجوج وماجوج


حكايات| رحلة حقيقية إلى سد يأجوج ومأجوج

حاتم نعام

الثلاثاء، 28 مارس 2023 - 10:34 م

 

رأيت فيما يرى النائم كأن أحد أسناني سقطت فقمت فزعًا جزعًا مرتبكًا، أتحسس مكان السقوط وظننت أن يدي ستقع على فراغ مزعج بين الأسنان حتى أدركت أنها رؤيا أو حلماً، لكن لا أعلم هل هي مبشرة بخير أو محذرة من سوء؟ ولا أعلم أن كان هذا من حديث النفس أم أنها رؤيا صادقة؟ وبدأت أفكر لمن الجأ وأي جهة تفيد أو تفسر.

واستغرق ذلك مني وقت ليس بالقليل مع أن ذلك يصنف ضمن توافه الأمور التي تتلاشى مع مرور القليل من الوقت ومع ذلك أصابتني بالقلق والتوتر والإزعاج، وسقوط الأسنان هنا ليست الحكاية أو الرؤيا العجائبية التي أردت أن أضعها أمام القارئ لكن ما أردته هو الرؤيا الكبيرة التي رأها الواثق بالله بأن سد يأجوج ومأجوج قد انفتح فانزعج كثيرا لهذا الأمر الجلل وقام بتكليف أحد الرجال لمعاينة السد وكان ذلك في عام 227ه. ولنبدأ الرحلة التي بدأت من مدينة ( سر من رأى) حتى بحر قزوين.

كان الواثق بالله قد رأى في منامه كأن السد الذي بناه ذو القرنين بيننا وبين مأجوج قد انفتح فطلب رجلا يخرجه إلى الموضع فيستخبر خبره فقالوا لا يصلح إلا «سلام الترجمان».

و«سلام الترجمان» سمي الترجمان لأنه كان يتحدث ثلاثين لسانًا، عاش في العراق وقام بتكليف من الخليفة الواثق برحلة إلى بحر قزوين ليعاين سد يأجوج ومأجوج عام 227 هجري، بعد أن رأى الخليفة الواثق في منامه كأن السد الذي بناه ذو القرنين قد انفتح مما يؤدي إلى تسرب يأجوج ومأجوج ولم يجد أصلح من الترجمان للقيام بتلك الرحلة التي استغرقت 28»» شهرًا ذهابًا وعودة ورافقه «50» رجلًا أقوياء، مات منهم ومرض أثناء الرحلة «22» رجلًا ومن مات دفن في ثيابه وكان معهم من البغال 200»» لحمل الزاد لم يسلم منها خلال الرحلة سوى«23» وقد وصلوا بالفعل إلى السد بعد مرور «16» شهرًا من بدء القيام بالرحلة انتقلوا خلالها من بلاد إلى بلاد ومن حصن إلى حصن ويقول سلام ثم صرنا إلى مدينة يقال لها « أية » لها أبواب حديد وهي التي كان ينزلها ذو القرنين بعسكره بينها وبين السد 3 أيام وبينها وبين السد حصون وقرى حتى تصير إلى السد وهو جبل مستدير ذكروا أن ياجوج وماجوج فيه وهما صنفان وذكروا أن يأجوج أطول من مأجوج ويكون طول احدهم ما بين ذراع إلى ذراع ونصف وأقل وأكثر ويقول سلام الترجمان ثم صرنا إلى جبل عال عليه حصن والسد الذي بناه ذو القرنين هو فج بين جبلين عرضه مائتا ذراع وهو الطريق الذي يخرجون منه فيتفرقون في الأرض وعاين الترجمان باب السد وقد عابه شق بالعرض مثل الخيط الرفيع لكن أهل الحصون أخبروه أنهم لا يخشون عليه لأن الباب سمكة خمس أذرع من ذراع الاسكندر وقد حك الترجمان الشق بسكين فأخر منه مقدار نصف درهم وأشده في منديل ليعاينه الخليفة الواثق وقد رأى الترجمان على فرد مصراع الباب مكتوب بالحديد ( فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا)

نستكمل في الحلقة القادمة وصفاً للمدن ولجسم السد والمناطق المحيطة به. 

المصدر: ( المسالك والممالك) لابن خرداذبة

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة