الأربعاء، 29 مارس 2023 - 11:01 ص

كتب حمد الترهوني

مع قدوم شهر رمضان المبارك، توقد الأفران داخل البيوت الريفية، تجلس النساء تمارسن طقسًا روتينيًا، من خلال تجهيز عيش البتاو، إذ يعتبر علامة رئيسية لقدوم الشهر المبارك.

ويعتبر  خبز «البتاو» أحد أشهر مظاهر الاستعداد لقدوم شهر رمضان الكريم  بقرى محافظة المنيا، ويفضل الأهالي  أكل عيش البتاو خلال شهر رمضان وخاصة وجبة السحور بسبب خفته وسهولة الهضم، مع غموسهم المفضل الزبدة، والجبن، والمش، ويؤكل إما جاف أو مبلول بالماء.

وتتفنن النساء في صنع وتخزين الخبز الفلاحي المعروف «البتاو»، ويعتبرونه تراثيًا تاريخيًا داخل المنازل لاستخدامه خلال الشهر الكريم، كتقليد اعتدن عليه منذ عشرات السنين.

تقول «أم صدام» لـ«بوابة أخبار اليوم»: «60 عامًا إحنا مازلنا محافظين على عادات الأمهات الأجداد من ساعة وعينا على الدنيا قبل دخول شهر رمضان أسبوعين كنا نجهز خبزة رمضان والخبزه دي بذات بتبقي لها مذاق خاص لأنها بتكون زي الفرح بظبط بتجمع الحبايب».

وتابعت: «خبيز عيش البتاو بحتاج لعدد كبير من السيدات والحمد لله عندنا من الحبايب ألف الأهل والجيران كلهم يساعدوا في اليوم الجميل ده  لكن الفريق أو المجموعة دي فيه اللي بتعرف تخبز ولا مش بتعرف لأن خبز عيش البتاو تحديدا مش أي حد يعرف يخبز لأنها خبرة سنين مش حاجة عادية يعني وخاصة الجيل البنات الجديدة على قدهم في الخبيز بس بنحاول نعلمهم عشان كل واحده بعد كده هتكون عندها بيت وأسرة تعرف تتعامل مع الحياة».

أما الحاجة «يامنة» 50 سنة تقول: «نبدأ العمل بإحماء الفرن، نجهز (البوص، والحطب، والجله) ونضعه في الفرن حتى تصل درجة حرارة الفرن إلى درجة معينة، نبدأ بعدها بعجن العجين وتقوم القطاعة بقطع القطعة وضعها على الطرحة واللي ماسكه الطرحة تبدأ في هز المطرحة حتى تصبح بتاوة، ثم تقوم برميها على الفرن تاخد دقيقتين تقليب على الجانين وتطلع حاجة تفرح».

«خبيز البتاو شرط الزواج».. تقول الحاجة يامنه: «زمان كان اللي يروح يتقدم لواحدة عشان يتزوجها لازم تكون بتعرف تخبز على المطرحه وده كان شرط أساسي في إتمام عملية الزواج فكانت اللي متعرفش تخبز على (المطرحة) تقول أمها بتعليمها عشان كانت بتوصل لحد المعيارة».

واختتمت «اتعلمت الخبيز في سن العاشرة من عمري مش ناسية كلمت أمي الله يرحمها كانت تقولنا أنا أخواتي البنات اللي مش تعرف تخبر بالمطرحة محدش هيرضى يتزوجها».